الكاتب : سقراط |
11:17 am 14/10/2023
| رأي
| 1284
يهبط وزير الخارجيه الامريكي ليلاً يحمل مسوح الطائر المنكسر ويغرد بكل حزن بأنه جاء كيهودي يشارك اصحاب البلد الاحزان ويشكو العالم فيما فعلته روسيا في ابائه القدامي من اليهود. اتجهت الحديث الي منحي خبيث ظهر فيه اتجاهات الحروب الدينيه التاريخيه. تبدل الحديث من صيغه حرب بين طرفين لأثبات الحق التاريخي في الارض الي هجمات ارهابيه تشنها ( داعش) بمشاركه الفلسطنيين عليهم. اصبحت التصريحات واضحه ومرسومه ليقولها الجميع بأن ما حدث هو هجمات ارهابيه من (حيونات بشريه) -هكذا اطلقو عليهم- علي مواطنين يهود يعيشون في سلام بل وتم ذبحهم والتمثيل بعهم .
استعرت من جديد نعرات الحروب الدينيه ولا اعرف تحديداً لماذا تؤكد كل ديانه انها علي صواب ؟ واذا كان الامر كذلك فلماذا يصر كل صاحب ديانه علي ان يفني الاخر؟ وهل طلب الله منهم ذلك. اصرار الشعوب علي الحروب الدينيه اصبح ذريعه جيده للقتل والتشويه وتدمير المدن و الدول بدون حساب . اجتمعت الدول بسرعه غريبه علي حمايه اسرائيل من منطلق ديني بحت واتجهت المشكله برمتها نحو الارهاب الديني والرغبه في قتل اليهود فقط. وغاب السبب الرئيسي تماماً وهي قضيه الشعب الفلسطيني ودولته. لم نعد ضد وجود اسرائيل فقد اصبح أمراً واقعاً ويحظي بحمايه و شرعيه دوليه ولكننا أيضاً نريد للفلسطينين دولتهم ليعيشوا فيها مثلهم مثل سائر شعوب الارض. ولا يمكن اختزال القضيه في تهجير بضعه ملايين الي مصر او غيرها فهذا امر مرفوض رسمياً و شعبياً. فنحن يكفينا مالدينا من اللاجئين ولم نعد نتحمل المزيد . علاوه علي ان وجود اهل غزه عندنا سيسبب خلل مجتمعي كبير وسيثير العديد من المشاكل التي لا قبل لنا بها . فمعظمهم من اصحاب الالتزام الديني والهوي العام لهم يميل للفكر الاخواني وهم من اصحاب نظريه انجاب الاطفال بلا وعي او حساب رغبه في التكاثر السريع ليزدادو في مواجهه اسرائيل . لذلك فوجودهم علي ارض اخري غير وطنهم سيشكل خطراً جسيماً علي الامن القومي لأي دوله تستقبلهم. ونأتي الي جانب مهم في هذه الاحداث . ماهي الاستراتيجيه التي قامت عليها مثل هذه الهجمات ضد اسرائيل ؟ فرق المقاومه تعلم تماماً ان ظهرها مكشوف وان من يدفع الثمن هم المدنيين الذين يصب عليهم الاسرائليين جام غصبهم وتوسع فيهم قتلاً وتشريداً. هم خططوا جيداً لإيقاع اكبر خسائر ممكنه في الاسرائليين من حولهم ولكن ان تترك اهل غزه العزل يتلقون تلك الاهوال بدون اي دفاع عنهم فهذا منطق غير مقبول ولا يتعاطف معه احد . الجميع يشعر بأن التعاطف مع تلك الهجمات قد فقد الكثير خلال الايام الماضيه نتيجه ما نراه من اهوال تصب علي رؤوس المدنيين والاطفال وبدون رد او مجرد دفاع عنهم . هل كان القصد مثلاً اشعال حريق في المنطقه وادخال الصراع في دائره الضوء مره اخري ؟ اري الأن ان النتيجه تأتي بنتائج عكسيه فإسرائيل نالت من التعاطف والمسانده الكثير . و فتحت لها جميع الاشارات الخضراء لتدافع عن نفسها بكل وسيله ممكنه ولم يعد احد بقادر علي ايقاف عجله الانتقام المجنونه. عموماً اعتقد ان الكثيرين منا يؤيد الهدوء المصري الذي يدل علي رغبه اكيده في الابتعاد عن سير هذه الاحداث فلم يعد لدينا القدره علي تكبيل انفسنا بمصروفات الحروب والتحركات العسكريه وغيرنا من الدول التي حولنا تشاهد الاحداث وتجني الاموال. فليستقبلو هم الاخوه الفلسطنيين في بلادهم فهم اجدر مادياً علي تحملهم . اما مصر فيكفيها ما تعانيه من احمال و مشاكل ولا يدفع الثمن الا الشعب المصري.
بكل تأكيد فقدت هجمات المقاومه الكثير من قوه الدفع والكثير من التعاطف نتيجه ما تتعرض له غزه منفرده وعدم وحود خطه للدفاع عنها وعن اهلها ولا ادري تحديداً لماذا لم يدر بخلدهم هذه العواقب الوخيمه علي المدنيين العزل. لا يمكن ان تستمر سياسه ( اضرب وأجري) الا مالا نهايه فكل نتائجها عكسيه علي ما يبدو لنا حتي الأن من احداث. علي الجميع ان يتحمل مسئوليه قراره وان لايقوم بعمل ثم يطالب الاخرين بتحمل ما فعلت يداه وتفكيره القاصر أو الملتوي وليعلموا جميعاً بأن مصر لن تدفع فواتير افعالهم وتحالفاتهم مره اخري .
والسلام ،،
سقراط