الكاتب : سقراط |
05:59 pm 09/10/2023
| رأي
| 1312
هاهي سحب الحرب تظلل المنطقه من جديد . وتظل غزه بؤره الصراع الفلسطيني الاسرائيلي . هذا هو ما توقعه السادات وقاله في خطابه بالكنيست منذ اكثر من خمسين عاماً . لقد حذر اسرائيل من انتهاج سياسه العنف مع العرب . وخاطب الضمير العربي والانساني احمعين بأن ينظرو الي مأساه الشعب الفلسطيني الذي يكافح من اجل دولته منذ اكثر من سبعين عاماً . سيظل شعور الغل والانتقام بين طرفي المشكله فهذا يقتل والاخر ينتقم وهكذا . دائره من العنف والدم لا تنتهي وكلما امتدت فتره الصراع تجذرت الكراهيه وبات الوعيد والثبور وعظائم الامور هي الامر الواقع لم يستطع احد تغييره . هكذا كانت عبقريه السادات وبعد نظره وهو يدرك ما سيحدث في المستقبل وتحققت توقعاته . وبعد كل هذه السنين يتحمل فيها العرب فوات الفرصه عندما اعتصمو بالميكروفونات كسلاح وحيد وهاجمو كل عاقل وافسدو كل فكره ولم يدفع الثمن سوي البؤساء من النساء والاطفال وشباب لم يجد اي وسيله في الحياه سوي ان يموت شهيداً حتي لو قتل اسرائيلي واحد . وعلي نفس النهج ارتكب اليهود نفس الخطأ الفاحش ودفعو من دماء شعبهم الكثير . ظلو يتوسعون و يستأسدون علي المدنيين وأعطو الفرصه للمتطرفين دينياً في ان يستبيحون المقدسات الاسلاميه نكايه في المسلمين واستفزازاً لمشاعرهم . تجاهلو الحل مع اصحاب المشكله الحقيقين و هرول قادتهم الي دول المال البترولي يستجدون العلاقات معهم رغبه في نهب ماتطوله اياديهم وشركاتهم من نهر الاموال المتدفقه هناك . وهاهي النتيجه الحتميه اهوال ومآسي انسانيه في طرفي الصراع التاريخي . الاف القتلي والجرحى من الجانبين وللأسف اغلبهم من المدنين . لا يقبل اي عاقل او منصف ان يكون المدنين هم وقود المعارك أياً كان طرفاها . ومازالت اسطوره هجوم السادس من اكتوبر المصري والعبور المعجز ملهماً لشباب صغير لم يسمع عنه او يراه الا في الكتب او المشاهد السينمائية. كان العبور المصري منبعاً للمعاني والمشاعر الانسانيه هو عبور من العار الي الفخر و من الهزيمه الي النصر و من الظلام الي النور . عبور داوي معاناه الجرح النازف و كان سبيل استرداد الكرامه الوطنيه . وتمر الايام وتري شباب صغير ركبو طائرات شراعيه كتلك التي تظهر في الملاهي والمنتجعات السياحيه استخدموها بكل جداره كطائرات حربيه مدججه بالسلاح . والاهم من كل ذلك شباب يتوق للموت وهذه هي كلمه السر في كل ما نري . فلا رغبه في حياه تحت الاحتلال وبدون كرامه .
اعدو عدتهم واخذو من الاحتياط والسريه ستاراً كثيفاً علي الرغم من كل عملاء الخيانه المعروفين في تلك الاجواء. قامو بأعداد الصواريخ وباغت الشباب بأسلحتهم البسيطه الاحتلال الاستيطاني علي ارضهم في جبهات واسعه و في معارك شرسه لا تحدث الا بين الجيوش القويه . حمم من الصواريخ تنطلق بعنف وكتائب من الجنود تخترق كل الدفاعات ، يأسرون مئات من الجنود المذهولين من هول المفاجأة . نموذج مصغر من حرب اكتوبر المجيدة. تلك الحرب الخالده خاضها الجيش المصري مازالت ملهمه لأجيال بعد اجيال وتظل خططها وسريتها وسيله لا يستطيعها الا القاده الكبار في العلم العسكري . وكما تحملت مصر عبء الحروب وحدها ونزفت من دماء اولادها ومن اموالها وثروتها الكثير والكثير مازالت مصر هي من يتحمل تبعات الاغاثه ومداوه الجرحي ويظل الاخوه من اصحاب الاموال الطائله في موقف المتفرج علي هذه المأساة الانسانيه البشعه الا من بعض بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع . الي متي نظل نحن في واجهه كل الاحزان و كوارث الحروب الاهليه في الدول العربيه والاخرين يشاهدون ما نعانيه وهم يسخرون ويتلذذون بأزمتنا ومعانتنا مع كل هذه المسئوليات الجسيمة .
كابوس هذه الايام لن يكون قصيراً ولن يكون الاخير وسيكون له مابعده بالتأكيد . المفاهيم تغيرت والرساله كانت موجعه وعلي العالم ان يفهم بأن المنطقه بأكملها مرشحه للانفجار اذا لم يتم حل لهذه المشكله التاريخيه وانهاء حاله الكراهيه العرقيه بين العرب واليهود نتيجه لهذا الاحتلال . و عليهم ان يعلمو ان هناك اطراف خارجيه تمد هؤلاء الشباب وهذه المقاطعه الصغيره بالمال والسلاح حتي تنفجر المنطقه من داخلها وتقع الدول الكبري في براثن التدخل وتصبح المنطقه مستنقع لها لن تخرج منه سالمه.
الجرس يدق بعنف والرساله واضحه للجميع و ستطول اثار تلك الحرب وعدم الاستقرار دول العالم كله .
رحم الله السادات ذلك الرجل البارع الذي سبق تفكيره عصره بعشرات السنوات وهاهي تتحقق كل توقعاته ويعاني الجميع من كل ما حذر منه .
وستظل الحرب التي انتصر فيها كابوساً لعدوه يستعيد ذكراها اطفال صغار بعد عشرات السنوات وينفذون خططها بكل دقه وعفويه ليوقظ المحتل علي كابوس جديد في نفس تاريخ كابوس اكتوبر ٧٣ المرير .
طوبي لمصر تظلي واحه الأمان وملجأ لكل محتاج مهما كانت المعاناه والازمات . ودعواتنا للرئيس بالسداد في هذه الاوقات العصيبه .
والسلام ،،
سقراط