04:42 am 06/10/2023
| رأي
| 1504
في تاريخ الأمم والشعوب لحظات تاريخية لايمكن للأجيال نسيانها، بل يظل الإحتفاء والإحتفال بذكراها دافعاً قوياً نحو استنهاض الهمم وصقل القدرات لمواجهة الصعاب والتحديات وفي الوقت الذي تحتفل فيه مصر بالذكرى الخمسين لنصر أكتوبر المجيد، ذلك النصر الذي يُعد نقلة تاريخية فارقة في حياة كل المصريين بما يمثله من ذكرى لإستعادة الأرض والكرامة وعودة الثقة للجندي المصري والشعب المصري بكل طوائفه وفئاته.
حرب أكتوبر عبرت بمصر من الهزيمة إلى النصر ومن الخراب والدمار إلى البناء والسلام والإستقرار، ومثلما كان السادات رحمة الله عليه بطلاً للحرب والسلام، رزق الله مصر بطلاً جديداً، بطل وُلِد من رحم المعاناة أنقذ البلاد والعباد من مستقبل مظلم ومن أنياب قوى الشر ليقود العبور الثاني لمصر، وكما كان السادات بطل الخلاص من الصهاينة جاء السيسي بطلاً للخلاص من قوى الفساد والإستبداد والهيمنة الأحادية لجماعة الشر والدم ووقف أخونة الدولة المصرية، لننطلق نحو بناء وطن يتسع للجميع بكل القوى الفاعلة فيه وبناء مصر المستقبل من مؤسسات مستقلة ومشروعات قومية عملاقة.
وكما نجحت الدولة المصرية بقيادة السادات في إستعادة الارض، فقد نجحت الدولة المصرية بقيادة السيسى حتى الآن في تثبيت أركان الجمهورية الجديدة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية وإحداث نهضة اقتصادية كبرى وتنفيذ عملية إصلاح سياسي شاملة، وكشفت جائحة كورونا عن أهمية مثل هذه الإصلاحات التي جاءت داعمة للإقتصاد الوطني، ورغم كل التحديات والصعاب التي واجهتها الدولة المصرية كانت عراقة وأصالة شعب مصر وقدرته على الصمود وإصراره على عبور أشد الأزمات واستعداده للتضحية بالغالي والنفيس للحفاظ على تراب مصر، واصطفافه خلف قواته المسلحة من أجل مواجهة المخاطر والتحديات التي تُهدد بقاء الدولة المصرية بالعمل على تقوية وتدعيم القوات المسلحة وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات حفظ الله جيش مصر وجنودها البواسل.
وبالرغم من الصعاب التي مرت بها الدولة المصرية وما واجهته داخلياً وخارجياً يبقى القول أن حجم التحديات التي تواجهها مصر حالياً وعليها تخطيها غير مسبوق، فهي تواجه الإرهاب في الداخل والخارج، فقدر مصر أن تبقي محاطة بالمشاكل، ألد أعدائنا علي حدود سيناء والحدود الغربية تعاني من الفوضي منذ إندلاع الثورة بالدولة الليبية، والأوضاع بالدولة السودانية باتت تنذر بأزمة إنسانية كارثية وفي عمق الجنوب مازال تحدي سد النهضة وما يمثله من تهديد قائماً بما يخفيه من محاولة خبيثة للذج بالدولة المصرية لأتون الحرب، لكن بفضل النجاحات التي حققتها القيادة السياسية خلال السنوات الماضية من كفاح وعمل جاد لبناء الوطن والمواطن، وبالرغم من كل المكائد والمؤمرات والدسائس فإن مصر قادرة على مواجهة التحديات واستكمال مسيرتها لتحقيق رؤية مصر 2030 في بناء الوطن والمواطن والعبور بالدولة المصرية لبر الأمان.