للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي ..بيجامات المحلة تهبط في بن جوريون

مجرد رأي ..بيجامات المحلة تهبط في بن جوريون

الكاتب : سقراط |

04:56 pm 05/10/2023

| رأي

| 1430


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي ..بيجامات المحلة تهبط في بن جوريون

 

كان الليل طويلاً وثقيلاً يضغط علي مشاعر الناس واعصابهم . الكرامه الوطنيه جريحه وناصر لقي ربه كمداً من اثار نكسه ٦٧. السادات تحت ضغط شعبي هائل لا يتحمله بشر . وضع الاستعدادات العسكريه  ليس علي مايرام . ايه مغامره جديده ستكون عواقبها وخيمه وتقضي علي بصيص الامل للأبد . الرجل بين السندان والمطرقه ولكنه يعلم  أيضاً ان العالم لا يحترم الا الاقوياء و الوضع الاجتماعي يفور بالغليان فلا شئ يعلو الكرامه. كان التخطيط صعب والعوامل المحيطه اكثر صعوبه ولكنه (بدأ ) وهذا هو (الدرس الاول) . بدأ في استعاده الروح القتاليه من جديد . 

كان رجاله الذين يعملون سراً  اكثر ممن يظهرون في العلن . استطاع بهم ان يعيد توريد الاسلحه لمصر وبناء حائط الصواريخ المرعب . استفاد من اراء وخبره ابناؤه لم يهمل رأياً ولم يستهزئ بدراسه وهذا هو (الدرس الثاني) . 

واستوعب ونفذ فكره هدم الساتر الاسرائيلي الترابي بالمياه . استوعب كل مشاكل الماضي  واوقف التصريحات الحنجرية وشعارات قذف اسرائيل في البحر واستعان بالصبر والعمل وهذا هو ( الدرس الثالث) . تحمل الضغوط الشعبيه والعالميه واستهان بكل ما قيل في كفاءته كرئيس دوله من سخريه وقذف ووضع نصب عينيه الهدف الذي يسعي اليه بلا  توتر ولا انتفض تجاه ما يقال ضده وهذا هو ( الدرس الرابع) . استعان بكل اساليب الخداع التي توهم العدو بالاسترخاء وعدم وجود ما يدل علي اي تحرك وهذا هو ( الدرس الخامس) . 

قام بتغيير كل القاده التنفيذيين القدامي ليضخ حيويه ونشاط بدلاً من هؤلاء الذين استمرو في مواقعهم لفترات طويله تجمدت فيها افكارهم وتباطأت حركتهم وهذا هو ( الدرس السادس).  

استمع الي كل المستشاريين وكان منهم من علي درايه وخبره طويله بالظروف الدوليه والإقليمية حتي يمهد لحشد كل الطاقات من حوله ونجح في ذلك . استشعر العدو في النهايه ان الحرب علي الابواب وكان لرجال السر حول السادات الذين كانو علي علاقه مع اسرائيل نفسها دورهم في تمييع تحديد الوقت المحدد لبدء الحرب . اعلنت اسرائيل التعبئه العامه بالفعل ولكنها جاءت متأخره . 

كانت اشاره الهجوم قد صدرت في الثانيه ظهر السادس من اكتوبر  وباتت عندئذ أمراً مقضياً . انطلقت الطائرات الحربيه من كل قواعد مصر العسكريه تكسر حاجز الصوت في دفعات مرعبه تدمر كل ماهو امامها وتحتها من اهداف . اشتعلت النيران علي الجبهه الشرقيه للقناه بوابل من قذائف المدفعية و قواعد الصواريخ الروسيه الجباره التي كانت في وضع الاستعداد. لم يتدارك العدو واصابه الذهول  مما حدث ووجد سيناء قد تحولت الي كتله من اللهب و عاشت اسرائيل لحظات مرعبه تخبطت فيها القيادات وانقطعت الاتصالات وساد جو من الفوضي واصبح العمق الاسرائيلي مفتوحاً امام  المدافع المصريه الثقيله .  

انطلقت ( جولدا مائير) تهتف في اذاعات العالم (انقذو اسرائيل تل ابيب تسقط) . تلك هي المعركه الحقيقيه التي خاضها الجيش المصري بالصبر والتخطيط والسلاح لا بالشعارات والاغاني والهتافات الجوفاء. لم يتوقع اليهود هجوم العمق كانت كل استخباراتهم تؤكد ان الهجوم اذا حدث سيكون من اتجاه العريش او من طريق المضايق في الجنوب . المفاجأة كانت مذهله و اخترقت ارجل الجنود البواسل خط بارليف في عمق الجبهه الوسطي . 

وكان اذاعه بيان عبور القوات الي الضفه الغربيه هو البيان رقم (٧) ولم يكن البيان رقم ( ١)  لبدء المعارك وهو ما يدل علي ذكاء التعامل مع ظروف المعركه والعالم الخارجي و حتي يتم التأكد من نجاح القوات في العبور الي الضفه الشرقيه . تخطيط سليم ومدروس . الاجواء تشي بتحقيق نصر كاسح ومعارك الدبابات الكبري علي ارض سيناء كانت ملحمه عسكريه بكل المقاييس وقامت البحريه بأغلاق كافه مسارات المضايق حول جزيره تيران وتدفق البترول والسلاح من السعوديه وليبيا والجزائر لمسانده مصر وسوريا . 

وعانت الجبهه السورية من هجوم شرس عليها ادت الي مصاعب علي تطور الهجوم المصري  . خاض الجيش الثالث واحده من اعظم ملاحم الحرب الميدانيه في تاريخ الحروب العالميه دافع فيها بكل بساله عن السويس والثغرة بين الجيشين الثاني والثالث التي قام شارون بالتوغل فيها بقواته. كانت  كل. الجبهات مستعره محمومه تساقط فيها الاسري والقتلى من جيش الدفاع الاسرائيلي كالذباب حول نار المدفأة واصبحت رائحه الدماء تغطي اجواء سيناء بالكامل . 

تحفظ الجيش علي اسراهم فرادي وجماعات ولم يدهسهم بجنازير الدبابات .وجاء وقت اعلان النصر للأمه وتظل  خطبه السادات في مجلس الشعب اجمل ما ابدع الاستاذ ( هيكل) كما لم يبدع في الكتابه من  قبل في يوم الزينه يوم  الرابع عشر من اكتوبر وكانت خطبه ناريه ولغويه بديعه لا يستطيعها الا كاتب في مقام ( هيكل) و كانت الخطبه لا تقل في قوتها عن قذائف المدافع ودوي الصواريخ عندما انبري السادات في لغه خطابيه حماسيه يهدد اسرائيل بالحكمه اليهوديه المعروفه  السن بالسن والعين بالعين والعمق بالعمق . كلام يخرج من قائد قوي منتصر عنده من المقدره والاستعداد الي ان ينجح في فرض ارادته وتحديه للعدو الذي يحاربه . 


هذه هي الدروس العمليه التي فرضها السادات علي ارض المعركه وجعلها منهاجاً للتحديات التي تواجه اي دوله او افراد في التعامل مع الهزائم والمواقف الصعبه . حتي الاسري استطاع بذكاء المحارب الذكي والمصري الذي لا ينسي الاهانه أبداً  ان يستخدمهم  كرساله غايه في القسوه الي دولتهم وجيشها المتغطرس الذي فقد انيابه  وقوته في سته ساعات . 

لم يقتلهم او ينكل بهم مثلما فعلو مع اسرانا بكل خسه ونذاله . اطعمهم وحافظ عليهم و سلمهم من خلال الصليب الاحمر . ولم تفت تلك الفرصه علي السادات ذلك الثعلب العجوز  الذي استغلها إعلامياً ليزيد من دوي النصر الذي حققه الجيش المصري . وكان مطار بن جوريون علي موعد في أستقبالهم وهم يرتدون بيجامات مصنع  المحله ومن الانتاج الشعبي . هبطو من الطائرات وهم يرتدون تلك البيجامات المصريه الشعبيه في تعبير قاسي ومذل للعسكريه الاسرائليه و قرار صريح عن انتهاء دورهم كجنود وضباط الي الابد . لم تتكرر نظرات الانكسار و الحسره في اعين قاده جيش الدفاع والسيده رئيسه الوزراء التي كان السادات يلقبها بالسيده العجوز عندما شاهدو جنودهم وهم ينزلون بالبجامات المقلمه ذلك المشهد الذي زلزل كيان اسرائيل وكان له صداه الواسع في جميع انحاء العالم . تلك هي السياسه والاعلام عندما تتكامل مع الحرب العسكريه لوضع الرتوش اللازمه للنصر الذي تم تحقيقه . 
لن ينضب معين حرب اكتوبر من الدروس والذكريات و ستظل علماً مرفرفاً  دليلاً علي قوه الشخصيه وتحمل اتخاذ القرار المستحيل والقدره علي التعامل والصبر  مع المواقف الصعبه . 
هذه الصفات لن تراها تتحقق الا في  اسماء الزعماء الخالدين . 


رحم الله السادات وكل ابناؤه من الشهداء . وليعطي الله القوه لجيشنا علي تحدي الاعداء الجدد الذين يهددون مصير وحياه بلادنا . والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟