04:29 pm 03/10/2023
| رأي
| 1502
استوقفني مشهد رأيته بالصدفه منذ بضعه أيام لإنسانه عزيزه جداً علي قلبي حيث كان هناك نزاع شديد بينها وبين زوجها ورأيت مدي قوه إحتمالها وصبرها لتحافظ علي حياتها مثل ما يقولون 'عشان المركب تمشي' صدقاً حزنت جداً ولكن كان هذا الموقف الحافز وراء كتابه هذا المقال.
لن اكرر كلاماً قيل مراراً وتكراراً رغم انه حقيقه ومبدأ اؤمن به إيمان اليقين وهو بإختصار أن المرأه نصف المجتمع وهي الام والاخت والزوجه والابنه والمرأه ليست كائن ضعيف ابداً وان صُنفت من قِبل البعض كذلك فيكمن في ضعفها هذا كل القوة، اود ان اتناول الموضوع من جميع الزوايا حيث تشغلني القضايا الاجتماعيه كلها وبخاصه اذا كانت تمس المرأه واعلم جيداً انه تم تناول هذه القضيه عديداً ولكن لكونه موضوع شائك وهام فهو يستحق التناول والعرض.
عزيزى الرجل اوصتك الاديان السماويه كلها ان تحافظ علي المرأه، أوصى النبيُّ (صلي الله عليه وسلم) وخاصّة في خطبة الوداع بالمرأة إذ قام النبيّ خطيباً في الناس ونادى بحقّ المرأة وأوصى بها خيراً؛ فقال: (استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ) وحذَّر من التقصير في حقّها، كما اوصى صلى الله عليه وسلم بالرحمة والمعاملة الطيبة فى الحديث: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم)؛ وقد جاءت هذه الوصية بالمرأة؛ لأنّها أضعف من الرجل، وبحاجة إلى مَن يرحمها. وفي ذلك إشارة من النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) إلى أنّ حُسن خُلُق الرجل مع أهل بيته يزيده خيريّة؛ لأنّهم أحقّ الناس بحُسن معاشرته؛ وتكون الخيريّة بمُعاملتها معاملة طيّبة، والصبر على زلّاتها، وإظهار الفرح والسرور حين لقائها، وكفّ الأذى عنها.
كرّم الإسلام المرأة، وأعلى من شأنها؛ سواءً كانت أُمّاً، أو أختاً، أو بنتاً، أو زوجةً، ومن ذلك أنّه أمر الأزواج بالرِّفق بهنّ، وحُسن معاشرتهنّ، ونهى وليّها أن يُزوّجها لرجل لا تُريده، وجعل لها نصيباً من الميراث بعد أن كانت محرومة منه. ورحمة الإسلام بها تتعدّى ذلك إلى العديد من المظاهر، إذ أوجب لها المهر، ومنع وليّها أنْ يأخذ منه شيئاً، وأسقط النفقة عنها. وقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل، وأثبت لها الحقّ في التصرُّف، كحقّ التملُّك، وحقّ الشراء والبَيع، كما جعل الله ميزان التفاضل بين البشر التقوى والعمل الصالح، دون نظر إلى الجنس؛ لقوله –تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة الحجرات:13. بالإضافة إلى أنّ الإسلام حرص على تعليم المرأة.
ويتحدث الكتاب المقدس عن الزوجة بلغة تنمّ عن الاحترام التام والتكريم لها، وقد فرض الكتاب إكرام الأم وذكر السلطان الواجب لتعاليمها، وقد امْتُدِحَت المرأة المقتدرة وأُثْنِيَ عليها ثناءً عاطرًا. وقد أفسحت الكتب المقدسة صفحاتها لذكر النساء الشريفات بقصد تكريمهن. وان روح العهد الجديد لتتعارض مع أي احتقار للمرأة أو تحقير لها. وقد رسمت الكتب المقدسة أن يحتل الرجل والمرأة المكان الذي عيّنه لكل منهما الخالق وأن يسلكا الواحد نحو الآخر في احترام متبادل وفي تعاون وثيق.
ومن اهم القضايا الجديره بالتناول هى قضيه العنف ضد المرأة فهى من اهم القضايا التي تبرز على الصعيدين العالمي والمحلي، فهي لا تخص مجتمعا بعينه او ثقافة او منطقة معينة ، كما انها ظاهرة مرشحة للتفاقم في ظل ظروف محلية وعالمية صعبة ومعقدة اذ تزداد حدة الفقر والتخلف والارهاب والهجرة وارتفاع تكاليف المعيشة والرعاية الصحية والاجتماعية في ظل تنامي المجتمع الاستهلاكي.
يُعرف العنف ضد المرأة بانه فعل عنف موجه ضد المرأة بالذات مدفوع بعصبية جنسية، ويؤدي الى المعاناة ، سواء من الناحية الجسدية كالإيذاء الجسدي ، او من الناحية المعنوية كالعنف اللفظي والاجتماعي والنفسي والسياسي ، بما في ذلك التهديد به او استعمال اساليب غير مباشرة كالنبذ والتحقير والحرمان من الحقوق المدنية والحرية والمساواة في الحياة العامة او الخاصة .
ويعتبر العنف الاسري اكثر الانواع شيوعا حيث يشمل الضرب والعقاب الجسدي والتعنيف من قبل الاب او الام او الزوج او الاخ الأكبر والحرمان التعسفي من الحرية واستقلالية الفرد في التفكير
أسباب العنف ضد المرأه عديدة ويصعب حصرها ومنها:
- عدم اتباع التعاليم الدينيه: يعد من أكبر وأخطر الأسباب التي تؤدّي إلى ارتفاع معدّل الجريمة، حيث يكون من اليسير على الفرد ارتكاب الجريمة وممارسة العنف بشتّى أصنافه إذا لم يجد رادعاً يمنعه من ارتكابها. الإنسان السوي هو من يتحلي بالوازع الديني ويكون على علم بأحكام دينه ويطبّقها دون تطرّف.
- التدهور التعليمي والثقافي والتربوي: قد تكون الأرضية الثقافية للمجتمع هي التي تشرّع العنف ضد المرأة، وتوفّر الحماية والمبرّراتِ للجاني، وذلك قد يكون من خلال التربية التي يتلقّاها الرجل من بيئته ومجتمعه وأسرته والتي تصوّر له فعل العنف وكأنّه أمر طبيعي يحصل في كل بيت وداخل كل أسرة، وقد تكون الخلفيه التربويه للشخص منذ صغره سبباً في العنف، ممّا يجعل هذا الأمر ينطبع في ذهنه، ويجعله أكثر عرضة لممارسة هذا العنف في المستقبل. أيضاً التربية الخاطئة للأطفال لها دور سلبي لانتشار هذه الجريمة، حيث أن بعض الأسر تُربّي أولادها على التمييز بين الشاب والفتاة وتفوّقه عليها، ممّا يعطيه سلطة تبيح له استعمال العنف ضدّها، وقد يكون الفرد شاهد عيان للعنف الذي يرد على الأمّهات من قِبل الآباء، بحيث ينشأ على عدم احترام المرأة وتقديرها، فيستصغرها ويتعامل معها بأسلوب عنيف، فالجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامه وعدم معرفة ما له من حقوق وما عليه من واجبات يعتبر عاملاً أساسيّاً للعنف، وهذا الجهل قد يكون من الطرفين، المعنَّف (المرأة) والمعنِّف لها، فجهل المرأة بحقوقها وواجباتها من طرف وجهل الآخر بهذه الحقوق والواجبات من طرف آخر، قد يؤدّي إلى التسلّط وتجاوز الحدّ.
- العادات والتقاليد والموروثات المجتمعيه: هناك أفكاراً وتقاليد متجذّرة في ثقافات الكثيرين والتي تحمل في طيّاتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى، وتضئيل الأنثى ودورِها، ويعطى الحق دائماً للذكور للهيمنة وممارسة العنف ضد الأنثى منذ الصغر، وتعوّد الأنثى على تقبّل تلك الحال وتحمّلها والرضوخ إليها، وهي لم تقترف ذنباً سوى أنّها ولدت أنثى.
- المشكلات الاقتصادية: العامل الاقتصادي يلعب دوراً أساسياً في انبعاث السلوك العدواني، إذ تشكّل حالات الحرمان والفقر التي تعاني منها الفئات المتواضعة اقتصادياً أرضية ثرية وخصبة لنمو الأفعال العدوانية وممارسة العنف ضد المرأة، فالخلل المادّي الذي يواجهه الفرد أو الأسرة، والتضخّم الاقتصادي الذي ينعكس على المستوى المعيشي لكل من الفرد أو الجماعة، وصعوبة الحصول على لقمة العيش وغيرها من المشكلات الاقتصادية، تضغط على الآخر، وقد تدفعه لممارسة العنف وصب جام غضبه على المرأة، فالعنف في هذه الحالة يكون بمثابة تفريغ لشحنة الخيبة والفقر، حيث أن هناك علاقة وطيدة بين الجانب النفسي من الإنسان وبين توافر الحاجات المادية وأثرها في الاستقرار والطمأنينة، لأن الحاجة والفقر يسبّبان الكآبة والقلق وعدم الاستقرار ويزيدان من الضغوط النفسية ومن الشعور بالعجز والضعف.
- تعد وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والافلام والمسلسلات في هذا العصر من أكثر الوسائل تأثيراً في فكر الناس وأخلاقهم وسلوكهم، وفي بناء توجّهاتهم لشدّة سيطرتها على عقول الناس، واستحواذها على اهتماماتهم وأوقاتهم، وقوّة تأثيرها فيهم، فقد يتأثّر المرء بما تعرضه وسائل الأعلام من مشاهد تشجّع على العنف، ومن ذلك مشاهدة الأفلام العنيفة التي تدفع الشخص إلى تطبيق ما رأى على أسرته أو على الآخرين، إذ أن المشاهد العنيفة التي تعرضها وسائل الإعلام لا تنفّس عن الفرد بقدر ما تدفعه وتحرّضه على ممارسة السلوك العنيف.
يجب أن تتضافر كل الجهود للقضاء على وباء العنف ضد النساء والفتيات وتُدعم من قبل كافة مستويات المجتمع، فى الختام نحن ننشد مجتمع سوى بعيد عن كل مظاهر العنف وانواعه ندعو الى السلام والمحبه والى مجتمع يحيا بكرامه.