الكاتب : سقراط |
02:37 pm 01/10/2023
| رأي
| 1497
اجلس مسترخياً بعد عناء يوم طويل اشاهد قنوات التلفاز الممله او اعبث في جهاز التليفون الذي لا يفارقني . و جدت الفرصه مناسبه لأتحدث مع (امي) كعادتي يومياً اتصل بها للاطمئنان ونتجاذب بعض اطراف الحديث العادي بالسؤال عن وجبه غذائها وما مر بها من احداث خلال اليوم . اسئله تبدو ممله تتكرر يومياً كروتين محفوظ . وفي هذا اليوم تحديداً وعند اتصالي المعتاد بها وجدت صوت ضوضاء يوحي بوجودها في الشارع . سألتها مندهشاً هل انتي خارج المنزل في هذا الوقت المتأخر ؟ . فسمعت ردها بصعوبه في هذه الضوضاء بأنها تقف لعمل توكيل للرئيس . اصابتني الدهشه من اجابتها فهي لم تتحدث معي في هذا الموضوع ابداً وزادت دهشتي من وجودها وسط الزحام وفي هذا التوقيت المتأخر .
————
و قبل ان اتلقي اي تعليق ساخر علي هذا الحدث فأن امي من اغنياء مدينتها ومن عائلة كبيرة يمكن لأي متشكك ان يسأل عنها ولا تحتاج الي اي مصلحه ماديه من اي احد وهي تعيش وحيده وليست بحاجه الي اي نوع احتياجات المنزل فلها العديد من المنازل والاراضي والعمارات وعندها من الخدم الكثير . وانا مازلت اعتمد عليها مادياً الي حد كبير في استكمال تكلفه المعيشه و تعليم الاولاد . هي سيده بسيطه ثريه لا تنتمي لحزب ولا علاقه لها بأي جهه من جهات الدوله ولا تتقاضي معاشاً او ما شابه فهي ليست بحاجه الي هذا سيده خبرت الايام وتعلمت الكثير مما مر عليها من احداث . اذا ما الذي دفعها الي تكبد مشقه النزول لعمل التوكيل وهي بالمناسبه ايضاً سيده كبيره تخطت مراحل كبيره من سنوات العمر ولها كافه الاعذار اذا ما تخلفت عن أداء مثل هذه الواجبات او الانشطه .
————
لا اخفيكم لم استطرد معها في الكلام وانهيت المكالمه وانا اخجل من نفسي ومن كثير ممن منحهم الله نعمه الصحه والقوه و لا تجد منهم سوي كلاماً وتقريعاً لكل عمل او مشاركه. سيده عجوز لا ترغب في اي امتيازات ولا طلب لها سوي العيش في ستر تحت سماء وطن يوفر لها الامان والعيش في سلام وتعلم يقيناً من هو القادر علي المحافظه علي هذا المطلب الغالي .
————
تصببت عرقاً وانا أتأمل وافكر في هذا القدر من الالتزام الذي ينبع من المسئوليه تجاه هذا الوطن و من يعيشون علي ارضه . هؤلاء هم بحق من تجد عندهم الحكمه وبعد النظر في الاختيار الصحيح النابع من رغبتهم العارمه في تأمين حياه الاجيال الصغيره التي تنبت في ارض هذا البلد . هؤلاء هم من يحتاج الرئيس تأييدهم بحق والسند القوي له . مواطنون لا يبتغون الا مصلحه البلاد وان يعيشو في سلام فيما تبقي لهم من ايام في هذه الحياه يعيشونها في هدوء يجدون فيها العلاج واحتياجاتهم الاساسيه . هذه هي النوعيه من مواطني هذا البلد هم الذين ينعمون بالقناعه ولا يطلبون كثيراً ويحبون الوطن الذي عاشو فيه وعاشت معهم ذكرياتهم الجميله فيه ومنحهم المال والعيال بدون مقابل او رغبه في مصلحه . لم اناقشها لماذا الرئيس فهذا اختيارها وبالتأكيد لها من المبررات الكثير . ———
هي مجرد مواطنه بسيطه لها كافه الحقوق المدنيه تمارسها و تعرف تماماً ما تفعل واتجهت من تلقاء نفسها بصدق وبغير ضغط او حتي نصيحه من احد لتوكيل ما تراه مناسباً للأيام القادمه .
—————
ياله من درس قاسي صادق لكل من لا يملك سوي الصوت العالي والمصالح الخفيه وتقريع كل انجاز والتنطع بلا عمل او هدف علي منصات التواصل المشبوهه . ولن تعرف عنه ماذا اعطي لهذا البلد وما فائده ما يقوم به من عمل او ما يضيفه وجوده علي ارض هذا الوطن . هم مجرد ظاهره صوتيه تنتقد كل شئ بدون معرفه او خبره محدده ولا تشارك حتي بالصمت لتجعل من يعمل ان يقوم بمهمته في هدوء.
اعطت (امي) صفعه قويه لكل قنوات الاخوان التي تعوي ليل نهار ولم تأبه بحديث الافك الذين يتفنون فيه و يأخذون من مشاهد الفقراء شماعه للتحريض واستخدام بساطتهم لتمرير خطتهم وسمومهم المعتاده منذ ان ابتليت البلد بهذه الجماعه منذ اكثر من مائه عام . تحرك والدتي المحسوب والمفاجئ جعلني في حيره وخجل من نفسي وانا اجلس هادئاً لا اشارك في ابداء رأيي .
———-ترددت كثيراً في كتابه هذا الموضوع الذي اشهد الله انه حدث من ساعات قليله ولا حاجه لي في تأكيد صدق ما اقول . ولكنني اصدقكم اني ترددت لما سيواجهه هذا الموضوع من سخريه هؤلاء من مدمني السخريه من كل فكره او شعور او عمل . ولكني قررت المواجهه وكتابه ما حدث و ليسخر من يشاء فهذا شأنه لا وزن عندي لأستهانته او اهانته الظاهره والباطنه . وازيد في ذلك انني قررت النزول محتذياً حذو تلك السيده العجوز التي قررت ونزلت بكل مشاعر الالتزام والاحترام لمستقبل البلد الذي ستعيش و تموت فيه . سأنزل وأوكل من اراه لائقاً لهذا المنصب الرفيع فهذا حقي شاء من شاء . فقيادة مصر ليست نزهه او جعجعه فارغه فمسئولية احتياجات وامان اكثر من مائه مليون مواطن منهم اولادي واولادكم هو حمل هائل يتطلب مؤسسات قويه تكون كتفاً قوياً قادره علي تحمل هذا العبء الثقيل .
——
وحتماً سأسأل والدتي يوم ان نقف علي صندوق الانتخاب لماذا نزلتي مساءً دون ان تخافي ؟ والسلام ،،
#سقراط