الكاتب : سقراط |
05:57 pm 28/09/2023
| رأي
| 1721
مازال موضوع (حمي البحر المتوسط) والذي نشرته هذه النافذه منذ ايام يلقي بحرارته علي الاحداث والتحليلات . وها هي الميديا الشرسه التي لا تترك شارده او وارده تتجه بأسلحتها الي الحرب الاقتصاديه الدائره في اقليم شرق المتوسط . حرب مصالح ومنافع والكل ينظر الي كعكه الغاز القابعه تحت مياهه الجميع يريد المشاركه في قسمتها وفرض نفسه عليها . الاحداث متسارعه باقتراب موسم الشتاء وزيادة الطلب علي الغاز . و كلما زادت الاحتياجات تتجه الانظار والعقول لفتح الملفات القديمه علها تجد ما يمكنها من اقتناص فرصة او المشاركه في مشروع هنا وهناك . ——-
ويأتي مثلث مصر وقبرص واسرائيل حاضراً علي طاوله تلك المناقشات والتحليلات والتي لا ندري مدي دقتها تحديداً. فلأول مره يظهر اسم لوزير بترول مصري سابق ( عبدالله غراب) في معرض تلك التحليلات والتي تحمله مسئولية استيلاء قبرص علي حقل (افروديت) للغاز والذي تقارب احتياطياته حقل ظهر تقريباً. وتشير هذه التعليقات ان كل الدراسات والمسح الجغرافي للأرصفة القارية تثبت ان الحقل يقع في نطاق المياه الاقتصاديه لمصر . لا ادري تحديداً مدي دقة هذه المعلومة وهل هناك حدود بحريه اقتصاديه مرسومه في هذه المنطقه والدول التي تشاطئها ؟ وهل لمصر والسلطه الفلسطينيه حقوق في مشاركه انتاج حقل ليفثان الاسرائيلي ؟ وهل بئر شمشون ايضاً يقع في المياه الاقليميه لمصر ؟ .
————
و قبل ان ينبري هؤلاء في الهجوم علي المهندس عبدالله غراب مستغلين طول الفتره منذ تركه للمنصب فما نعرفه جيداً ان منصب وزير البترول هو ذراع فني و تقني في المقام الاول للحكومه في قطاع البترول وتتجه مسئولياته نحو اعمال التنقيب والانتاج للزيت والغاز وتوفير احتياجات واستخدامات البلاد من كافة انواع المحروقات وتوفير البنيه الاساسية اللازمة لذلك وان مسائل تحديد و رسم الحدود الاقتصاديه للبحار هي جزء اصيل من اعمال السياده تتولاها جهات اخري في الدوله وهي من صميم مسئوليتها ويتم الرجوع اليها اولاً قبل اتخاذ اي قرار يخص موضوع تبعيه المنطقه وما يجري عليها من التزامات تجاه الشركات العامله و تأمين حفر الابار وانشاء بنيه تحتيه عاليه التكلفه من عدمه .
———
و اعتقد ان الزج بإسم عبدالله غراب ربما كان نتيجه توليه المسئوليه في توقيت كان غايه في الصعوبه وقتها كانت البلاد تعاني من فوضي عارمه بعد احداث ٢٠١١. ولا اعتقد علي الرغم من كل ذلك انه كان يمكنه ان يمنح او يغض البصر عن مثل هذه الامور الهامه الا بعد الرجوع للجهات المختصه المنوط بها مثل هذه الامور الحساسه والتي تخص امن ومصالح البلاد العليا ولا يستطيع وزير البترول ان يتحمل مسئوليتها منفرداً. و تذكرون كيف ان تأثير احداث ٢٠١١ قد امتد ايضاً ليطول واحداً من اكثر وزراء البترول شعبية ونشاطاً وهو المهندس (سامح فهمي) الذي تعرض لمؤامرة من انصار وحكومه الاخوان مستغلين حاله الهياج الشعبي العارم للزج باسمه في قضيه تسعير تصدير الغاز لليهود وهي ايضاً قضيه كان الغاز فيها هو العنصر الاساسي . كان الرجل ذكياً كعادته و محتفظاً بكل الاسانيد لصحة قرارته و كذلك كافه التعليمات السيادية الصادره اليه في هذا الموضوع وقتها . فمثل تلك المواضيع من الحساسيه بمكان ان يتم اتخاذ اي قرار فيها بدون الرجوع للسلطات الاعلي . خرج سامح سليماً معافي من مؤامره الاخوان الكبري وان كان اصابه بعض الظلم والايام الحالكة ولكنها حياه رجال الوطنيه الكبار و ما تحفل به من احداث ونكبات علي كل الاحوال .
——
وكان المهندس شريف اسماعيل احد علامات الوطنيه الواعيه بهدوئه وتركيزه و كان من احد اهم رجالات البترول ثاقبه النظر و نجح في وضع موطئ قدم لبلاده في المياه الاقتصاديه البعيده وكان اكتشاف (ظهر) احد اهم انجازات هذا الرجل العظيم .حافظ به علي حقوق مصر في تلك المناطق الشاسعه التي لا يدركها بصر ويمثل العمل بها احد مستحيلات هندسه حفر وانتاج ابار البترول بصفه عامه وكان انتاجه نعمه للبلاد و ضربه قاصمه لمؤمرات اليهود ورغبتهم في التحكم في سوق الغاز الاقليمي . ومازالت تلك المناطق الشاسعه تحتاج المزيد من الاستكشاف والعمل .
——
هكذا تمر الاحداث متواتره لا تهدأ في منطقه شرق المتوسط مدفوعه بزياده الحاجه الي الغاز وخاصه بعدما تعرض تصدير الغاز الروسي لمشاكل كبيره تعوق تدفقه بالكميات المطلوبه لأوروبا . وكذلك توقف انتاج الغاز من اكبر حقول الغاز الهولنديه نتيجه دراسات تؤكد تسببه في احداث الزلازل بالمنطقه المحيطه به. العالم علي صفيح ساخن وكل الدول بين منتج ومستهلك لها من المصالح وعندها من المشاكل الكثير . وهناك من الدول التي تقف منتظره بحراره حدوث اختلالات سياسيه و امنيه في الدول النفطيه الكبيره لتكون ذريعه لها للتدخل وفرض سيطرتها علي منابع البترول بها . وهناك جبهات المحافظه علي البيئه و قضايا المناخ التي تمثل عنصراً ضاغطاً علي سياسات الدول الكبري واقتصاديات شركات البترول والغاز الكبري حول العالم . وهكذا كما تري تشابكات معقدة و فتح ملفات من الماضي والتصارع علي امتلاك الحدود البحريه علها تحوي كنوزاً تحتها . ولم يسلم توجه مصر نحو تكوين نواه لمركز اقليمي تكون فيه مركزاً يتحكم في مسارات التصدير والاستيراد للغاز والزيت من دول الانتاج في الخليج العربي و شرق المتوسط الي المستهلكين الاوربين وكذلك عمليات الربط الكهربي بإنشاء مسارات الكهرباء بكافه طرق توليدها سواء من الغاز او الرياح او الطاقه الشمسيه . فهناك من يحاول افراغ هذا التوجه من مضمونه لأسباب سياسيه واقتصاديه . فدول النفط الاسود لا ترغب في بوار سلعتها او خفض الطلب عليه علي اي مستوي و بعيدا عن ايه توجهات تبدو فيها اهميه التخلص من الكربون الاسود كسياسة عالميه وان كانت تبدي تأييدها المظهري في المحافل الدوليه لتلك السياسه ولا تعيرها اهتماماً في الواقع فتدفق المال اهم من ذلك بكثير .
———-
اما اليهود فلهم توجهاتهم وسياستهم وطرق الالتفاف الناعم حول مصالح الدول حتي الصديقه منها و التي لا تعرف ابعادها وتأثيراتها الا بعد فتره طويله و يجب ان تكون متيقظ لذلك جيداً .
واتمني ان نسمع او نقرأ تعليقاً من المهندس عبدالله غراب يشرح لنا فيه ابعاد هذه التحليلات ومدي دقتها ليكون مصدراً موثوقاً لمعلوماتنا تجاه هذه المواضيع الهامه ونكون علي درايه بما يحدث من حولنا .
سلمنا الله و البلاد واياكم شر المؤمرات ودهاليز السياسه . والسلام ،،