الكاتب : سقراط |
08:33 am 14/09/2023
| رأي
| 1800
يتجه اي كاتب الي التعبير عما يجري من احداث بإستدعاء بعض من الماضي وشخصياته لعله يجد مايفسر حاضر الاحداث ويهتدي بها الي تنبؤات المستقبل القريب . مثلت دروس الماضي دائماً احد ادوات التعامل مع الحاضر ومشاكله . نحاول ان نجد فيه عاده من متشابهات المشاكل والمواقف مما يدلنا علي الطريق الصحيح للخروج منها والتعامل معها . لم تكن احداث (المستقبل) عاده طرفاً في معادله التعامل مع معطيات الحاضر فكل تطلعات وحسابات المستقبل تقع في رموز حسابات المجهول وهو المنطق المعروف في المعادلات الرياضيه . ويبدو هذا المنطق صعب التطبيق في وجود شخصيات معينه جاءت الينا عبر ابواب المستقبل التي تظهر من بعيد . شخصيه دمثه الخلق اليي حد بعيد اخذ يشق طريقه في هدوء وثقه حتي تقلد احد اهم درجات القياده بهيئه البترول وهو المهندس (احمد مصطفي ) نائب الانتاج . هيئه عريقه لا يدق ابوابها او يجلس علي مقاعد قيادتها الا نوعيات معينه ممن يتوسم فيهم الخبره والثقه ونظافه اليد وسلاسه الشخصيه . لا يوجد تحديداً ما يجعلنا نجامل الرجل بكتابه موضوع عنه وما الي ذلك من حالات الاعلام والصحافه . ولكن قوه واهميه الموضوع هي التي استدعت شخصيه هذا الرجل . فعندما تري المستقبل يعود من الامام الي حاضرك فهذا هو وجه الغرابه في الموضوع تلك التي تجعلك تتفحص جيداً فيما حدث و ما تمثله وجود شخصيه مثل (احمد مصطفي) في هذا المنصب . هو ابن وسطي لهذا القطاع العريق ، تابعنا الماضي القصير لهذا الرجل من خلال ماتوفر عنه من معلومات و بعض من صور لاحتفالات او اماكن العمل . لم يكن هناك الكثير عنه وان كان اغلبها أجتمع علي جديته وهدؤه في عمله . تراه في بعض الصور القديمه يجلس في الصفوف الخلفيه ولكنه يتطلع بتركيز شديد للأمام لا تدري لماذا؟ . تراه ينظر الي القيادات التي امامه بإحترام ظاهر و عيون ثاقبه ليري كيف يتكلمون ويتعاملون مع ممن حولهم وكيف يتعاملون مع المشاكل والصعوبات. لم يفرض نفسه علي موقف او صوره . عندما ينتهي الاحتفال تراه مغادراً كمن انتهي من حضور درس في ماده علميه ، يهرع بعدها الي منزله ليدرس ويحفظ ما رآه وسمعه . عندما تنقل خلال المناصب القياديه التي شغلها بدايه من الشركه العامه لم يأبه بذلك الكثيرين . ولكنك لا تدري ان العين الخبيره التي التقطت هذه الشخصيه و وضعته علي هذا الطريق الصعب قد وضعته تحت المجهر ايضاً لتري عن قرب كيفيه تفاعله مع صعوبات العمل وتشابك العلاقات والمصالح في هذه المواقع. و يبدو الظاهر لنا انه حاز علي درجات عاليه في التقييم وزادت الثقه فيه وفي شخصيته و طريقته علي الاداره. ارتقي السلم لأعلي في هدوء حتي كان اختياره نائباً للانتاج . وفي هذا المنصب تحديداً ظهرت شخصيه الرجل بصوره اوضح واكثر اتساعاً . الرجل قادم من المستقبل الي حاضر ملئ بالقيادات التي تكبره سناً ولها باع عريض من الخبره في شركات القطاع وما تعج به من مشاكل واحداث لا حصر لها. ربما احاطت الرجل بعض نظرات الريبه من البعض فوجوده في هذا المنصب مثل لهم وضعاً استثنائياً . وخلال شهور قليله انسابت حركه العمل في سهوله ويسر في تلك النيابه العامره بالنشاط . استطاع بذكاء وهدوء ان يحتوي تلك الاحداث والنشاط والتعامل معه بدقه وثقه من خلال العاملين معه ومعظمهم يقربونه في السن فظهر تناغم لم نره منذ زمن . اكتسب بسرعه ثقه قيادات الشركات واصبح صديقاً حميماً لمعظمهم . وجد بذكائه اقصر الطرق لاكتساب ثقتهم وودهم عندما احترم سنهم وخبرتهم واستمع اليهم بجديه واهتمام ناقش ليفهم اولاً ثم يتفق علي التنفيذ . اسلوب جديد يأتي بعد فتره عصيبه عصفت بقدره هذا المنصب الحساس وادواته قبل قدومه اليه . تغير الاسلوب واصبح يعمل مع كل شركه وكأنه مسئول عنها . سخر كل امكانيات الهيئه الفنيه والاداريه بل والماليه للوقوف مع الشركات وخاصه المتعثرة او التي تعاني من ظروف صعبه واعطاها وسائل القيام من جديد.
تصرفات تنم عن طبيعه القياده المستقبليه وما يجب ان تكون عليه . معاملات القياده والاداره تغيرت عندما عفا الزمن علي كثير من التصرفات والافكار القديمه التي شغلت بال الكثير ممن شغلو مناصب القياده وخاصه في هذا المنصب فكانو غير قادرين لا علي العمل او التواصل مع من حولهم بالطريقه التي تدفع بعجله العمل الي الامام والتي يلزمها اجواء من الثقه والتفاهم والحب .
وقد نواجه ببعض التساؤلات حول ما اذا كان من المبكر الكتابه والتقييم لتلك الشخصيه . والواقع يجيب ان الفتره القصيره الماضيه اوضحت عمق فكره العوده من المستقبل الغريبه نوعاً ما . ولكن اصبحت في هذه الحاله واقعاً ظاهراً بوجوده . فالمستقبل بمقوماته ومعاملاته تجسد حاضراً وادي الي انسياب سلس في حركه العمل وظهور نتائج ايجابيه علي مستويات الانتاج في معظم الشركات بل عوده انتاج البلاد من رحله الانخفاض التي عاني منها خلال الفتره التي سبقت مقدمه وهو ما يهمنا كمواطنين اي كانت الشخصيات او الافراد.
نحن بالطبع نتمني لهذه القياده المزيد من التوفيق ليكون ذلك عنصراً في منظومه النجاح التي نتمناها في كل هيئات البلاد الاقتصاديه. ولكن ما يهمنا تحديداً ان نوضح ان نظريه استدعاء المستقبل في بعض الشخصيات القليله المؤهله لذلك قد تكون حلاً ذو حيثيه للعديد من المشاكل وتضع نظريه استدعاء الماضي بدعوي الخبره علي المحك . النظريه الجديده تظهر نتائج ايجابيه حتي الان كان من الممكن انتظارها بعد سنوات . والسلام،،
سقراط