الكاتب : سقراط |
05:04 am 10/09/2023
| رأي
| 1952
اشتعلت القنوات الفضائية ومواقع التواصل بتصريحات وزير البترول السابق تجاه ازمه الكهرباء الحاليه . و اتجهت التصريحات الي محورين غايه في الاهميه والخطورة . الاول هو محور البترول والاخر كان محور الكهرباء . المعلومات التي تم سردها عن البترول هي معلومات هامة ولكن لا نعرف تحديداً مصدرها او دقتها . وذكرت في مضمونها ان البرتكول الخاص بتوريد مواد بترولية من المملكة السعودية بشروط ميسره انتهي في اكتوبر الماضي مما ادي الي صعوبة في تدبير كميات المازوت المطلوبة للتشغيل وذلك في حالات عدم كفاية الغاز المتجه الى محطات التوليد . كان لهذا الخبر دوي بكم هائل من التعليقات بين المتابعين والمشاهدين .
————-
ويبرز التساؤل الهام تجاه هذا التصريح ، هل القاء هذا الخبر بهذه الصوره قد تم الاتفاق عليه مسبقاً مع الجهات الرسميه بالبترول التي تشدد دائماً علي ان تكون هي المصدر الموثوق الوحيد للمعلومات الخاصه بها ؟ .
————
ان نشر هذا الخبر يوحي بأن الامدادت قد توقفت وان القدره علي الاستيراد بالاسعار الحاليه ستكون علي المحك. هذه التصريحات تفتح الباب على مصراعيه للتكهنات والتحليلات المختلفه حول قدرتنا الانتاجيه وحاجتنا الفعليه للاستيراد ، في ظل عدم وجود بيانات رسميه تعكس الصوره الحقيقيه لمعاملات سوق النفط والغاز عندنا من حيث الكميات المنتجه ومعدلات الاستهلاك ومعدلات الاستيراد وتكلفته. ان خروج تلك البيانات الي الرأي العام شهرياً او حتي ربع سنوياً ليست مدعاه لقلق القائمين على المسئولية فالحقيقه لا تغضب احداً والواقع يجب ان يعلمه ويعيشه كل من هو علي ارض هذا الوطن فالحياه مسئوليه الجميع مسئولين و مواطنين . ————
مرونه الاعلام الرسمي للجهات المعنيه اصبحت ضروره في ظل انفتاح قنوات الاتصال والمعلومات من حولنا وانطلاق التصريحات من هنا وهناك ، فلم يعد موجوداً ما يمكن ان يواري وليس هناك من له مصلحه في ذلك . وتصريحات الوزير السابق تفتح بابا واسعاً من المناقشه والتساؤلات في توقيت شديد الحساسية يمر به الوطن .
———
واتجهت تصريحات الوزير السابق في محورها الثاني الي القاء اللوم علي وزارة الكهرباء لعدم جديتها في التعامل مع سياسة تنويع مصادر توليد الطاقة من الشمس والرياح او هكذا فسرتها القنوات الفضائية. وقد اقتنصت العديد من القنوات هذه التصريحات في تكثيف الهجوم علي منظومة الكهرباء والقائمين عليها . واعتقد انه في حالة صحة هذه التصريحات وعدم تحريفها من خلال تلك القنوات فأن هذا يلقي بالتراب علي مجهود قاسي مضني قامت به الكهرباء علي مدار عشر سنوات من اقامه للمحطات المركبه وتغطيه عموم مصر بها وفي ظل ظروف تشغيل صعبه تمر بها محطات السد العالي العتيقه . والجميع يعلم ان الطاقه النظيفه لها العديد من العوامل اللوجستية والطبيعية والاقتصادية التي تحكمها . منها شدة الرياح واستمرارها واتجاهها وفترات السطوع للشمس وقوته وكذلك المساحات المطلوبة لوضع العواكس والتكلفة الراسماليه الهائلة لبطاريات التخزين وعمرها التشغيلي علاوة علي تكلفه الربط مع الشبكة الموحده. واذا كان الامر بهذه السهوله لكانت الدول الاروبيه و امريكا قد استغنت نهائياً عن التوليد بالغاز الطبيعي وتحكم روسيا في السوق العالمي له وهم اقدر فنياً ومادياً منا بمراحل بعيده علي اتمام ذلك . هذه التصريحات تذهب بجهود الاخرين الي غياهب النسيان لمجرد حدوث ازمه طارئه وتثير موجه من الاسئله والغموض . فنحن نعلم يقيناً بأن (الرئيس) شخصياً كان متابعاً ومشاركاً في خطة تحديث الكهرباء في مصر ونجح فيها الى حد بعيد وعشنا سنوات طويله بدون ايه مشاكل ومازال شخصياً يدعم هذا القطاع لالوصول به الى مرحله التوليد الكهربي من المحطات النوويه والتي يجري انشاؤها بالفعل حالياً في الضبعة .
————
لا يوجد داعي لتبرئة نشاط علي حساب نشاط اخر فالكل يعمل في منظومة واحده تهدف جميعها الي توفير سبل الحياه الضروريه لهذا المجتمع . وكما قلنا سابقاً ونؤكد عليه ان الظروف الطارئه ليست مدعاة للوم او التقريع . فجميع دول العالم تمر بمثل هذه الظروف . وانخفاض الانتاج الطبيعي من اي منتج بصفه عامه هي ظاهره فيزيائيه طبيعيه يجب علي الجميع ان يفهمها. ويجب علي الجميع ايضاً ان يعلم ان لا يوجد على وجه الارض مسئول يتحمل عبء مجتمعي يرغب في الفشل او حتي تصوره . وانما هو اختلاف الافكار والظروف تعتمل كلها في اطار المتاح من الامكانيات. ———-
المجتمع المصري كافه مازال يشهد للكهرباء في مصر، وان مصر مازالت ( منوره) رغم كل الصعوبات والتوسع العمراني الهائل الذي يتطلب المزيد والمزيد من الطاقه . وقامو علي توظيف قدرات المناوره وتغيير الاحمال بذكاء التي ساعدت علي تخفيف اثار الازمه. لم تذهب جهود الكهرباء سدي علي مر السنوات. و لا يمكن اغفال البنيه الاساسية الهائلة التي تكلفت اكثر من ٢ ترليون جنيه بناء علي خطط ودراسات اشرف عليها (الرئيس) بنفسه . ثم تأتي بضعه تصريحات لتنسف كل هذا الجهد .
————
و للحقيقه فكنا قد اشرنا مسبقاً الي اهميه تحسين كفاءة الاستهلاك في المحطات لخفض كميات الغاز المطلوبه وهو بالفعل ما تم العمل عليه بتوقيع اتفاقيه بحوالي عشرة مليون دولار من اجل هذا الغرض وهذا تطور واضح في فكر القائمين علي التشغيل .
——-
تحيه لجميع العاملين بالكهرباء الذين يواصلون الليل بالنهار لضمان سريان التيار في الاف الكيلومترات من الكابلات التي تغطي ربوع مصر وبنيه اساسيه رائعه لا يوجد مثيل لها في افريقيا كلها . تحيه لكن قام علي التخطيط لهذا القطاع بدايه من القياده السياسيه الي كافه التنفيذيين به الذي كانو علي مستوي الثقه بهم .
تحيه لكل من يبذل مجهود ليبقي هذا البلد امناً مستقراً ولكل من يعمل بصدق مهما كانت النتائج .
والسلام ،،
#سقراط