د.عزة سامي تكتب: المدير الجديد ما بين الإحلال والتجديد
 

تطورت التكنولوجيا بشكل مذهل في العقود الأخيرة، ومن ثم انتشرت الابتكارات والاختراعات في حياتنا اليومية. فكرة الأمس أصبحت واقع اليوم. تعد الروبوتات واحدة من أكثر الابتكارات إثارة ودهشة. ولكن، إذا كنا نتحدث عن الروبوتات، فمن الصعب تجاهل دورها المُحتمل في مجال الإدارة. هل يمكن أن تتولى الروبوتات مهام إدارة الشركات؟
 
تخيل فكرة: أنه في يوم من الأيام، تصل إلى شركتك وتجد أن "الروبوت صوفيا" قد تم تعيينه في منصب إداري مهم، وقد أصبح هذا الروبوت هو مديرك الحالي! كيف ستتأقلم علي هذا الوضع الجديد؟ الجواب هنا يعتمد علي طبيعة عملك بالشركة وأبعاد تعاملاتك. (الروبوت صوفيا تم تصميمه، تطويره، وظهر إلي العلن بعدة مؤتمرات، أبهرنا بقدرته التكنولوجية علي محاكاة السلوك البشري، والرد بشكل سريع وذكي على مواضيع متنوعة).
 
صوفيا ستعمل كنموذج مثالي للمدير الذي لا يتلقي الرشاوى أو الهدايا، وليس لديه أهداف ومكاسب شخصية. بالتالي ستساهم في بناء بيئة عمل أكثر نزاهة وشفافية. ستكون لديها القدرة على العمل بكل احترام ومهنية دون أي تفضيلات شخصية أو محاباة. فهي سوف تركز دائماً على مصلحة الشركة والموظفين، مما يمنح الموظفين الثقة بأن القرارات والتقييمات ستكون عادلة ومنصفة.
 
بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تمتلكها صوفيا، ستكون قادرة على اتخاذ القرارات بناءً على الحقائق والأرقام، دون أن يؤثر فيها المشاعر أو العواطف. وبفضل استجاباتها وردودها الذكية، ستكون قادرة على التواصل بشكل فعال مع الموظفين بدون أي تمييز أو تفضيل.
 
ومع ذلك، يجب علينا أيضاً مناقشة بعض التحديات المحتملة التي قد نواجهها في هذا السياق، حيث أن البعض ممن يتقنون حيل التلاعب والتقرب من مرؤوسيهم سيحاولون إثارة الأقاويل حولها، لعجزهم عن تحقيق مكاسبهم السابقة. أو قد يكون موظفي الشركة غير مستعدين للتعامل مع مدير روبوت. وقد يعتبرون هذا التحول تهديداً لمستقبلهم المهني والوظيفي، وقد يشعرون بأن إدارة الروبوتات تفتقر إلى الجانب الإنساني والتعاطف الذي يأتي مع التعامل مع رئيس بشري.
 
وبهذا السيناريو هل سينجح الأمر وهل ستستمر صوفيا في منصبها! فالحقيقة الواضحة الأن، أن الروبوت لا يزال مجرد أداة يقودها الإنسان.
 
إن قدر الله لنا في العمر بقيه، فربما لنا في الحياة لقاء .....