06:24 am 06/09/2023
| رأي
| 2195
لا تتعجب .. أنها الحياة .. أتظل معطاءاً حتى تجف نبوع العطاء .. وتبذل مجهود يصبح مصيره الفناء ... ولا تنل حتى الثناء .. أم تجعل عطائك فقط لمن يستحق تكفلك العناء.؟؟
سؤال ليس له جواب .. دعونى اروى لكم قصة واقعية .. وليست بخيال لراوية .. إمرأة أعتادت أن تطعم الطير .. فقد أحبت أن تكن لها فى الخير دور .. كم سعدت برؤية الطيور على إنائها يتهافتون .. ومن مياه سُقياها يرتون ..إلى أن أتى يوم مشئوم ..
عندما رأت الفئران حول إناء الطيور يتجمعون .. يلوثون المياه بفضلاتهم وبالطعام يعبثون ..
أمتلئت عيناها بالاشمئزاز .. وغص قلبها وهى تراقب من خلف المصراع .. وهنا دار بين قلبها وعقلها الف حوار وصراع ..فهل تمتنع عن تقديم الطعام .. وتكون سبب فى جياع طير اعتاد أن يسع تجاهها كل صباح .. وتبعد فأرا قد بحضوره يجلب لها الأمراض ..
اصبحت تخاف مما كانت تعتاده وترى فيه دوما الصواب .. فهى فى حيرة ما بين تأخذ أجراً وثواب .. وما بين أن تتحمل مخاطر قد تجلب لها ولعائلتها الخراب ..
هنا دعنا ننظر من عين الطير نحو الإناء الفارغ .. الذى أعتاده ممتلىء .. فينكسر خاطره وبين فأر مر بمحض الصدفة وجد ضالته .. وليس بعيب فأنها طبيعته... ينشر بوجوده الآفات .. واصبح بعده عن هذا المكان .. يصيح له هيهات..
فالقرار أصبح لك أيها الانسان .. فعن الصفات نتحدث وعن تعاليم رسخت فى الأذهان ..فمن أعتاد العطاء .. سيكون عليه صعب الإمتناع .. ومن تعامل بالأصول .. فيصعب عليه أن يكون شخص مانع للخير مغلول ..
وإذا ما خيرته ما بين طير وفأر .. سيضع دوما الطير صوب عينيه ..
ربما أستطاع أن يوفر للطير ما يسعى .. ولكن عليه أن يسد الشقوق حتى لا يجد الفأر داخل حياته المأوى ..
فقم دوما بما يترأى له قلبك وأتبع حدسك .. قم بتأمين نفسك .. فلا تعلم متى كان الباب موارب .. فيدخل لبيتك من كان سىْ المآرب..
فى النهاية
تعلم أن تحافظ على أحلامك محلقة ولا تدع سارق يحطمها .. فأنت سيد القرار ولا تضع سيادة لأى فأر