11:23 am 04/09/2023
| رأي
| 3006
منذ نشأة البشرية وظهور الحضارت المختلفة فى بقاع الأرض شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا, والمقياس الحقيقى لتطور المجتمع هو ازدهار الحضارة ونموها وانتاجها لأفكار واختراعات ونظريات فى شتى مجالات الحياة .
ودائما وابدا كانت الطاقة تحمل على عاتقها عبء هذا التطور .
لذا أحتلت الطاقة بمختلف أشكالها مركزًا بارزا فى تاريخ الأمم , فالطاقة هى مصدر التطور فى الحضارات القديمة، وعصب الحضارة الحديثة ،وأحد طرفى معادلة التقدم والارتقاء , ويعتبر توافرها من اهم الدعامات الرئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
اعتماداً على هذه الاهمية وهذا الدور المحورى صارت قضايا الطاقة وتأمين مصادرها وتنوعها من التحديات التى تواجة دول العالم وباتت لها ابعادها السياسية والاستراتيجة واصبح امن االطاقة ركنًا أساسيًا من أركان الامن القومى لاى دولة.
تعتبر الطاقة وتوافرها هى الشغل الشاغل لكل الدول والحكومات , وخاصة الدول المتقدمة، فهى تسعى جاهدة إلى توفير مصادر بديلة للمصادر التقليدية للطاقة (الطاقة الغير متجددة ) والتى سوف يأتى عليها يوم وتنفد , وكذلك للتخلص من التلوث البيئى الناتج عن استخدام المصادر التقليدية وللتقليل من الاحتباس الحرارى.
إن فوائد الطاقة المتجددة عديدة وواضحة، بقدر ما يتسم بالوضوح أيضاً الحواجز التي تحول بيننا وبين استيعابها؛ فهياكل السوق، وغياب الفهم للتكنولوجيات المتجددة الناشئة، إضافة إلى صعوبة الحصول على التمويل، وكذلك ارتفاع تكاليف التمويل وغياب المكافآت الخارجية مقابل الإحلال محل أنواع الوقود الأحفوري (ومن ذلك مثلاً المكافآت على تقليل الانبعاثات الكربونية وملوّثات الهواء المحلية) وصِغر حجم الأسواق .
كل هذا لعب دوراً في الحيلولة دون انتشار الطاقات المتجددة.
ولكن لُحُسن الحظ، وفي ضوء الجهود اليقظة من جانب دوائر الصناعة والحكومات ومؤسسات التمويل والجهات التنظيمية، فإن كثيراً من هذه الحواجز أصبحت تتداعى.
ومن شأن تزايد انتشار أنواع الطاقة المتجدِّدة أن يُسفر بدوره عن فوائد أخرى، باعتبار أن تكنولوجيات الطاقة المتجددة تؤدّي إلى خلق فرص العمل والحدّ من تلوّث الهواء على الصُعد المحلية، فضلاً عن الحاجة إلى كميات أقل من المياه.
بل إن تكنولوجيات الطاقة المتجددة تكاد تقتصر على استخدام الموارد المحلية مما يساعد على حماية اقتصادانا من الصدمات الخارجية فيما يتعلّق بأمن الطاقة.
اللجوء إلى استخدام الطاقة المتجددة ولو بشكل محدود أي الاعتماد على أنواع محدودة من مصادر الطاقة المتجددة، وبشكل حقيقي، من خلال الإنشاء والإنتاج واستمرار الصيانة ومتابعتها سيفضي إلى تقليص التكاليف وسرعة الانجاز وعدم هدر الوقت.
ان المزيج البسيط للطاقة سيحقق العديد من المزايا للبلاد الذي ، حيث تتمثل(المزايا) في تحقيق الاستقرار المالي والتخفيف من الضغط على الطاقة الناضبة واستدامتها لأطول مدة ممكنة، وتقليص التلوث البيئي الناجم عن زيادة الضغط على الطاقة الناضبة، وتحقيق العدالة الاجتماعية ما بين الأجيال الحالية والمستقبلية.
وما يحتم ذلك اللجوء إلى استخدام الطاقة المتجددة وتحقيق المزج للطاقة، هو إن الطاقة الناضبة هي ثروة عامة للجميع، والمحافظة عليها حق اصيل للأجيال القادمة ، كما إنه من غير المنطق أيضاً إلا تتمتع الأجيال الحالية ببيئة نظيفة خالية من التلوث البيئي، الناجم عن الإفراط في الاعتماد على الطاقة الناضبة، مع توفر الطاقة المتجددة بشكل كبير.
إن التطور الذي وصل إليه الاقتصاد العالمي في مسألة مزيج الطاقة، الذي سنشير إليه لاحقاً، يؤكد ويقرر مدى أهمية مزيج الطاقة.
وللحوار بقية الى اللقاء فى المقال القادم ...