الكاتب : سقراط |
11:46 am 15/08/2023
| رأي
| 1623
صيف ساخن ذلك الذي نمر به . صيحات الاستنكار تنطلق من هنا وهناك تجاه العديد من المشاكل والازمات . تبدو الجهود مضنية بلا شك والمشاكل كالجبال .انت في مجتمع مترامي الاطراف يحظي بأكثر من مائة وعشرون مليون نفس من المصريين وغيرهم تحت سماؤه لهم توجهاتهم ومطالبهم والاعيبهم ايضاً. ولا احد ينكر حجم المشاكل وتعددها ولكن ما ننكره بحق هو ان يكون الاخوان هم من احد حلول تلك المعادلة كما يصورها البعض منا او من بعض الاتجاهات الاعلامية . لماذا دائماً يكون الاخوان في نهاية المطاف هم قاطفي الثمار ؟ .
——————
عندما اندلعت ثورة يناير لم يظهر لهم صوت او تصريح و اختبئوا جميعاً في مكان سحيق . فهم يعلمون مدي قوة دولة ( مبارك) وان حركة الشباب ستذروها الرياح في سويعات قليلة . وعندما ظهر التحرك الشعبي في الافق وأمتد انطلقوا بعناصرهم اعلاناً عن وجودهم ومشاركتهم .كذب و إفتراء من يعلن او يقول او يثبت ان الاخوان هم اصحاب ثورة او كفاح وهم من اشعلوا شرارتها . هم دائماً يركبون الاحداث كعادتهم في نهايتها، ولا انكر قدرتهم الفائقة على الظهور في دور المجاهدين والمقاتلين الاشاوس . و يظهر الاخوان حالياً في معترك هذه المشاكل بين الشماتة تارة وبين التهييج والدعوة للفوضى تارة اخرى. هذه المشاكل على عظمها هي رأس الجبل .ولكن قواعد الجبل اصبحت رأسية مستقرة بسنوات من العمل والتغيير ولا يستطيع انكار هذا اي منصف . ————
دعونا الآن من احاديث الانجازات فلكل رأيه ومشربه ولن ترضي او تتفق الناس كلها على هدف واحد مهما فعلت . ولكن السؤال لماذا يعتبر الاخوان انفسهم انهم هم الحل لا سبيل غيره ؟ لماذا يتناسي الجميع والاخوان منهم انفاق كافة احتياطي الدولة النقدي في سنة واحدة هي التي منحها الزمان لهم؟ لماذا ينسي الجميع بث عناصر الاخوان في جميع اجهزة الدولة خلال عام واحد ؟ لماذا لا يتذكر الناس نائبهم المهرج الذي رفع الآذان في مجلس الشعب بشكل كوميدي لا يليق بنائب برلماني او بالمكان الذي هو فيه؟ لماذا لايتذكر الناس عندما نزلت كتائبهم تسحل في الشباب وتضرب بالجنازير وكنت شاهداً علي ذلك ؟ لماذا لا يتذكر الناس عندما كان رئيس الجمهوريه يأخذ تعليمات طائفية من مجموعة الارشاد التي يفترض انها لا علاقة لها بالحكم ؟ ماهو الداعي لأن يكونو دائماً هم احد عناصر الحل لأي معادلة في هذا البلد ؟
—————
دعني اقول لكم سر هذا. هالة الدين التي رسموها بدقة متناهية و التي لها قدسية ومعني عند المصريين وخاصة في الارياف والمحافظات الريفية. يتم استغلالها احسن استغلال فدخلو الى عقول الكثيرين بمقوله ( دول ناس بتوع ربنا) . هذه الجم الشهيرة التي تتردد علي السنة كثيره هي التي دمرت الحياة السياسية في مصر منذ عهد عبد الناصر . خلط عجيب ومريب بين التدين والعمل بالسياسة يتم توظيفه بأحسن صوره و بطريقة تناسب كل العصور والمتغيرات .
قوة الاخوان التصويتية لا تزيد عن ستة او سبعة مليون ناخب . وكان فوزهم بمنصب الرئاسة (خطأ مجتمعي) فادح عندما اتجه لهم حوالي سبعة ملايين صوت اضافية كتصويت عقابي ضد احمد شفيق احد رموز حكم مبارك. وعندما فاءت تلك الكتلة الاضافية الي رشدها طلبت ان تستعيد اصواتها بأنتخابات مبكرة عرضها ( السيسي) عندما كان وزيراً للدفاع عليهم ولكنهم رفضوا . انهم يعلمون جيداً ان مرشحهم اياً كان لن يحصل علي اكثر من ١٠٪ من الاصوات الانتخابية بعد سنة الاهوال التي اظهرتهم علي طبيعتهم الحقيقية بدون التلحف بالدين والجمل الرنانة و آيات القرآن التي ينثرونها في كل مجلس .
—————
موضوع الاخوان برمته ليست مشكلة الحكم أو السلطه التنفيذية في مصر . انها مشكلة الشعب في المقام الاول الذي يجب عليه ان يجد حلاً او منهجاً لحياته السياسية تضع الاخوان في حجمهم الطبيعي وان لا يكون حصولهم على الاصوات كأداة عقاب شعبي ضد بعض الظروف والمشاكل . الموضوع يهم المجتمع بأكمله لا افراد او حكومات . فمجتمعنا به تشكيله فريدة من الاطياف ما بين البدو والفلاحين والاقباط وعرب الصحراء و الاصوليين ايضاً. كل هذا يجب ان يكون منصهراً في حياة مجتمعية تحتوي الجميع ولا تلفظ احداً و الجنسية المصرية حق لجميع ابناء هذا البلد وليست حكراً على جماعة او طائفة مهما كانت قوة تأثيرها .
—————-
اصدقكم القول بأنني مللت من الكتابة عن هذه الجماعة التي ابتلينا بها وبأفكارها فأصبحت عبئاً و وبالاً علينا في كل محفل وسيرتها تنغص علينا صفو الايام وتزيد من صعوبتها . مللت ذلك التربص المريب من افرادها و مريديها و درويشها بكل حدث او مشكلة و كأننا الدولة الوحيدة في العالم التي تعاني من مشاكل اقتصادية و اجتماعيه .ولكنها مناسبات ليعرضوا انفسهم كحل سحري وهم كالسم في العسل قد يسري في دماؤنا رغماً عنا .
————-
لا اعفي المجتمع بكافة شرائحه من مسئوليته تجاه هذا التيار حتي البسطاء منا . فالجميع يجب ان يعلم ان هذه البلاد كبيرة وليست عزبة خاصة تعيث فيها جماعة او طائفة. مستقبل اولادنا لن يكون رهناً بأفكار طائفية ابداً . هذا ليس كلاماً انشائياً ولكنه الحق و جرس انذار اخير الى كل رب اسرة في هذه البلد . يجب ان نفتح نوافذنا على ما هو اكبر واعمق من فكر جماعة تتدثر بالذقن والدين . فالعالم يقفز وينمو ويتطور من حولنا بصورة مذهلة ولا مكان فيه للمجاذيب و الدروايش. علينا بالواقعية والجدية في حياتنا وفيما نقول ونقترح فلا يليق ان تقرأ مقالاً لكاتبة رؤيتها ان تكون ( التزكية) هي الحل . ابداً ليس بهذا تورد الابل . هذا تفكير قاصر ينافي قواعد الدستور ويجعل قرارنا في اي اختيار حتي لو كان صحيحاً ومدعوم شعبياً في مهب رياح التساؤلات الدولية ويضعف قوته الى حد كبير . مثل هذه الاطروحات التي يتصور كاتبها انه يعبر عن وطنية او مساندة هي في الحقيقة فكر مراهق يضر اكثر مما يخدم ويستغله الاعداء والمتربصين اسوء استغلال .
————-
علينا ان نصبح اكثر نضجاً من ذلك وان نقف امام انفسنا قبل ان نقف امام صندوق الانتخابات . الصندوق ليس مكاناً للعقاب ولكنه موضع الاختيار الصحيح اياً كانت المعاناه .واياً كان الاختيار فأن المجتمع سيتحمله بأكمله .
الاخطاء التي يرتكبها المجتمع تكون فادحة عميقه التأثير يدفع ثمنها المجتمع كله والدرس السابق مازال ماثلاً في الاذهان . دع عنكم لطيمه اعلانهم فهم يلعبون على المشاعر الانسانيه بمهاره فكلنا كنا شهود علي ما حدث ولا نريد من يسهب لنا في احداث ماضيه عشناها اكثر مما عاشتها تلك القنوات بأفلامها وتقاريرها . كان المجتمع انذاك يريد ان يتخلص من كابوس الاخوان وكافه ماتم كان بيد و تأييد المجتمع كله .
————-
لن يكون الاخوان ابداً هم حل للمعادلة الصعبه مهما كانت التضحيات فقد سئمنا من فكرهم وتعنتهم و رغبتهم العارمه في امتلاك كل شئ. وعلينا ان نفيق الي ذلك جيداً حتي لا نندم مره اخري .
والسلام ،،
#سقراط