08:11 am 04/08/2023
| رأي
| 2588
نَحْمَدُ اللَّهَ عَلَيَّ " مِصْر " فَغَيّرَنَا يَبْحَثُ عَنْ وَطَن . . عَن أَمَانٌ . . عَنْ أَرْضِ يَحْيَا فِيهَا بِاطْمِئْنَان . . وَسَط دياجير الظَّلَام .
فوطننا ومصرنا لَيْسَت فَقَط أَرْض الْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ . . فمصر الْكِنَانَة مَهَّد الحَضَارَة وملتقي الْأَدْيَان . . وَالتَّعْبِيرُ عَنْ حَبُّهَا لاَبُدّ وَأَنْ يَكُونَ بِالْأَمَل فِيهَا وَالْعَمَلُ مِنْ أَجْلِهَا . . فَهِي أُغْلِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ . . وَمِنْ أَجْلِ رقيها وَرِفْعَتِهَا نتحمل كُلِّ شَيْءٍ . . فَمَا قيمتنا دُون وَطَن نَعيشُ فيهِ وَبِلَا أَمَل نَعيش مِنْ أَجْلِهِ وَبِلَا عَمِل نقتات مِنْه .
خَلَق لِلَّه - عزوجل - الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَثِيرَةُ التَّقَلُّب مُتَعَدِّدَة التناقضات . . لَا تَسْتَقِيمُ لِأَحَد وَدَوَام حَالُهَا مِنْ الْمُحَالِ . . فِيهَا الصَّفْو وَالْكَدِر . . وَالْخَيْر وَالشَّرّ . . وَالصَّلَاحِ وَالْفَسَادِ . . وَالسُّرُورِ وَالْحُزْنِ . . وَالْأَمَل وَالْيَأْس .
وَيَأْتِي الْأَمَل وَالتَّفَاؤُل وَالثِّقَة فِي الْوَطَنِ وقياداته ليبعث فِي النَّفْسِ الْجَدّ وَالْجِلْدِ وَالْمُثَابَرَة . . فَاَلَّذِي يُغْرِي التَّاجِر للمخاطرة . . أَمَلُهُ فِي الْأَرْبَاح . وَاَلَّذِي يَبْعَث الطَّالِب إلَيّ الْجَدّ وَالْمُذَاكَرَة . . أَمَلُهُ فِي التَّفَوُّق وَالنَّجَاح . وَاَلَّذِي يحفز الْجُنْدِيّ إلَيّ الاِسْتِبْسَال . . أَمَلُهُ فِي النَّصْرِ . وَاَلَّذِي يُحَبِّب الْمَرِيضُ فِي الدَّوَاءِ الْمُرَّ . . أَمَلُهُ فِي الشِّفَاءِ . وَاَلَّذِي يَدْعُو الْمُؤْمِنِ أَنْ يُخَالِفَ هَوَاهُ . . أَمَلُهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّة .
فَإِن حَارَبَت كُنّ وَاثِقًا مِنْ النّصْرِ بِقُدْرَةِ اللَّهِ . . وَإِن أَعْسَرْت لَا يَنْقَطِعُ أَمَلِك فِي تَبَدُّلٍ الْعُسْر إلَيّ يَسَّر . . وَإِذَا اقْتَرَفَت ذَنْبًا لَا تَيْأَسُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهُ وَمَغْفِرَتُهُ . فَإِنّ صَاحِبَك الْأَمَل . . رافقك الْأَمَل . . فالصعب سَيَهُون . . وَالْقَرِيب سيدنو . . وَالْأَيَّام تَقَرَّب الْبَعِيد . . وَالزَّمِن جُزْءٍ مِنْ الْعِلَاج . . ومثلنا الأعلي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ظِلٌّ فِي مَكَّةَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ عَامًا يَدْعُو قَوْمَهُ إلَيّ الْإِسْلَام . . فتقابلت دَعْوَتِه بِالِاسْتِهْزَاء . . وَقُرْآنَه بِاللَّغْو فِيه . . وححجه بِالأَكَاذِيب . . وَآيَاتِه بالتعنت وَالْعِنَاد . . وَأَصْحَابِه بالأذي وَالْعَذَاب . . فَمَا لَانَت لَه قَنَاة وَلَا اِنْطَفَأ فِي صَدْرِهِ أَمَل .
دَعَوْنَا نتكاتف لَبِث الْأَمَل والإيجابية وَنَبْذ السَّلْبِيَّة والسوداوية والمثبطات . . فالإحباط الَّذِي يُحَاوِل الْبَعْض إسْقَاطُه عَلِيّ قَصَص نَجَاح الوَطَن جَرِيمَة . . فبرغم كُلُّ مَا نعانية مِن غَلَاء وأزمات مَا زَالَ لَدَيْنَا وَطَن وَعَمِل وشعاع أَمَل بَازِغٌ لِحَصْد نَتَائِج كُلُّ هَذِهِ الانجازات .
دَعَوْنَا نَنْبِذ الْفِئَة الَّذِينَ يُنْكِرُونَ النجاحات وَيَنْظُرُون إلَيّ النِّصْف الْفَارِغ مِنْ الْكَأْسِ والتَّرْكِيز عَلَيْه للتقوقع فِي الْمُرَبَّعِ الْأَوَّلِ دُونَ الْمُضِيّ قَدِمَا لِلْإِمَام .
حِفْظِ اللَّهِ مِصْر قِيادَة ً وشعباً ووطناً وَبُثَّ فِي أبنأئها أملاً وعملاً . .
كَاتِب الْمَقَال : -
ا . د مُحَمَّد عَبْدالرَؤُوف
رَئِيس التَّحَالُف القَوْمِيّ للبتروكيماويات .