الكاتب : سقراط |
01:25 am 01/08/2023
| رأي
| 1635
الجو حار خانق . الاجواء والاخبار مشحونه تبدو اكثر حراره من الجو نفسه. نزلت الي الشارع لا انوي على شئ سوي المشي و تنسم بعض نسمات الليل . حاولت اختيار بعض الطرقات الجانبيه المظلمه نسبياً لتكون اكثر هدوء من الشارع الرئيسي الذي يموج بكل انواع الحركه والضوضاء و انزويت مبتعداً تجاه الشارع الضيق وانا اتعجب من كثافه الاضاءه التي اراها في المحلات المتلاصقه التي تزيد من حرارة الجو وتزيد من احمال الكهرباء التي نئن من نقصانها . تخفت حده الضوضاء وانا اتجه رويداً نحو الشارع الجانبي ، الشارع يبدو ممتد مظلماً ليس به الكثير من الماره . اسرعت الخطي لعلها تكون بعضاً من رياضه ، ولم اتنبه الي صوت تناهي الي مسامعي رغماً عني من شابين صغيرين يمشيان يقول احدهما للاخر جمله لم اسمعها وكان الرد من الاخر ذلك الذي وصل الى مسامعي (كده ..كده ..ربنا هيفرجها) .
————-
الجملة دخلت اذني مثل دخول كره القدم في المرمي بغته وفي غياب الحارس وكل اللاعبين من حولها . توقفت فجاءه عن السير وانا افكر في مغزي الكلمة ولماذا جري هذا التأكيد اللغوي البارع علي لسان شاب يبدو حديث السن والعلم وكذلك صاحبه . اختفي هؤلاء الشباب عن نظري فجاءة كما ظهرو فجاءة . لم تتركني هذه الكلمات الي حال سبيلي وانما ظلت تلح علي وانا اكررها لفظاً واقلبها داخل عقلي لأعرف ما تحويه من معني و مغزي . تفكرت اولاً في كم الثقه المتناهي بأن الفرج ات لا ريب . بل وكأن ذلك واجباً او ناموساً قد يتأخر ولكنه سيأتي ولا تصح الحياه بدونه . من اين اتي هذا الشاب بتلك الثقه فيما لا يملك تحقيقه بنفسه؟ . هل وصلت نفسه الي مرحلة حسن الظن بخالقه الي هذه الدرجه وانه علي يقين بأن صاحب الفرج وبلا شك سيعطيه ولن يمنعه . من ادري هؤلاء الشباب ومن علمهم هذه الثقه في ان ربهم سيفرجها اجلاً او عاجلاً وماذا قدمو ليكونو علي هذا اليقين ؟ . الثقه في حد ذاتها كمعنى وأخلاق تولد عاده بتكرار المواقف التي تستدعيها فتجدها حاضرة من امانه وصدق وتحقيق الوعود و بها يكون صاحب تلك المواقف والصفات اهلاً للثقه . اذا فهؤلاء الشباب تعلمو بأن لكل ضيق فرج والثقه في مانحه نابعه من مواقف كثيره في حياه الناس حظيت فيها بالفرج وبالتالي تولدت تلك الثقه بينهم وبين مانح الفرج. وبات الفرج لهم سبب من اسباب الحياه نفسها كالماء والهواء . ثقه من نوع غريب لم اعهده من قبل ولم اكن اعرف انه موجود .
——————-
علي رسلك ،، فلم انقلب درويشاً او اتجهت بك الي خطبه دينيه عصماء . ولكن جمله الشاب العفويه تحمل في طياتها الكثير من المعاني الفلسفيه التي لا يجب ان تمر عابره ابداً .
———————
انظر الي نفسك والي الناس ، تري الجميع واجماً مهموماً لماذا كل هذا الهم ؟ لا تدري اسباباً محدده له . تري الحياه تسير والجميع يأكل ويشرب ويلبس . لم يقل لنا احد ان الشعب المصري اوقف تناسله او تكاثره غماً وكمداً ، علي العكس فمستشفيات الولاده تقذف بالاف يومياً كالعاده . والسيارات والحافلات تجول و تصرخ بالملايين في الشوارع في طول البلاد وعرضها . فلماذا الحزن والكمد اذاً ؟ هل هو الخوف من المستقبل ؟ هل غلاء الاسعار جعلت الغني كا الفقير لا يستمتع بما يشتري او لا يستطيعه من الاساس ؟ هل هو الخوف علي فقد قيمة الاموال و تناقص قوتها ؟ هل كل هذا هو سبب ذهاب السعادة عنا و اصبح ( مطار القاهره) هو قبله المصريين الجديده يشخص بصرهم اليه صباح مساء ؟ .
——————-
حادث نفسك اولاً و ستجد بأننا قمنا بكل التجارب ، تعاملنا مع الشرق والغرب ، بنينا البيوت والمنتجعات ، اجرينا الاف من الحسابات المعقده علي اجهزه الكمبيوتر الفائقة . خطط وعلوم ودراسه لا نهايه لها . ابحاث و مؤتمرات وندوات . فعلنا كل هذا لنكون سعداء فهذا هو المنطق الوحيد فيما نقوم به ونعمل .
كل هذا لم يجد نفعاً ولم يضف الي حياه المصريين الا هموم ومتاعب اكثر و يظل الحزن يطفئ بريق العيون ويجعل الحياه بلا هدف او طعم . و تبدو وكأنك تعوم في بحر لانهايه له ولا شطئان .
مالذي لم نجربه اذاً حتي ألان ؟ سوف تندهش انه هو اسهل حل . وللأسف نحيناه جانباً واتجهنا كا الفرسان الي حلبه مصارعه الدنيا وما عليها كما تري فانهالت علينا ولم نجد لها سبيلاً . صاحب الفرج و مانحه موجود. تعامل معه ياسيدي لا مع الناس وتاجر معه لا مع الناس وتجارته مربحه لا مجال فيها للعصبيه او المناورات . اللين مع الناس تجاره ، ترشيد استهلاكك تجاره ، هدوؤك ورضاك تجاره ، الثقه في قدوم فرجه تجاره، اوقف جميع خططك للحل والربط المصنوع بعقلك وساعدك واهدأ ولا تفكر في خطوات مجيئه اليك تجاره . ادراكك المسئوليه في عملك تجاره . استثمر في طالب غلبان أو طفل مريض أو أجبر خاطر عجوز او اشباع جائع ولو بلقمته حتي لو كانت بسيطه ستجدها اجدر واجدي من الهلع الذي تعيش فيه وانت تتنقل بين البنوك لتدرك اعلاها فائده . كثير هي اساليب التجاره معه . نسيناها علي بساطتها وسهولتها فضن علينا بمجئ الفرج حتي نعود و نفيق مما نحن فيه.
—————
الفرج في حد ذاته ليس مالاً أو عيال ستهبط عليك بالضروره من السماء . الفرج صلاح الاحوال في بيتك وعملك وبلدك عندها ستجد المال والعيال والامان ، و عدل المايل والمكسور ستجد النفس الراضية والسعاده الغامرة، وعدم الحوجة لعباد الله ايا كانو بها ستجد الستر زينه الحياه ، قدرتك علي ان تأكل وتشرب بدون حرمان لمرض او عله اعظم شعور واحساس . و يتوجهم الرضا بالمقسوم وبما انت عليه وفيه تطيل عمرك وتستمتع بأيامك . ياله من فرج لو تحقق فأشهد بأنه عظيم ولا حدود لعطائه ونتائجه . و لسوف تجد قوه لا تعلمها ترفع الحزن والهم و تفتح الصدور المغلقه ليدخلها الهواء بلا بوابه أو حشرجة . وتعود الابتسامه الغائبه وتعود حاسه الاستمتاع بلذه الحياه.
لا عليك ان قرأت و نفذت فأبشر، وستتحقق نبئوه الشاب الصغير في يقين قدوم الفرج .
اما من يمصمص شفتاه متهكماً بأن ( سقراط) بلا شك قد اصبح من المجذوبين فلك هذا . وارتكز علي عقلك وساعدك واحرث في ارض هذه الدنيا كما شئت و دع الكمبيوتر الخاص يلف بك في انحاء العلوم والنظريات وطرق الاستثمار والاعيبه علك تكسب ما تتوق اليه من المال. و لنري من الرابح ومن المستريح الهانئ في النهاية . والسلام ،،
#سقراط .