للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…ثقافة الطماطم وسياستها أيضاً

مجرد رأي…ثقافة الطماطم وسياستها أيضاً

الكاتب : سقراط |

08:01 am 11/07/2023

| رأي

| 1135


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…ثقافة الطماطم وسياستها أيضاً 

 

لم يتفق البشر على شئ مثل اتفاقهم علي اكل ( الطماطم) . تراها في الهند شرقاً حتى امريكا غرباً . ومن اوربا شمالاً الى افريقيا جنوباً . هذه الثمرة العجيبة التي نجحت ان تكون القاسم المشترك في مأكل ومشرب كل اجناس الارض في اركانها الاربعة . هي العامل المشترك في بيت فاطمه،  وجانيت، وراشيل ، منتجاتها لا تعد ولا تحصي فهي تؤكل وتطبخ وتدخل في الملايين من الوصفات العالمية و في كل ما يخص كل وطن على حده  وتدخل كعامل مشترك بين الشعوب حين تستخدم بديلاً عن قذف الحجاره تعبيراً عن الغضب والاحتجاج. 


تشعر بهذا الاتفاق الغريب مع كل سفر او تجوال .فهذا السندوتش الذي تقضمه اسنانك هنا ببضعة جنيهات قليله يحتوي علي نفس ذات الثمره  الموجودة في ما تقدمه اكبر واغلى المطاعم العالمية . الجميع يتذوقها  بنفس الاحساس لا فرق بين غني وفقير . بين وجبة بسيطة او طبق ارستقراطي . 


باتت قادرة علي ان تدخل في قلب وعقول البشر كافة بدون استئذان .لن تجد انساناً على وجه هذا الكوكب لا يعرف او لا يأكل او يقذف تلك الثمره العجيبه . الجميع يزرعها وباتت عنصراً رئيسياً في التجارة والاغذية العالمية  و في كافة ما يتم تعبئته من منتجات حديثة للتسلية وسد الجوع وهي صناعات لو تدري بمليارات الدولارات تلك التي تجدها في الاكشاك وفي  اعتي السلاسل التجارية العالمية على السواء .


والسؤال ماهو السر الذي جعل الناس كافة تتفق علي ذوق ورغبة واحده تجاه هذه الثمرة ؟ ولماذا لا يوجد شئ اخر في الحياه تتوافق عليه الاذواق والرغبات . شئ غريب ان تجد عالماً متقدماً غنياً مرفهاً يأكل ما يأكله البائس بدون تفرقه فلا يوجد بين ثمراتها ما هو درجة اولى او درجه اقل كلها درجة واحده ولون واحد ومذاق واحد وقد تكون ايضاً بنفس السعر . 

 
فأذا كانوا يأكلون و يتذوقونها مثلنا فما السبب الذي جعل هؤلاء اغنياء متعلمين واخرين فقراء جهلاء ؟ سؤال محير  صار يلح علي خاطري ؟ 
 

ويظهر تساؤل اخر في نفس السياق وهو  كيف اتفقت البشريه علي ( الطماطم) ولم تستطع ان تجد ما تتفق عليه في امور الحياه الاخري و في التعايش وحل المشاكل ومحاوله مساعده هؤلاء الفقراء . بل ستندهش عندما تجد ان الفقراء هم من يمدون الاغنياء بتلك الثمرة العجيبة وهم يأكلونها معهم ايضاً . وبعد ان يأكلها الجميع تجد ان الغني ازداد غناً وازداد الفقير فقراً . وتحل الحيرة في ذهنك عندما يتردد داخلها هاجس وتساؤل هل هذه سياسة جديدة ؟ سياسة  (الطماطم) ؟ . 


ظهرت في العالم العديد من السياسات التي استطاع البشر ان يدخلوها في غمار علاقاتهم مع الاعداء او المجاورين . فظهرت سياسه البنج بونج بين امريكا والصين وظهرت سياسة الحرب البارده بين امريكا والاتحاد السوفيتي لتلافي حرب المدافع و دخلو بدلاً عنها في حرب الجواسيس والاقتصاد . وظهرت ايضاً سياسة الخطوة خطوة وخريطة الطريق تعبيراً على سياسة النفس الطويل ،وهي الصبر وعدم الملل في التعامل مع الازمات والمشاكل . وكثيراً هي تلك المصطلحات التي عبرت عن توجه او طريقة للتعامل بين الدول والافراد . ايضاً احتفل العالم بالعديد من المنتجات ذات التأثير الاقتصادي والاجتماعي على المجتمعات فهناك احتفالات الزهور في هولندا ومهرجانات للفراوله في العديد من الدول وحصاد القطن في مصر قديماً . 

اذا فالعالم يحتفل بمنتجاته وسياساته ونسي الثمرة الوحيدة التي تربط العالم شرقه بغربه ( الطماطم)  كسياسة و مأكول كل بشر هذا الكوكب . لماذا ظلم الناس هذه الثمرة وتنساها ؟ هل لانها موجوده في كل مكان ؟ هل لانها رخيصه الثمن ؟ هل يخجل الاغنياء من الاحتفال بها كونها هي نفس طعام الفقراء وليست كالزهور والفراوله التي هي من طقوس الاغنياء ؟ لا ادري تحديداً ماهي الاجابة الصحيحه . ولكن ما ادركه جيداً ان اتفاق الناس علي هذه الثمره ليس معناه انها استطاعات ان توحدهم او جعلتهم يتصرفون على نفس النهج. 

فعندما تناقش هذا الاختلاف تجد انه يكمن تحديداً فيما (بعد) زراعه و اكل  هذه الثمرة . فأذا اتفقنا على حبنا جميعاً لزراعتها و اكلها فأننا اختلفنا  في طريقة حياتنا بعد هذا . فالعالم من حولنا يعمل ثم يأكل ، يتعب اولاً  ثم يستمتع بما يأكل ثم يبدع . اما نحن فأننا نأكل اولاً حتى نعمل والفارق هنا كبير كما تري.  

ويتضح هذا الفرق بصوره اكثر وضوحاً بنموذج اخر تراه فيما تقوم به مجتمعاتنا حتي ألان بحرق الوقود والغاز لنستمتع بسريان الكهرباء في اجهزة التبريد او التسخين ثم نشكو هباب العوادم علي صدورنا و حوائطنا . اما هم فأنهم يستمتعون بالدفء والبروده بدون حرق وهباب . استغلو الصناعه والتكنولوجيا لتحويل نفس هذا السائل البدائي الذي نحرقه الى مواد صديقه للبيئه عازله للحراره كمثال بسيط من الاف الاختراعات الاخرى التي حولته الو صناعات نظيفه ذات مردود اقتصادي وبيئي هائل . الفارق كبير بين ما نقوم به نحن من عمل و ما يعملونه هم هناك . هناك يصبح الهدف الرئيسي للعمل  الاستمتاع بالحياة والسفر الى ارجاء الدنيا لتعلم المزيد عن شعوب الارض ودراسة حياتهم واحتياجاتهم ثم تبدأ الدراسة والابداع لتحقيق المزيد من الاختراعات والتقدم التكنولوجي التي تجعل الحياة تسير عند تلك الشعوب وتحيل حياة هؤلاء الصناع والمخترعين في نفس الوقت لتكون اكثر بهجه و ثراء . اما مفهوم العمل عندنا فهو يقبع دائماً تحت مبدأ (لقمه العيش) فهو لأجل الاكل والتكاثر ليس الا. 


لا تعتقد ان ما اذكره هو محاضرة في (جلد الذات) وتشويه المجتمع ولكنه الحقيقه الواقعه فنحن في ادوار  ومستويات اخري مبتعده تماماً عما يدور حولنا في اذهان العالم الاخر ألان . 

المفاهيم تغيرت ونظم الحياه وطريقه التعامل بل وطريقه الاكل والشرب ايضاً . واذا قال قائل ان هذه ثقافه شعب فأن الثقافه وان توطدت جذورها فهي ليست بالعقيده فالثقافة تستمر وتتغير مع الايام ام العقيده فتستمر ولا تتغير . 

ها انت قد ادركت لماذا اصبحت ( الطماطم ) وستظل طعاماً للجميع بلا تفرقه ولكن مغزي الاتفاق والعمومية عليها والاستفاده الحقيقيه منها لم ينصرف ابداً علي كل تصرفات وخصائص ومفاهيم  البشر الاخري . 

هم يأكلونها كما نأكلها ولكن ستجدها هناك الذ طعماً واكثر شهيه لانهم مبدعون في تقديمها علي الرغم من كونها نفس الموجودة عندنا . هم يعشقون التغيير والاختراع ونحن مازلنا نأكلها بدون تغيير  ولا ابداع من عشرات السنين ومازلنا نصاب بالحموضة بعد اكلها. 
 

هذه هي الثمره التي خبأت الكثير من الاسرار داخلها وجدت من استطاع  التعامل معها و كشف بعض تلك الاسرار  والاستمتاع بمذاقها الجميل واقتصادها الضخم واخرين يقذفون بها في بطونهم وتصيبهم بالمغص والالم  ؟ 

عاشت ( الطماطم) طعاماً للجميع ، وابقاها الله سنداً لكل محروم وجائع و وقاكم الله شر الحموضه . 

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟