01:00 pm 29/06/2023
| رأي
| 915
درست هندسة البترول وقبلها عشقت علم الرياضيات وتفوقت فيه ، ثم مارست العمل البترولي في حفر الآبار وتخصصت في حفر الابار الجانبية ونجحت الي حد ما حتي اصبحت مديرا ثم رئيسا فتعلمت ان اتحاور وافهم الجيولوجيا وهندسة الخزانات وتسهيلات الانتاج وصناعة اجهزة الحفر البرية والبحرية، وحتي هندسة التكرير وقطفات السولار والمازوت ، ثم المتاجرة الداخلية والخارجية للبترول ومنتجاته. عينت عام ١٩٨٥ عضوا في جميع اللجان النوعية في هيئة البترول ، حتي لجنة الاستكشاف لم تسلم من تعجب اعضائها من هذا المهندس الدخيل العضو الذي لا يعرف الفرق بين البلايوسين والباليوسين.
اما المحاسبة والاقتصاد والادارة ، فقد اصبت بعشقهم كعلم انساني فطري اصوله نابعة من حاجة الانسان نفسه للحكمة. كان ذلك عام ١٩٧٧ عندما اخترت في ادنوك الامارات ان احضر كورسا في مدينة العين متفرغا لمدة اسبوعين. بعدها وكانني وجدت نفسي. خاطبني الصبي الصغير ( صفوت عياد ) ابن النحارية في عامه السابع الشهير بعبد الخالق عياد ، هل تذكر يا رفيقي والدك الذي علمك بنفسه جدول الضرب محتجا علي رغبة جدك في ان تسلك طريق علوم الازهر ؟ هل تذكر حيرتك بين والدتك ربة المنزل ومستشارة والدها التاجر المزارع وهم في حوار بين صفقة ارض او قطن ؟ هي التي تدير الدار بفكر اقتصادي يحسب لكل قرش موضعه وعائده وفرصته البديلة. وجدك الذي ينظر لها باعجاب مبتسما فخورا داعيا الله ان يجبرها.
اما الوالد ، فهو علي النقيض. يجتهد في الرزق ويكسب من التجارة ، ثم يشتري سيارة • يربح اكثر فيؤجر شاليه في سيدي بشر. لا غني له عن اصدقاء لهم لقاء يومي وسفر اسبوعي.
ويدور الحوار المعتاد بينها وبينه. # اسمع كلامي. الاستثمار هو السعادة وهو الضمان وهو الثراء #
وابدا لم يكن هناك علي مر الزمن نقطة لقاء. فهو لم يكن ممن يسمعوا الكلام. في داخله خطة طويلة المدي وهدف لا يعرفه الا هو. اما المصير فلم يكن ابدا من شواغله
فقد توفي وهو يقول ويفاخر بانه عاش حياة مليئة بسعادة ما تعطيه للانسان. ثم ترك كنزا هو ابناؤه وقدرتهم علي مواجهة الحياة ومفاجآتها.
وتوفيت الوالدة وهي تقول. لو سمع كلامي امتلكنا نصف مساحة كفر الزيات وسيدي بشر كلها.
وقد بحثت طويلا وكثيرا وقرات ودققت في المعادلات والارقام والنظريات وفلسفة الاقتصاد منذ حامورابي وسيدنا يوسف وحتي صديقي عبد ربه علي صفحة التواصل.
ليس سهلا صدقوني ان تعرف بالعلم من كان عنده بعد النظر والحكمة والعلم.