للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي .. مهندس الكلام

مجرد رأي .. مهندس الكلام

07:14 am 29/06/2023

| رأي

| 1406


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي .. مهندس الكلام 

 

عرفت البشريه معني الصناعه لتوفير احتياجاتها في  مواجهه  طروف الحياه المحيطه به ، بدأ الانسان الاول بصناعه البلطه  الحديديه لقطع فروع الاشجار ليحتمي بها و يوقد ناراً ، ثم ذهب الي صناعه المنسوجات ليستر نفسه ويصبح ذا شكل وجمال . وهكذا بدأت الصناعه علي مختلف اشكالها رويدا لتصل الي علوم الذره والفضاء في سباق مع الزمن و بلا حدود لطموح وتطلعات . 


ولكن من الغريب ان تجد هذا التطور قد لازم جهه معينه من العالم بها شعوب تأثرت بالحروب وبالافكار وبالعديد من المتغيرات التي شهدتها مجتمعاتهم علي مدار التاريخ . ولم يحالف الحظ المنطقه العربيه ونحن في القلب منها ان نجاري هؤلاء ، فأصبحنا علي مدار الزمن قديمه وحديثه مستهلكين لما يصنعه وينتجه غيرنا علي الجانب الاخر من العالم . لا تدري تحديداً لماذا وما هي الاسباب التي ادت الي ذلك ولكنها علي كل الاحوال كثيره و  متشعبه ولها من الظروف و طبيعه الحياه عندنا الجانب الاكبر  . 

 

و تأبي الاقدار الا  ان نتفوق في مجال لا يجاريه احد معنا . فأصبحنا ذوي باع كبير في صناعه وهندسه الكلام ، قد يقول قائل انها اصبحت اقتصاد في حد ذاته ولها تأثيرات متعدده ، ادرك ذلك جيداً ولكننا للأسف برعنا في الكلام مجرداً من اقتصادياته . وإقتصاد الكلام هو اجهزه حديثه ومراكز اتصال وقنوات ذات ميزانيات ضخمه و ما الي ذلك . ولكن كل ذلك ايضاً استوردناه من الخارج فلم نصنع تليفوناً واحداً نشبع فيه موهبتنا العارمه في الكلام .  و ادرك الغرب هذا واقتنص منا ثروات خرافيه فيما يمدنا به من اجهزه الكلام . اما الكلام نفسه فنحن اولي به و صانعيه   . 

 

و اعتقدت ان صناعه الكلام قد تكون (اعلاماً ) وهو علم ودراسه علي اي حال  وله متخصصين في البرامج المرئيه أو المقروءة . ولكني فوجئت ان صناعه الكلام اصبحت تنصرف الي كل ذي لسان . وانها لم تعد علماً و دراسه بل فراغاً وتفاهه تؤدي الي اموال تطير في الهواء تنتظر من يقتنصها . 


لم اتوقع ان هذه الصناعه الرديئه ستغزو التخصصات التي كنا نحترمها وننظر اليها نظره وقار واحترام ، لم اتوقع ان يكون هناك تخصصاً في الهندسه او الطب  مثلاً لصناعه الكلام . دارات الايام لتجد مهندساً او هكذا يزعم يرغي ويزبد كأطفال الشوارع في شئون لا يعلم عنها اي شئ فان كانت في الكهرباء فهو لا يعلم عنها غير اضاءه المصباح وأن كانت في البترول فلا يعلم عنه سوي تزويد سيارته بالوقود وهكذا . 


عاصرنا المهندسين الكبار اصحاب الهمم الجباره مهندسين قهرو خط بارليف،  مهندسين قامو علي انشاءت جباره من انفاق وكباري عمالقه ومنشآت رأينا (محمود يونس) في تأميم قناه السويس تاريخاً وطنياً مشرفاً  وعاصرنا (حسب الله الكفراوي ) في تعمير انحاء مصر كلها ومن العظماء الكثير ولم نجد لهم كلاماً بل فعلاً وعملاً  . ولكن ان يصل الحال لنجد ان تخصص الكلام قد اصبح فرعاً من فروع الهندسه فهي والله من علامات الزمان الاغبر الذي ارانا في هذه المهنه هؤلاء الصبيه الذين يتوارون خلف مسمي تلك المهنه العظيمه الرائده  .   

 

هل  اصبح الكلام حرفتنا حتي في ارفع التخصصات العلميه التي كنا نفتخر بها؟   ، نعم ولما لا وقد باتت للبعض مورد رزق يأتي بكثره الكلام وقذف الاتهامات فهذه حرفه وتخصص . و للأسف اصبحت ايضاً تكلفه عاليه علي اخرين  . 


فيها ندفع مليارات الجنيهات لنتكلم ثم  مليارات اخري لنسمع من يتكلمون في دائره هزليه لا نهايه لها . ثم تجد الغضب والحنق من ضعف الاقتصاد والتهاب الاسعار بدون المساس او الشكوي من اقتصاد الكلام الذي يلتهم معظم الدخول . 

 

هذا هو مجمل الحال وان كنت استثني بالطبع  بعض الكلام الهادف لأطباء ودورهم في التواصل  مع الناس لتوعيتهم وبعض علماء الدين و إرشادهم للمجتمع  فليس كل الكلام غثاً ابداً . ولكن  توافه الكلم  ايضاً انتشرت كزبد البحر واصبحت تطفو علي السطح  كسباق مراكب شراعيه . لكل شراع لونه ونوعه . 

 

ولكن ما يزيدك حزناً و حسره فعلاً ان تجد مهندسين تخصص (كلام) . 

كل عام وانتم بخير ،، 

والسلام 
سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟