04:26 am 24/06/2023
| رأي
| 1811
لقد أصبح شهر يونيو من كل عام شهراً مميزاً مختلفاً حيث يحتفل العالم فيه بعيد الأب ،لتكريم هذا الرجل العظيم، الذى يستحق كل التقدير والحب والإمتنان .
فالأب إسم كبير يحوى بداخله الكثير من المعانى السامية والجميلة، هو كيان الأسرة وعمودها الفقري الذى تستند عليه، هو قلب كبير يسكنه عائلتة التى يمنحها مشاعره وإحاسيسة وكل ما يملك.
هو جيش الأسرة الذى يحميها ويمنحها الأمان والقوة،نميل على كنفه وقت الشدّه والضعف، يمدّنا بالثقة والطمأنينة بأن القادم أفضل، من يرسخ بداخل عقلك الأخلاق وقيمك فى الحياة .
أول من يمسك يدك ليعلّمك كيف تخطوا..كيف يستقيم ظهرك ..كيف تعافر ..كيف تحصل على ما تريده بتعبك وإجتهادك ..
من يكدح من أجل أسرته ومن أجل أن يراهم سعداء مطمئنين لا ينقصهم شيئاً ، الجندى المجهول وراء كل فعل وفكر وتصرف، من يراقبك من خلف ستار الحياه ليحميك وينير طريقك ،من يكدّ ولا يملك حق التوقف أو الشكوى.
بوجوده تكتمل الدنيا ،وتعرف معنى السعادة، هو من ينتشلك من الخطر ، هو الحضن الذى نحتمى فيه عند غدر الزمان .
بدونه نتوه فى عثرات الحياة،يغيب الحمى والسند والأمان،تشعر بأن الحياه ينقصها أهم ما فيها، يختفى من الألوان رونقها ، وتغيب عن الألحان احاسيسها ، وتذبل أيام العمر ،ينحنى ظهرك وتميل رأسك ، ويغيب عنك الأمان.
فلاشىء يساوى نظره الخوف من عيناه،ولهفه اشتياقه لأبناءه عند عودته من العمل ،صوت مفتاح باب المنزل الذى يمنحك السعادة والبهجه ،خطوات قدمة التى تمنحنا الآمن والإستقرار ،شنطة الحلوى وفانوس رمضان وكرة القدم التى ينتظرها أبناؤه ،أجازة الصيف وصوره معك فى كل مراحل عمرك، نظرة العتاب واللوم وعقابه التى ستفهم معانيها عند الكبر، إسراعه للذهاب بك لمداواتك عند مرضك ،اختباءك بداخل معطفه عند المطر، انتظاره عند باب المدرسىة، قلقه وتفكيره بمستقبلك ،استماعك اليه فى قصه يرويها من اجلك ،اصراره على بعدك عن اى شيء قد يؤذيك،فرحته وفخره بنجاحك،دمعته يوم زفافك .
الأب فرحه.. الأب صوت تكبيرات العيد..ثوب جديد.. ضحكات..آمال وأحلام.. يد تلامس كتفك وتداوى جراحك وتمسح دموع عيناك ..
الأب كتاب الحياه ..الأب صبر وجلد،أنشودة ستظل بذاكرتك الى الأبد ،تحيا بنصائحة ، تنعم برضاه عنك ،يمنحك دفء الوجود، فهو الشجرة التى لا تذبل والتى نأوى إليها في كل حين لنحتمى بظلها ، وتمنحنا ثمارها الجميلة، من يمحى شعور الخوف والقلق ما دام حياً وبجانبك .
اسمه فخر ووسام على صدرك ،تسير مرفوع الرأس بسيرته الطيبة ، نصائحة خبره سنوات من الكفاح والتعب ، هو سبب الخير والرضا ، ونعمه غاليه وثمينة لا يقدرها ويشعر بها إلا من إفتقدها.
هو لإبنته الشاعر والملهم والحب الحقيقى فى حياتها ، هو حافظ أسرارها ، من يأويها داخل ضلوع صدره ويضلل عليها فى بستان قلبه ، هو الملاك الذى يصاحبها فى كل خطوة تخطوها فى حياته وحتى بعد وفاته.
ولإبنه هو القدوه والمعلم والناصح، هو حائط السد وجسر القوة هو واقى الصدماتوالمثل الأعلى الذى يقتدى به فى كافة مواقفه وتصرفاته .
فقد صدقوا حين قالوا (الأمان رب ثم أب).
اللهم احفظ آباءنا وإرحم من غابو عنّا .