01:24 pm 20/06/2023
| طاقة
| 1465
باتت عراقيل التأجيل سمة أساسية تواجه خطط تطوير أكبر مزرعة رياح في أستراليا، ما يمثّل انتكاسة جديدة لقطاع الطاقة المتجددة، وخاصة في ولاية كوينزلاند.
وكانت شركة كلينكو -المملوكة لحكومة كوينزلاند- هي الأحدث التي كشفت فشلها في استئناف مشروع مزرعة رياح كارارا، بعدما واجه تأخيرات ضخمة.
ففي خطوة مخيّبة للآمال، أعلنت السلطات قرارها بالانسحاب من خطة بناء أكبر مزرعة رياح في أستراليا، بسعة تتجاوز الغيغاواط لأول مرة.
وبرّرت حكومة كوينزلاند، حيث كان سيقام المشروع، التراجع بسبب التأخيرات في الربط الكهربي وارتفاع تكاليف التشغيل، بحسب تقرير نشره موقع “رنيو إيكونومي” الأسترالي (reneweconomy)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويضم المشروع مزرعتين لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح، هما ماكنتاير وكارارا بسعة مجمعة 1.026 غيغاواط، بإجمالي استثمارات ملياري دولار أميركي.
يخدم المشروع أهدافًا طموحة أعلنتها البلاد لخفض الانبعاثات بنسبة 43%، ورفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 82% بحلول عام 2030.
تفاصيل المشروع
تمتلك شركة أكسيونا الإسبانية حصة الأغلبية في مزرعة رياح ماكنتاير بسعة 923 ميغاواط، في حين تمتلك شركة “آرك إنرجي” التابعة لمجموعة “زينك” الكورية الجنوبية نسبة 30% منها.
وسيُستفاد من الكهرباء المنتجة من مزرعة رياح “ماكنتاير” في تشغيل وإنارة مصفاة “صن ميتالز” التابعة لشركة زينك بالقرب من المشروع.
وتزيد سعة مزرعة رياح ماكنتاير عن ضعف أكبر مشروع في البلاد حاليًا، وهو “ستوكيارد هيل” في مقاطعة فيكتوريا، بسعة 530 ميغاواط.
كما تمتلك وتدير شركة كلينكو المملوكة لحكومة مقاطعة كوينزلاند مزرعةَ كارارا بسعة 103 ميغاواط.
وتضم أكبر مزرعة رياح في أستراليا 180 توربين رياح، يبلغ طول الواحد 285 مترًا فوق سطح الأرض، وهي قادرة على توليد كهرباء تكفي نحو 700 ألف منزل، بحسب ما ذكرته شركة أكسيونا.
وستنقل خطوط تحت الأرض الكهرباء المولّدة إلى محطة فرعية داخل الموقع، مع إمكان تخزين الكهرباء مستقبلًا.
وستقام خطوط جديدة لنقل الكهرباء بطول 64 كيلومترًا، لنقل الكهرباء خارج المزرعة، لتضاف إلى شبكة كهرباء “باور لينك”.
من المتوقع أن يوفر المشروع 400 فرصة عمل، ومنافع اقتصادية للسكان المحليين، بحسب شركة أكسيونا.
عقبة الربط الكهربائي
قال المتحدث باسم شركة كلينكو في بيان صحفي: “نتيجة للتأخيرات في عملية الربط بمزرعة كارارا، والتأثير البالغ لذلك في التكاليف، قررت كلينكو تعليق تطوير المشروع”.
من جانبها، ردّت شركة الكهرباء المملوكة للدولة “باور لينك” أنها أقامت 100 من أصل 167 برجًا لنقل الكهرباء إلى المشروع، كما تتوقع استكمال أعمال بناء الشبكة بنهاية عام 2023، ضمن خطة للتشغيل أواخر عام 2024 المقبل.
وقالت على لسان المتحدث باسمها: “لا تأخيرات في أعمال توصيل الكهرباء لمزرعة رياح ماكنتاير”.
ومع ذلك، يبدو أن التأخيرات لا ترتبط بتوقيت تشغيل شبكة نقل الكهرباء الجديدة، بل باتفاقية تتعلق بتوربينات رياح من إنتاج شركة نورديكس الألمانية، التي اقترحت تركيبها شركة أكسيونا الإسبانية، بحسب تقرير موقع “رنيو إيكونومي” (reneweconomy).
وتلك ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المشروعات الأسترالية لتأخيرات بسبب المعدّات، فقد عانت -من قبل- مزرعة ستوكيارد هيل، التي ما زالت حتى اللحظة أكبر مزرعة رياح في أستراليا، من مشكلات مماثلة تتعلق بالمعدّات.
وجاءت تلك الخطوة في ظل التهديدات التي تلاحق قطاع طاقة الرياح بولاية كوينزلاند، إذ توقفت مزرعة كلارك لطاقة الرياح التي تبلغ تكلفتها 3 مليارات دولار، والتي تخضع الآن لمراجعة الإدارة، بينما اضطر مشروع “آبر بورديكن” لطاقة الرياح التابع لشركة “ويندلاب” إلى تقليص حجمه بسبب المخاوف البيئية، فضلًا عن إلغاء شركة أبل اتفاقية لشراء الكهرباء من مزرعة “آبر بورديكن”، كل ذلك في غضون 3 أشهر فقط.
شعار شركة أكسيونا الإسبانية على توربين رياح
شعار شركة أكسيونا الإسبانية على توربين رياح- الصورة من “australianmanufacturing”
ماذا بعد الانسحاب؟
يرمز قرار حكومة كوينزلاند بتعليق مشروع أكبر مزرعة رياح في أستراليا، إلى معاناة مشروعات الطاقة المتجددة من بيئة استثمارية متزايدة الصعوبة، رغم أهداف وضعتها حكومات الولايات، وسياسات الحكومة الفيدرالية الداعمة.
وثمة الكثير من المشكلات التي تدور حول ارتفاع تكاليف نقل الكهرباء، وتأخيرات الربط الكهربائي، والزيادات في تكاليف مزارع الرياح أو محطات الطاقة الشمسية.
وبعد قرار حكومة الولاية بتعليق تطوير مزرعة رياح كارارا بعد تقديمها رأس المال اللازم، أكدت شركة كلينكو أنها انسحبت من الميزانية الأخيرة، وقررت توجيه 500 مليون دولار إلى مشروعات الطاقة المتجددة هناك.
كما تعتزم كلينكو الاحتفاظ باتفاقية شراء نحو 400 ميغاواط من الكهرباء المولدة من طاقة الرياح في مزرعة ماكنتاير، التي من المتوقع أن تدخل (الاتفاقية) حيز التنفيذ بدءًا من عام 2025، عندما يكتمل بناء المزرعة.
بطء وتيرة نمو الطاقة المتجددة
في سياق متصل، قال مشغّل سوق الطاقة الأسترالية (إيه إي إم أوه)، إن التحول إلى الطاقة المتجددة لا يتقدم بالسرعة الكافية لتلبية أهداف وضعتها الحكومة الفيدرالية في هذا الصدد.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة، دانييل وسترمان، أمام مؤتمر أسبوع الطاقة الأسترالي يوم الثلاثاء الموافق 20 يونيو/حزيران: “تلك الاستثمارات لا تسير بالسرعة الكافية”، بحسب تقرير آخر نشره موقع “رنيو إيكونومي“، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: “توجد مجموعة كبيرة من مشروعات توليد الكهرباء المستقبلية المحتملة في سوق الكهرباء الوطنية، بإجمالي سعة أكثر من 200 غيغاواط. ونصفها لمشروعات طاقة الرياح، و40 غيغاواط منها للبطاريات“.
وعلّق وسترمان على مشكلة الربط الكهربائي والبنية الأساسية المتسببة في بطء الاستثمارات الجديدة، مثل أكبر مزرعة رياح في أستراليا بكوينزلاند، قائلًا: “نقوم بربط تلك المشروعات الجديدة بأقصى سرعة”، لكن تلك المشروعات مازالت “مقترحة”، على حدّ وصفه.
وتابع: “على الساحل الشرقي، يوجد 163 مشروعًا بسعة مجمعة أكثر من 27 غيغاواط من الكهرباء، ما زالت في مراحل مختلفة من عملية الربط الكهربائي بالشبكة”.
وقال، إن التأخيرات ناجمة عن مشكلة الربط الكهربي، بالإضافة للتكاليف الإضافية لمعدّات تشغيل مزرعة الرياح، وكذلك تكاليف العمالة.
وأكد العمل مع مجلس الكهرباء النظيفة لحلّ بعض المشكلات، وتقليل التعقيدات وتكاليف اتفاقيات الربط وتسجيل وتشغيل المشروعات الجديدة.
كما أشار إلى تراجع أستراليا على مؤشر جاذبية مشروعات الطاقة المتجددة، من المركز الثالث إلى الـ7 عالميًا حاليًا خلال 18 شهرًا، رغم أنها “ينبغي أن تكون الأكثر جذبًا للاستثمارات على مستوى العالم”.