للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي .. مسرح الاحداث

مجرد رأي .. مسرح الاحداث

الكاتب : سقراط |

02:47 am 19/06/2023

| رأي

| 1175


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي .. مسرح الاحداث 

 

دعني اتوجه اليك بسؤال مباشر قبل ان تقرأ سطور هذا المقال . هل تفهم ماذا يجري  علي مسرح الاحداث في هذه الدنيا ؟ 
حدد انت الاجابه وسجلها في ذاكرتك ودعنا سوياً عبر هذه السطور نناقش هذا .

فأن وافق هذا رأيك فبها  ، وان كانت عكس ذلك فعليك ان توضح لنا اختلافك  لنناقش ونتعلم من مختلف الاراء والتوجهات . 


 اتفقت  كل اوجه الفنون علي وجود قصه محدده لها عقده  ، وحبكه دراميه تأخذ المشاهد معها الي احداثها ويعيش معها كافه المشاعر الدراميه و الكوميديه  فيها تصاغ  المواقف والاحداث مثلما يراها ويتخيلها مخرج العرض ، و يصل بها الي نهايته ويكون نجاحه فيما تأثر به جمع المشاهدين فيما تابعوه  من احداث وتفاعلهم مع الشخصيات .

ودليل ذلك ما ظل باقياً في اذهان الناس من تأثير تلك الشخصيات  عليهم عبر العصور وخاصه تلك التي ابدعها عدد من  فنانين المسرح العظام كفؤاد المهندس وسمير غانم وغيرهم كثير . 

 

يبدو مسرح الحياه يختلف بصوره كبيره ، فتراه يموج بالشخصيات المؤثره وتعيش معنا بملئ  السمع والبصر  ثم تتحول الايام لتجدها نسياً منسياً ، تندلع حروب لها دوافع يبررها من يقوم بها ويشعلها ثم لا تلبث ان تجد ان  تلك الدوافعق  واهيه لا  اساس لها ولا مضمون و بعد ان تكون حصدت الملايين من ارواح الابرياء تم القذف بهم في اتونها دون ذنب ودون درايه عن سبب قيامها من الاساس . 


 وهناك من المعتركات الاقتصاديه الكثير والغريب  فمن تحالفات هنا ومنظمات هناك  وأسواق مال وشركات تسيطر وتهيمن علي مقدرات الاسواق وبنوك تنشأ وتنهار بلا سبب واضح وبورصة تتلاعب بمستقبل الناس وفيها  يتلذذ بعض ذوي النفوذ والثروه بقدرتهم علي تعذيب الاخرين والتلاعب بمقدراتهم والسيطره عليهم بدعوي تطبيق قوانين واحكام السوق ، ثم تجد  بعدها ان كل هذا كان هراء و وليد افكار مرحلية او قاصره  و ربما تذهب كلها الي  تهيؤات  العظمه والسيطره ، وينتهي مطاف كل هذا اما الي خسائر  ضخمه تطيح بدول وأفراد او الي لا شئ. 


واقع مثير متجدد لا تجد بينه رابط فأعداء اليوم اصدقاء الغد والعكس صحيح. لا تجد قانوناً او قاعده  واحده تربط بين كل تلك الاحداث المتدافعه في كل انحاء هذا الكوكب  ولكنها في النهايه تصنع صوره سيريالية لعالم غريب تتحرك اشخاصه علي مسرحه بلا قصه او هدف وفي غيبه مخرج يستطيع التحكم فيها او  حتي صياغه تصرفاتها الغريبه بشكل مفهوم . 


هناك من الشعوب (وهي قليله جداً) من ادركت هزليه هذه المسرحيه وعدم جدوي مشاهدتها او المشاركه فيها بعد ان عانت الكثير في ازمنه سابقه  ،  فتجد (سويسرا ) وقد ابتعدت تماماً عن  خضم هذه الامواج واتخذت لنفسها واقعاً فرضته علي العالم كله ففيه تحافظ علي بيئتها في شكلها الاولي البرئ من كل تجاوزات هذا العالم الاستهلاكي المجنون واتاح هدوئها لها ان  تصبح خزينه ايداع للأموال من كل حدب وصوب  تحتفظ بها من اي سطو واضطرابات واستثمر شعبها هذا الهدوء و تلك السكينه في اظهار  علمهم و عبقريتهم في عده صناعات متطوره واصيله لا يستطيعها سواهم مثل الساعات الشهيره غاليه الثمن وصناعات الذهب الراقيه. وانتهجت( سلطنه عمان) في منطقتنا هذا التوجه فتجد هذه الدوله الخليجيه  هادئه بعيده عن معترك السياسه المتقلب واهواء العلاقات الدوليه الصاخبه وتحظي علي ذلك بمكانه ممتازه بين دول العالم بمواقفها وتصرفاتها التي تركن الي الحياد دائماً . 

 

يقودني كل هذا الي محاوله تحديد شكل الطريق الصحيح للعيش والتعامل مع اجواء هذا المسرح الكبير والغريب في بلادنا   . هل يكون الانعزال هو الحل ؟ او الدخول في معترك التحزب مع هذا او ذاك واهوال المواجهات السياسيه يمكن ان تجني ارباحاً وحياه افضل ؟ 

 

هذا البلد لا يقع في هدوء جبال الالب او ظلال غابات الامازون الواسعه ، موقعه غريب يتم وصفه علمياً بالاستراتيجي ولكني اراه جذوه متقده لا تنطفئ و ما تكاد تهدأ حرارتها حتي تهب رياح من اي من الاتجاهات الاربعه التي تحيط به لتغذي اشتعال جذوته من جديد وهكذا  .  


اقدار هذا الموقع الجغرافي عولجت في الكثير من المراجع العلميه الهامه ككتاب (وصف مصر) للأستاذ جمال حمدان وحكم عليها هذا الموقع  ان تشترك وتتفاعل  في احداث المسرحيه العالميه بكل تدخلاتها ومشاكلها بل وتناقضاتها بلا رغبه ولا حاجه . وما يزيد من عمق هذا التأثير ما حظي به هذا المكان  ايضاً من كثافه سكانيه هائله لها متطلباتها واحتياجاتها وانشطتها المختلفه محلياً ومصالحها حول العالم . حاول  هذا البلد مراراً ان ينأي بنفسه عن هذه المعارك ولكنه لا يستطيع فمائدته دائما منصوبه عامره بمختلف القضايا رغماً عنه وضيوفها موجودين علي الدوام. 


ويأتي السؤال المهم اذا ما اتخذت قراراً ان تعيش هادئاً هل تستطيع تفادي كل ما يحدث حولك من احداث وتجاهل ما يمكن ان يسقط عليك رغماً عنك نتيجه لموقعك الجغرافي المهم لمصالح الاخرين  او مصالح وطنك معهم ؟ 


اجابه هذا السؤال تهمنا الي حد بعيد ، فهذا البلد وجد نفسه في بؤره الاحداث العالميه  رغماً عنه . فهو مسئول عن سلامه جزء كبير من التجاره العالميه عبر قناه السويس ولن يسمح لك العالم بأسره في حدوث اي تقصير او تخاذل تجاه تأمين تجارته واقتصاده وجد هذا البلد نفسه كبوابة اوروبا من اتجاهها الجنوبي عبر البحر المتوسط وما ادراك ما هذا البحر وقد بات بحيره الامل لملايين المهاجرين الطامعين في الذوبان بالمجتمع الاوروبي الغني ، وهو ايضاً بوابه علي الجنوب نحو افريقيا كلها بدايه من السودان وجنوبه الي اثيوبيا حيث منابع المياه الهامه وعمقاً نحو وفره المواد الاوليه غاليه الثمن والقيمه وصولا الي المحيط الهندي منحني دوران العالم  . اما عن الغرب فحدث ولا حرج فتجد ان بابه هو نفس  باب ليبيا بكل ما تمتلك من تاريخ لحركات الثوره والتحرر ضد الاستعمار الايطالي وثروات نفطيه ضخمه وقد اصبحت مسرحاً فرعياً للطامعين والدخلاء عليها طمعاً في منابع البترول الافريقي الغزير ويمتد التأثير الغربي الي تونس والجزائر والمغرب وما بينهما من خلافات حول اقليم الصحراء وصولاً الي المحيط الاطلنطي . وتأتي البوابه الشرقيه له ملاصقه لمسرح اخر من التاريخ الطويل من النزاعات وحروب القوميات والعقائد الدينيه وهي من اقسي و اعتي  انواع الحروب بين الشعوب والقوميات التي لا تنتهي عبر الازمنه  . 

 

موقع مثير تري  كل العالم  مدعو علي مائدته بدون دعوه وتري كل هؤلاء المدعوين في حاله نزاع غريبه ومتجدده  اما صاحب المائده نفسه فهو في حيره من امره وسط هذا الزخم من المصالح المتضاربه والنزاعات المتأججة. وتصبح خطواته وتصرفاته صعبه كالمشي علي الجمر . 

 

قلت لك في بدايه تلك السطور ان فهم وتحليل  المسرحيه العالميه غايه في الصعوبه فما بالك ان كان عليك ان تلعب دوراً فيها رغم عنك ، قد تجد العديد من الشخصيات الفاعله في هذا العالم تتملقك كونك صاحب هذا الموقع الهام واخرين يبدون لك ابتسامات  ملئ الفم تكشف عن  نواجزهم المستعده للافتراس .

 

وستجد بعضهم يعرض عليك ما لذ وطاب من اموال رغبه منه في التحكم في قرارتك او توجهاتك . معترك غريب لا ينتهي،  صعب التوازنات ويخطئ من يظن ان تحمل مسئوليه هذا البلد هي بالامر الهين ويصل به  لمستوي الرغبات السياسيه الضحلة او المصالح الفئوية المحدوده وكلاهما فيه من المراهقه الفكريه الكثير للأسف  . كل مشاكلنا واختلافاتنا الداخليه لا تمثل نسبه مؤثره مقارنه بمخاطر حقيقيه محيطه بنا من حروب و اطماع وتشابكات ورغبه في الانقضاض . ويبقي بعد هذا  تحويل البلد  الي جزء من فوضي المسرحيه الهزلية التي لا قصه فيها ولا هدف ولن تدرك ذلك الا بعد ان يكون التدمير قد تمكن منه  . 


 احذر ، ستجدهم يرتدون مسوح الفضيله والحكمه  بإدعاء المعاني الرنانه مثل  الديمقراطيه تاره وحقوق الانسان تاره اخري  وتراهم في حللهم الفخمه الغاليه يتصنعون الرزانه والتحضر .  ويتطلب التعامل مع مثل هذا السلوك والتوجه اعلي  درجات الخبره والحكمه  لأن علينا ان  ندرك جيداً  ما يمليه عليك سيناريو  مسرحيه العالم الهزلية جيداً وأن عليك ان لا  تنفذ الا ما تراه محققاً للمصلحه الوطنيه بدون ان تشعرهم انك تفهم وتدرك ما يدور بخلدهم من افكار شيطانيه .. لا تستخف بهذا الدور ابداً فهو من الصعوبه بمكان القيام به فتلك الشخصيات او الدول ليست بالسذاجه التي تتوقعها وتملك من الادوات والضغوط ما تستطيع معه الكثير والكثير . 

 

اذا كان لك مفهوم اخر عما يجري حولنا فدعنا نسمعك ، اما اذا توافق رأيك مع هذه السطور فراجع نفسك جيداً فيما ستتخذه من قرارت تجاه هذا الوطن . 

والسلام ،،
سقراط 

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟