للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

د. محمد العليمي يكتب: أعدائي الأعزاء … شكراً

د. محمد العليمي يكتب: أعدائي الأعزاء … شكراً

02:42 pm 17/06/2023

| رأي

| 1475


أقرأ أيضا: Test

د. محمد العليمي يكتب: أعدائي الأعزاء … شكراً

 

لقد تعلمنا علي مر السنين من التجارب العديدة إن من أعلى درجات الحكمة ؛ هي الحكمة في التعامل مع الأعداء، والصبر عليهم، فمع كل تجربة نمر بها نتعلم درس مهم وهو ألا نسيئ إلي أولئك الذين يريدون إلا أن يكونوا أعداء ومناوئين؛ فهم جزء من طبيعة الحياة وسُنتِها، هُم ضريبة العمل الجاد المثمر، هم من علمونا كيف نستمع إلى النقد وتحديداً الجارح منه دون ارتباك، تعلمنا منهم كيف نمضي في طريقنا دون تردّد، حتي ولو سمعنا من القول ما لايرضينا وما ليس فينا.

 

أعدائي الأعزاء، شكراً … علي ما قدمتم لنا من دروس عظيمة دروس ما كان لنا ان نتلقاها بالمجان، دروس رزقنا الله مَن يُدربنا عليها، دفعنا ثمنها غالياً وتجرعنا مرارتها في أوّل الأمر؛ لتصبح شيئا معتاداً بعد ذلك، تعلمنا منها الكثير، بل تعلمنا منها الأهم، أنتم من دربنا على مقابلة السيئة بالحسنة، ولعل في الميزان حسنات لم نفعلها لكننا اكتسبناها بالصبر والتحمل والرضا والمسامحة. 

 

أعدائي الأعزاء، شكراً …. فقد كان لكم عظيم الفضل في توازن النفس وعدم انقيادها وراء مدح و ثناء مسرف أو إعجاب في غير محله، حتى حين تروّن الجيد وتجعلونه قبيحاً، فليس لكم مني غير الشكر وكما قال أبو تمام :

        لَولا اِشتِعالُ النارِ فيما جاوَرَت
                       ما كانَ يُعرَفُ طيبُ عَرفِ العودِ

 

فأنتم أصحاب الفضل - ولو لم تشاؤوا - في صناعة قدر من الاتزان في الفكر، وان أعطيتكم الحق؛ فأنتم السبب في إحكام ودقة التصويب والمراجعة، فأنتم من شحذ الهمة، وصنع التحدي، وأنار العقل ليصبح شديد الحرص، أنتم من جعلنا نرتقي بالنفس ونسمو بها لمقامات الرفعة والفضل والتنافس، لكن دعوني أهمس في أذانكم بكلمات لم تتعلموها، أعدائي علينا ان نلتزم بشرف المنافسة، وطهارة الأسلوب ونقاء الغرض، وصدق الوسيلة، فحتي الحروب لها قواعد وأعراف وقيم يجب ان لا نحيد عنها.

 

أيها الأعداء أعلموا أن بعض القول يسوؤكم ، لكني ما قصدت إساءة، فجميعنا إخوة في الله مهما يكن الخلاف ولو نظرنا إلى نقاط الاتفاق لوجدناها كثيرة! وإن كان هذا العداء بسبب شيءٍ قد صدر مني، أو منكم، فعفا الله عما سلف ولنصرف وجوهنا عن الماضي ولنلتفت للمستقبل، ولنتفائل بخيره، انا لا أصفكم بالأعداء؛ لأنني أظنكم كذلك، كلا .. بل لأنني أظن أن ثمة من يريد أن نكون كذلك، ويسعى إليه جاهداً، ما فنحن إلا إخوة أصدقاء شئتم أم أبيتم، سامحكم الله وغفر لنا ولكم، وهدانا وإياكم، وأعاننا على تدارك النقص والخلل في نفوسنا، ولنقتدي جميعاً بما ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) صدق الله العظيم، وأخيراً أصدقائي الأعزاء .. شكراً.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟