للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…الازمة في المفهوم والمضمون

مجرد رأي…الازمة في المفهوم والمضمون

الكاتب : سقراط |

05:52 pm 11/06/2023

| رأي

| 1250


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…الازمة في المفهوم والمضمون

 

لم تعرف حياة البشرية اياماً تخلو من ازمات ومشاكل . وكان لبعض المشاكل في الماضي اثراً كبيراً في حاضر الانسانية .الامثلة كثيرة ومتعددة .حاصرت البشرية ، ثورات الانهار والبحار فظهرت السدود والقناطر كحل لذلك ،واصبحت علماً ودراسة للأجيال الاخرى فيما بعد . 

 

واجهت الصناعة ازمة كبيرة في ارتفاع  حرارة الاجهزة الدوارة و سيور توصيل الحركة مما يعيق تحقيق استخدامها على النطاق العام والتجاري فكان اختراع مواد التشحيم و التزييت من اكبر و اهم اختراعات وحلول الصناعة التي ساعدت الى وصول المحركات والماكينات لصورتها الحديثة التي نراها ألان .وها انت ترى عزيزي القارئ أن (الازمة) يتبعها بالضرورة (الفكرة) . 


استمرت المشاكل والازمات وما بها من احداث تلازم بني البشر علي مختلف عصورهم . منها ماهو طبيعي نتيجة ثورات المناخ والارض ومنها ما هو ناتج عن النشاط الانساني بصفة عامة. 

 

لم يستثني احد على مر العصور من عبور العديد من الازمات والمشاكل حتى في ازمنة النبوة تلك التي حظيت برجال اختارهم الله لتبليغ رسالته لجموع الناس . 

واجه المسيح صلف ومقاومة اليهود وصادف منهم عنتاً كبيراً حتى تآمرو  عليه ليقتلوه . وواجه نبي الاسلام العديد من الازمات والحصار التي جعلت من اصحابه يأكلون ورق الشجر . بينما واجه (الخطاب ) اسطورة العدل البشري عام (الرمادة ) والتي حلت بالخراب على الجزيرة العربيه كلها ومات منها نفر غير قليل . 
وفي عصرنا الحديث واجهت اليابان والمانيا أسوأ الكوارث التي يمكن ان تحل بأي مجتمع وقامت منها واستمرت الحياة. 

 

هؤلاء هم من عبرو هذه المشاكل والازمات بالايمان والفكر المتجدد واصبحت معاناتهم محطات في تاريخ البشرية، منها استقينا العظة والايمان وبعض الحكمة والاهم في كل ذلك كانت في معرفة مسببات ما تعرضو له من ازمات وكيف امكن لهم عبورها . 

 

الاصل في (الازمة) ان تكون حادثاً او ظروفاً سيئة تحل بالفرد او بجماعة  من الناس او مجتمع بأسره ويكون لها مسببات ودوافع تظهر علي اثرها بعض العوارض والنتائج تكون عنواناً  كاشفاً لوجود تلك الازمه. 


ومفهوم (الازمة) ليس بالضرورة ان يكون اقتصادياً فقط ولكنه يتشعب الى العديد من الانواع فمنها الازمات الصحية المعروفة والاجتماعية كالطلاق او الهجر ومنها الازمات الاخلاقية في اتباع ماهو غير مألوف او مقبول في المجتمع . وهكذا تتعدد انواع الازمات . 


و اطلاق صفة (الازمه) على الاحداث يجب ان يكون نابعاً من قدرة الناس على تفهم ان هذه الاحداث مفاجئة و  مؤقتة مع ايمان صلب بأنها ولا بد زائلة اما غير ذلك فيكون يأساً من مرض عضال لا شفاء منه . وان عليهم الايمان بأن اسباب الحل ستكون موجودة اما بالدراسة او باتخاذ بعض الاجراءت التي تناسب طبيعة هذه الازمة وهكذا . و عندما يصبح مفهوم (الازمه ) صحيحاً في عقول المتأثرين بها افراداً او جماعة فأن ذلك سيعطي دفعة قوية لايجاد اساليب الحل ومحاولة الخروج منها . 

وطبيعة اي ازمة عرفتها البشرية انها تتحرك علي منحنى هندسي معروف يبدأ من الصفر ثم يصل الي ذروته ولابد له من النزول والتراجع حتي يصل الي نهايته . هذه هي طبيعة تطور قوة الازمات . وتبدو براعة من يركبون قارب تلك الازمة ويتأثرون بها بأن يتخذو اقصر طريق واقل مدى  ممكن على هذا المنحني للوصول  سريعاً الي مرحلة انتهاء الازمة  . 


لم يعرف التاريخ استمرار ازمة او مشكلة الى الابد .فلابد من وجود هذا المنحنى الهندسي لتلك الازمات والمشاكل .قد تطول المدة او تقصر لمدى هذا المنحنى ولكن لابد له من ان ينكسر في وقت ما ويعود ادراجه الى الاستقرار . ولكن عليك ان تكون على ثقة ايضاً بأنه سيتكرر ولن يلبث ان يعود الو سيرته الاولى في مرحلة زمنية اخرى . 


اصعب انواع الازمات بلا جدال تلك هي التي يقف جمهور المتأثرين بها والمتعاملين معها موقف المتفرج نتيجة لعدة عوامل منها :عدم معرفة كافة ابعادها واسبابها الحقيقية ومدي قياس تشعبها في العديد من المجالات و كذلك من يتعامل معها  بعناد لرأيه فقط و عدم المقدرة على سماع الاخرين او بذل المزيد من الافكار المتجددة . 

هذا بلا شك يطيل مدي المنحني الهندسي لمراحل الازمه وتستمر عوامل الازمه في التطور وتتضافر استخدام الحلول الروتينية مع تلك العوامل لتساعد في اطاله زمن الازمه وزياده تأثيرها علي الناس . وتحيل ظروف الحياه الي اختناق وتأفف .

 

وهنا يتضح ان أول عوامل الحل تكمن في ان تغادر الباب الذي طرقته ولم يستجب لك وان تتجه الى باب او ابواب اخري قد تستجيب لك .   

 

وبمفهوم اخر ، لا تحارب المشاكل بنفس ذات اسلحة الماضي فلكل زمن سلاحه وظروف معركته. واصرارك على استخدام سلاحك القديم سيودي بك التهلكة بلا شك في ظل تطور اساليب الحياة وطرقها . 

 
نخلص من ذلك ان الازمه (مفهوم) يجب ان يكون حاضراً في عقول الفرد والجماعه ثم يأتي تحديد (المضمون ) لتلك الازمه وعواملها لتعرف تفصيلاً كافة ما تكنه تلك الازمة من اسباب ومؤثرات وأن تعمل في ظل الحكمة القائلة: بأن التشخيص الصحيح للمرض يمثل معظم الطريق للشفاء . بهذا فقط تضع خطواتك على اول الطريق الصحيح.

 

و لا تحزن علي اي حال فقد خلقت الازمات لتختبر قوة وصلابة الافراد والجماعات وصهر خلاصة تفكيرهم وابداعاتهم و خلالها تظهر اخلاقيات جديدة قد تكون غابت عنهم مثل عودة التراحم ، والتعاون ، والعمل الجماعي وادراك قيمة العلم في التحليل والدراسه والانفتاح على العالم الخارجي وتجاربه ، ومحاربه اسباب الازمه الحاليه لتفاديها مستقبلاً وان نسمع جميع الاراء  الاخري بعقول مفتوحه وبدون استهزاء  بعد ان يتم  توفير كافه المعلومات التي يطلبونها ليكون الرأي الاخر مبني علي حقائق وواقع ودراسه . كل هذا واكثر يصبح من مخرجات مرحله  (الازمه) الايجابيه . 

 

اما مواقف المتفرجين و النائحين و الغوغاء فهؤلاء لن تكون ازماتهم سوي في ظلام عقولهم . والحديث يطول .. 

سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟