الكاتب : سقراط |
03:58 pm 10/06/2023
| رأي
| 1329
العمل سنة من سنن الحياة التي لا تتغير ولا تتبدل . هكذا جُبل الإنسان على السعي لرزقه .
لقد بدأت البشرية باختراع الاكواخ لتستر حياة الناس و تفنن في طرق واساليب الصيد للطعام.
كل ذلك كان عملاً مضنياً بذل فيه البشر كل ما منحته الطبيعة لهم من فكر و عضل ورغبة في استمرار الحياه.
و طويت صفحات كثيرة في سجل الحياة وانتهت الي التاريخ والذكريات .
ويسطر الناس صفحات جديدة لاعمالهم واختراعاتهم في كل مراحل الحياة المختلفة . فما كان انجازاً ووهماً في السابق اصبح حقيقة و واقعاً ألان وفي بعض الاحيان عبث يدعو للسخرية .
فمن كان يصدق ان عقدة الكثير من المواقف كانت ستختلف اذا كان الجوال الذي بين ايدينا متاحاً لهم . ومن كان يصدق ان رحلة الحج التي تستغرق شهور اصبحت عند مرمي البصر بلا مبالغه.
الناس تهفو دائماً للجديد والمتجدد ، الانسان يريد ان يقدر على الارض وما فيها فتراه في صراع محموم لكشف كل ما هو مجهول .
لم يعد احد يذكر معاناة الاباء والاجداد في حياتهم السابقة وان كانت في حياتهم في حد ذاتها انجازات ظلو مؤمنين بأنها منتهى الامر .
مصر من خمسين عاماً كانت دولة وبها انجازات هذا الزمن ولكن هذه الانجازات لم تعد تمثل سوي تاريخاً يدعو للتأمل وتذكر الزمن الجميل ليس الا .
وهكذا في كل فروع الحياة فكلها تحفل بالجهد والعمل والكفاح .ولكن عندما تصل بها الى مرحلة الانجازات فأعلم انك دخلت بها بوابة التاريخ بدون طلب ولا استئذان في نفس يوم تحقيقه . انجاز اليوم هو تاريخ غداً ولا تعجب من ذلك فهذا ناموس الحياة و عقيدة الناس .
لا يؤمن الناس بمن يظلو مشيدين بانجازات تاريخيه، فأعتقادهم الراسخ يؤمن بأنه اذا كان ما تحقق انجازاً ذو قيمة فأن هناك الكثير الذي لم يتحقق بعد وعندها ستجدهم عازفين عن الاشادة او مجرد الانتباه لمثل هذه النوعية من الحديث عن الانجازات .
عليك ان تتوجه للناس بالتحديات ورغبات مالم يتحقق بعد، سيكون هذا محط اهتمامهم وبزوغ افكارهم واشعال جذوة الاهتمام والتفاعل مع الاحداث و ظهور شعور التحدي عندهم .
الانجاز مهما كان حجمه يقف عند توقيت تحقيقه ثم يذهب الي سجلات التاريخ من فوره بينما تظل احلام تحقيق المزيد واظهار التحديات امام المجتمع مستمرة حتى محطة انجاز اخري وهكذا .
نحن هنا لسنا في موضع ان ننكر مجهود او نقلل من انجاز تحقق ولكن استمرار البحث في سجلات الماضي والاشادة بها يأتي بنتيجة عكسية تماماً ويولد نوع من الضجر والاستهانه عند الكثيرين و تكون حكمة الصمت هي السلاح الفعال ضد هذه المشاعر ولتدع وجود الانجازات على الارض تحدث الناس بمجهود من قام عليها .
علينا ان نصمت بين محطات الانجازات المتتابعة فعندما يقلع القطار من محطة ليصل الي محطة اخري وجب الصمت خلال تلك المسافة الى ان تصل الي هدفك الجديد وتصعد الي درجة اعلى في سلم العمل اللا نهائي .
اما علي المستوى الشخصي فلا تجعل تضحياتك وانجازاتك لأسرتك في حاله استدعاء مستمر في حديثك معهم فكثرة الحديث عن ذلك يفقد كل جهد وتضحية رونقه واهميته ويصيب المحيطين بك بالضجر فهم يعلمون ذلك ويقدرون وكفي .
ومثل ذلك للأديب والكاتب فلا يمكن ان تظل متمسكاً بأهداب قصة او رواية حظيت بشعبية وشهرة وكانت من انجازات موهبتك وعطاؤك وتظل مشيداً بها في كل مناسبة او ندوة. عليك بالاستمرار للأمام وان تدق ابواب افكار جديدة قد تلهب الخيال وتحقق طموحاتك في استمرار النجاح .و كذلك كل المهن الاخرى من طبيب و مهندس وعامل عليهم اتباع هذه القاعدة الذهبية .
اما بالنسبة للموظفين فلا يسري ذلك عليهم .والسلام
#سقراط