الكاتب : سقراط |
09:19 am 04/06/2023
| رأي
| 1233
ذلك التاج السحري المنصوب فوق رؤوس الناس غنيهم وفقيرهم، هو الزينه المتلئلئه التي تمنح الحياه مذاقها وتجعلها متوهجه مستمره.
هو الذي يوهب القدرة علي العطاء والعمل والحب والكراهية ايضاً، يتحسر عليه من فقده وينظر اليه علي رؤوس من حوله في حسره ويتمني لو ينفق كل ثروته للحصول عليه مره اخري .
إنه تاج ( الصحة والعافية ) تلك المنحة الالهية لعباده ومحور الحياة لا يعدوه ولا يسبقه أى قيمة أخرى في الحياة مهما بلغ ثمنها وعلا شأنها، انه متعتها وطمأنينتها وسلاحها المتين .
بدونه تصبح الحياة مذله و مسئله مهما امتلكت من أموال، وجوده علي رأسك معناه استتباب الهدوء والسكينة في إحساسك وحواسك و أعضائك، هؤلاء هم رعايا هذا التاج .
لا يرتفع هذا التاج ويستقر علي رأسك الا بسلامة هؤلاء جميعاً، هم مجتمعك وقبيلتك التي تحتويها داخلك و هي من تضع هذا التاج فوق رأسك، وكلما زادت رعايتك لهم وحرصك عليهم زادت قوه وثبات التاج فوق رأسك وتسير مزهواً به مستقلاً فلا اصعب من الحاجه للناس .
وكطبيعة الاشياء عندما تهملها او تطغي تصرفاتك علي قدرتها واحتمالها فأنها ترسل اشارات التوجع والالم علك تفيق وتراجع ما تقوم به من تصرفات ادت الي ظهور تلك العوارض . فأن تداركت الامر سريعاً فيصبح عارضاً و انتهي . وأن استمر اهمالك واخذتك الدنيا عن نفسك و رعاياك فستبدأ بالتمرد عليك .
فصحتك النفسية قد تتمرد ويسوء حالها اذا طاوعت الاحباط و أحزان نكران الجميل بين البشر، وكذلك إذا صادفك شعور او إحساس عاطفي حقيقي ولكن في الوقت الخطئ فبه تهتز نفسيتك بشده فلا عمرك وسنك كان كبيراً او صغيراً يسمح بذلك وأن طاوعت احساسيك فسيتمكن منك انكار المجتمع ومن ثم المرض النفسي القادر علي التأثير بشده علي باقي منظومه جسدك .
و قد تجد حواسك بدأت تئن بفعل الزمن و لا تطاوعك فيما انت له راغب، و تضطر لتقريب الكتاب إلى المسافه صفر من عينيك التي لم تعد قادره علي التحقق من الاشياء بعد أن أوسعتها جهداً وعناء بالتطلع الي شاشات الكمبيوتر والتليفون عبر السنين وهاهي تتمرد عليك وتعلن العصيان .
وتلك إذنك تطلب أعلى مما يعتاده الناس من قوة الصوت لتسمع ما يتم توجيه الى مسامعك ولما لا وقد دأبت علي تركيب تلك السماعات حولها لتعيش أجواء اسطوريه تخيليه فأصابها عوار الصمم وفقدت قدرتها الحساسه علي التقاط الأصوات .
وتأتي المشكله الحقيقيه بطريقه عكسيه عندما تدلل اعضاء جسدك بأطيب الطعام وحلو المذاق وركوب السيارات ونسيان الجهد والتعب ورياضة الجسم، كل ذلك تدليل بلا شك ولكنه تدليل قاتل، به تستدعي الامراض ويصيبك الخمول والتخمة وتتيبس مفاصلك من هول ما تحمله من ثقل، هاهي مجالات عصيان رعاياك وأنت السبب الرئيسي في ذلك، اذاً عليك ان تعلم ان كل من رعاياك له طريقته في التعامل والحياه فقد تكون القسوه بها جائره والتدليل لها قاتل .
كل رعاياك ينتظرون منك حسن الرعايه والتعامل الصحيح معهم حتي لا يرتفع أنين شكواهم ويهتز التاج الذي يعانق رأسك الي أن يسقط .
ولا تركن ابداً الي قدرتك الي اعادته الي مكانه ، فالتكلفة ستكون باهظه ، والمحاذير ستكون اكثر دقه و صرامه واسلوب الحياه سيكون اكثر جفافاً وحذراً وستكون دعائمه اكثر ضعفاً واسرع اهتزازاً .
متعكم الله جميعاً بموفور الصحه والعافيه وابقي تاجكم فوق رؤوسكم فأثمن ما في الحياه ان نموت بصحه جيده.
والسلام...
سقراط