للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…السودان ...ولعبة الشطرنج

مجرد رأي…السودان ...ولعبة الشطرنج

06:53 am 24/04/2023

| رأي

| 764


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…السودان ...ولعبة الشطرنج

 

تخطئ لو تصورت انك ستعيش في هذه الدنيا كالحمائم تغدو خماصاً وتروح بطانا . 

 

لعبة المصالح المرئية والمخفيه اكبر مما تتصور . فتحريك قطع الشطرنج للأمام او الخلف هدفه دائماً المناوره للمحاصرة واستهداف الرأس .

 

لاتوجد تحركات عشوائية في هذه الدنيا وأنما تظل مدروسة و تبدو في ظاهرها بعيده عن مدى أحساسك بتأثرك بها ولكن بعد مرور وقت غير قصير ستجد انها قد اصبحت في عقر دارك . 

 

السودان بلد كبير وعظيم المساحه والأمكانيات ولكنه مسرحاً للمؤمرات والتدخلات من هنا وهناك . والمشكله تكمن في انه جزء من مصر وعمقها الجنوبي شاء من شاء فهذا هو الواقع الذي لم يستطع احد تغييره منذ مئات السنين . 

 

بدأت حروب ضروس لتقسيمه برعاية الدول الكبري بدافع خفي من النعرات الدينية لتقسيمه الي دولتين احدهم مسيحية والأخري مسلمة . وكان ذلك  لضمان وجود حليف في العمق الافريقي لا يدين بالأسلام . وتغلفت هذه الرغبة كالعادة بالثرثرة السياسيه وحقوق الأنسان وإهمال الشمال للجنوب والنزعات الأنفصاليه العرقيه والقبلية . وكان لهم ما ارادو وانقسم السودان العظيم الى شطرين . 

 

ثم تأتي الجولة الثانيه والتي تجري  رحاها حالياً . وهي جولة في غايه  الخطوره . فهي لقتال اشقاء و رغبه كل منهم في السيطرة علي مقدرات الشطر الشمالي المسلم وبدون ايه خلافات سابقه تنذر بذلك الأن على الأقل .فصناعة الفوضي علم وفن في ذات الوقت . 

 

فأفتعال القتال لم يأت صدفه وانما بتخطيط وتعليمات من قوي اقليميه وعالمية . ويدير المال الخارجي اللعبه بكافه اطرافها والمال الصديق اشد قسوة من مال العدو . 

 

الغرض متشعب وتغليب طرف على الأخر يضمن اشتعال الموقف في هذا الشطر وحدودنا الجنوبيه الي مالا نهايه . وأدخال المنطقة كلها الي دوامه من الحروب لتفقد استقرارها وعوامل قوتها ويتفتت الموقف تجاه السد الأثيوبي ليصبح امراً واقعاً. 

 

 

وتصبح مصر في محيط من الصراعات في الغرب في ليبيا والجنوب في السودان  .هذه هي الأهداف الأوليه لتحريك قطع الشطرنج المفاجئ. 


ثم تكون السودان وماتحتها من دول العمق الجنوبي حتى بلاد الحبشه مرهونة بسطوة المال لتنفيذ  تعليمات تلك القوي الأقليميه والعالمية، فيما تسيطر عليه من ثروات وتنفيذ ما تؤثر به على مقدرات دول اخرى ، وهذا من احد الأهداف  الأخرى المطلوبة علي المستوى القريب او المتوسط .

ولك ان تعلم ان اهبه الأستعداد علي تلك الجبهات العريضه هو أمر في غايه الصعوبه وذا تكلفه عاليه جداً . وهو ما ستتحمله مصر علي الرغم من كافة المصاعب الحالية. 

 

هي لعبه شطرنج محكمه لم تنتهي اشواطها بعد . فأنت تحرك ومن أمامك سواء كان عدواً او صديقاً ايضاً يحرك . وأجمل ما في هذا الموضوع ان الجميع يبتسم . 

 

اذا لم تفهم ان هذا فخ فتلك مشكلتك .واذا لم تتعامل معه جيداً وبحذر ويقظة للحفاظ علي وطنك قوياً عصياً فستدفع الثمن غالياً . 
 


وما اوضحناه هنا صورة مبسطه لموقف بالغ التعقيد والحسابات ولك الأن ان تتخيل ان قيادة البلاد ليست بالشئ الهين فهي تدرك كل ذلك وأكثر  وتتحمل من قلق وتفكير وتدبير وحساب للمواقف والتحركات ما يفوق قدرات البشر . 

 

وقد يكون الصبر اكثر مرارة من الحرب 
ولكن اذا تسرعت فقد تفقد كل شئ وهو ما يخطط له وينتظره الجالسين على لوحه الشطرنج. 

 

لا سبيل الا الوحدة والتماسك والصلابه والصبر حتي علي الجوع لو لزم الأمر .وأعلم انك في اي موقع ستكون جندي في هذه المعركة . فهو الوطن ياساده ولا شئ بعده .  

ولا تكن علي قلق سيتم استخدام كل الاوراق المتاحة، فلدينا من اللاجئين منهم بالملايين قد لا نجد لنا طاقة بعد اليوم لأستقبالهم وهناك الملايين علي الأبواب حالياً فليذهبوا الي محركي قطع الشطرنج وهم ينعمون بالمال الوفير ويتباهون بحضارة بلدانهم والضغط علينا وليتحملو هم عبء تشريد شعب السودان عنا لنرى قدرات دولهم الحقيقية وليري الجميع معني كلمة( دوله) بصدق مع عظيم الأمتنان من جانبنا . 

 

 ولا تثريب علينا في ذلك فالجميع له الحق بأستخدام كافه القطع المتاحه لتجعل من  يلعب امامك يتراجع . 

لدينا الكثير الأخر من من الخيارات بلا شك وقد لا نعلم نحن المواطنين عنها . 
 
فقط اتركو القيادات تعمل في هدوء  . وليؤدي كلا منا عمله وواجبه  في موقعه ولا سيما لو اتبع ذلك بمزيد من الترشيد في كل شئ  فهذا هو دوركم في تلك المعركه . وهو دور حيوي وفاعل ومطلوب . 

دورك هو السند الحقيقي لنا وللدوله وعندها ستكون انت الجندي القوي و المفاجأه التي لن يدركها او يشعر به لاعب الشطرنج علي الجهه الأخري من الطاوله. 

مصر باقيه قويه بكم عنيده عصيه  علي كل المؤمرات لم ولن تتزلق الا اي فوضي هم راغبين فيها لنا.   
لا تقلقو  فقط كانو يقظين، حذرين ، عاملين،  مؤمنين ، بحفظ الله لبلدنا مهما كانت المصاعب والأزمات . 

متعكم الله بنعمه  الامن والاستقرار . 

والسلام ...

#سقراط #حكاوي_علام

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟