للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

في قضية سفه البدلات وبدل الوجبات وزيادة المرتبات..العمرة العقلية أهم من الفنية.

في قضية سفه البدلات وبدل الوجبات وزيادة المرتبات..العمرة العقلية أهم من الفنية.

الكاتب : عثمان علام |

02:24 am 21/07/2017

| رأي

| 2271


أقرأ أيضا: Test


د-أحمد هندي:

العمرة الفنية هى عملية الإحلال والتجديد والصيانة السنوية للمعدات والآلات ،إلا أنه لا توجد العمرة العقلية للقيادات المسئولة عن تسيير الأعمال وإدارتها.


فمازالت المفاهيم الموروثة من الدولة العميقة هى الحاكمة ولا سبيل لأصلاحها ،لذلك تزداد جرائم المال العام الرشوة والإهمال والإسراف فى النفقات ،وغيرها من الوقائع المتكررة !! 

وعندما يتم الكشف عن الأخطاء التى يرتكبها القيادات المسئولة و التى تكشف عن الفساد الصارخ ، وبدلاً من أن يلوموا أنفسهم ، يرفضون فى جميع الأحيان التسليم بخطئهم ،ويعلقون اخطاءهم على شماعة وحيدة ،أن من كشف الخطأ والفساد خصم وعدو للمسئول أو عدو للوطن ، فلابد لكل فاسد من شماعة يعلق عليها فساده حتى يكون خارج نطاق المسئولية والرقابة !! 


وللأسف الشديد أن المتهم الفاسد هو من يقوم بالرد على فساده من خلال التقارير والمراسلات المضروبة ،التى تبعث الطمأنينة وعدم الإزعاج فى قلب المسئول عن المحاسبة ،وهى بعيدة كل البعد عن الحقيقة !!! 

ولأن الحال كذلك يكون رد الفعل على كشف الفساد زيادة السلطات الاستثنائية والمزايا للمسئول الذى أستطاع أن يسوق الأكاذيب واقتنع بها المسئول الأول.

هناك مفهوم راسخ وهو المعيار الأول والأخير للأختيار فى المناصب القيادية ،أن التفاضل بين البشر يقوم على معيار واحد معلوم للجميع ،هو المحسوبية والشللية ،يتم تقديم الأصحاب والأصدقاء وأعضاء الشلة على من عداهم من العاملين ،ليصبح هؤلاء هم أهل الثقة دون سواهم !! 

فالمناصب القيادية التنفيذية أصبحت مغنما لصاحبها ، يزاولها وكأنها متاع شخصى ينعم به ،وهناك مقولة يتم ترويجها أن كل ما هو حسن يأتى من المسئول ،وكل ما هو سيئ يأتى من المعاونين على الرغم أنهم من اختيار المسئول عن المكان !!! 

فأحد الأمور الجوهرية الكاشفة لأى مسئول المجموعة المحيطة به ، فإذا كانوا على درجة من السوء فإن ذلك ينعكس على المسئول ذاته فى عدم كفاءته فى اختيار المجموعة المحيطة به، لتكون المحصلة النهائية ،أن المحيطين لأى مسئول ، شلة من عديمى الضمير والوازع الدينى ، يظهرون فى صورة المتسلطين ، فقد جمعهم بسلطات منصبه التى هى الأداة فى قضاء شهواته ، فأصبح الأمر مثل المرض شديد العدوى ، فأصبح مركز القرار تنبثق الجراثيم منه بشدة فى كل إتجاه ،فتلوث مع الزمن عدد كبير ، وأى تعديل فى المناصب القيادية ،أن المسئول مصيرة إلى شلة فاسدة تسيطر عليه وتجعل منه دمية يتم التلاعب بها بسهولة ويسر !!! 

واذا أردت أن تكشف شخصية أى مسئول فى أى منصب أنظر إلى حجابه الذين يمنعون الوصول إليه ،فتجد قيادات لا تعرف التواصل حتى أن الكثير من القيادات المسئولة لديهم قناعة أن طبيعة عملهم تستدعى الأحتجاب وعدم التواصل مع الجميع ، والنماذج كثيرة لمثل هؤلاء !! 

إن أى إنسان يوضع على رأس جماعة أو هيئة ولا يبحث إلا عن خدمة مصالحه الشخصية ليس بمسئول، وإن أى إنسان يقبل قيادة ما ويفكر فى ذاته أكثر من تفكيره فى مسئولياته ليس بمسئول وإن أى إنسان أراد القدر له أن يقود مجموعة من الرجال فينساق مع الغضب أو الحقد ، أو ينساق مع المحسوبيه أو محاباة الأقارب ليس بمسئول !! 

الجبن يبعثه فى النفوس الخوف الذى هو من عمل الجهال ، فالخوف من الفقر يدعو إلى تفشى الرشاوى والعمولات والاختلاس وجمع الأموال بغير حق ،والخوف من زوال المنصب يدعو إلى الضعف والتملق والمداهنة للحفاظ على المقعد !!! 

وكما يتم عمل عمرات الآلات والمعدات ،يجب أن يكون هناك عمرة عقلية لمفاهيم الفساد الراسخ ،فعلى سبيل المثال ،يتم عمل حصر للقيادات التى ذهبت إلى المصايف وانفقت الملايين من المال العام ،والقيادات التى تم اتهامها فى جرائم الرشوة والفساد لإعادة المسار بعيدا عن منظومة الفساد المتكامل !!!

مسئول يأكل وجبات غذائية ٢٠ ألف جنيه شهرياً ومازال فى موقع المسئولية ،مسئول يحصل على بدلات بدون وجه حق ،مسئول يمرر زيادة لراتبه ،مسئول يصرف مكافآت للشلة المحيطة به ،وفى النهاية لا مجال للأصلاح لأن عمرة الموارد البشرية غير معروفة !! 

والنتيجة الطبيعية سوء الأحوال والأداء ،والجميع يدور في فلك أنها عزب تم توزيعها على أهل الثقة ،فأصبح من النادر والقليل وجود قيادة تعرف معنى العمل والشرف !!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟