للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

فوانيس علام…سوميد - بوابة الفكر الاستراتيجي للسيسي والملا

فوانيس علام…سوميد - بوابة الفكر الاستراتيجي للسيسي والملا

الكاتب : سقراط |

02:16 pm 20/04/2023

| رأي

| 1388


أقرأ أيضا: Test

فوانيس علام…سوميد - بوابة الفكر الاستراتيجي للسيسي والملا 

 

حلقات يكتبها: سقراط (29)

يخطئ من يتصور انه يمكنه ان يعيش منفرداً في هذا العالم . فمصالح الدول والمجتمعات تداخلت وتشابكت بالتطور الهائل في وسائل الأتصالات والمواصلات . 


واصبح الفكر الأستراتيجي البعيد المدي هو سيد الموقف . وهو من يحدد خطوات النجاح والفشل لأي دولة او مجتمع. و التكامل بين الدول المتجاوره لم يعد ترفاً ولا منحة من احد لأحد . 

كان ظهور (سوميد) للوجود هو نتاج طبيعي لهذا الفكر والتحول إلى النظرة الأستراتيجية في التعامل مع متغيرات العالم الأقتصادية والسياسية. وضرورة التكامل الحتمي بين الاقطار العربية فلا سبيل غيره ليظلوا على خريطة العالم. 

 

فبعد حرب اكتوبر ٧٣ وخروج عملاق النفط من مكمنه معلناً عن اهميته لكافة دول العالم . راجت تجارة النفط وزاد انتاجه فالمكاسب هائلة والطلب متسارع ومتنامي . واصبحت الدول العربية النفطية هي محط انظار العالم وأهتمامه.وكانت عملية التصدير لدول اوروبا وأمريكا تأخذ الكثير من الوقت . ولا طاقة لتلك الدول علي الأنتظار . 

وعندما تعلم ان تدابير الله في كونه لا نهاية لها ولا حدود فقد منح الله هذا البلد الموقع الفريد والأستراتيجي ولم يرزقنا ثروة نفطية هائلة كتلك التي حولنا . فمن علينا الله أن منحنا موقعاً هاماً وحلقة وصل لعبور تلك الثروات من حولنا الي الخارج. فلا قيمة لثروة مهما كان حجمها بدون استغلالها وتحقيق الكسب منها . 


وبدأ التفكير التكامليي يبدو كويسله وحيدة لاستغلال كافة الامكانيات التي تسرع بعملية شحن النفط العربي إلى الدول الغربية في الجهة الأخرى من العالم. 

 

كانت قناة السويس في ذلك الوقت لا تفي بأحتياجات المرور لناقلات البترول العملاقة ، كانت هذه الناقلات تدور حول افريقيا كلها .وهنا بدأ التفكير في نقل الخام العربي من سواحل البحر الأحمر والخليج العربي إلى سواحل المتوسط حيث بوابة الأبحار للعالم الغربي دون المرور بقناه السويس. 

ولم تتوانى هذه الدول عن تنفيذ هذا المشروع الجبار الذي يربط ميناء العين السخنة على سواحل البحر الأحمر الي ميناء سيدي كرير على سواحل المتوسط عبر أنابيب ضخمه يصل طولها إلى اكثر من ٣٠٠ كيلومتر تعبر التضاريس الصعبة وتمر تحت نهر النيل لتصل إلى وجهتها المنشوده على سواحل المتوسط . 

 

مشروع جبار له ابعاد استراتيجية بالغة الخطورة والدقة ويحقق تكاملاً عربياً بل لتقل حلفاً عربياً يتحكم في نقل النفط العربي الي الخارج. 
كان ذلك يمثل التكامل في ابهي صوره وهذا هو الفكر الذي يمثل بعداً سياسياً واقتصادياً ذا تأثير هائل وتقع مصر بكل امكانياتها في واسطة العقد منه. 


التكلفة كانت هائلة ولكن العوائد كانت اكبر . فالشركة بلغ رأس مالها اكثر من ٤٠٠ مليون دولار وتمتلك العديد من الموانئ ومحطات التدفيع الهائلة وبكل مايشمله هذا المشروع الجبار من تفاصيل فنية بالغة التعقيد .فهناك انظمة التحكم عن بعد والبرامج الرقمية لمراقبة الخطوط والتدفقات وكذلك محطات مراقبة الضغوط وظروف التشغيل المختلفة. 


رحلة سفر طويلة تقطعها ملايين البراميل من الزيت الخام يومياً لتصل من مواقع انتاجها بالخليج العربي  وحتى شحنها بالناقلات العملاقة في موانئ البحر المتوسط . وتقود مصر هذا النظام الكبير قيادة الربان لسفينة هائلة الحجم تحوي اقتصاداً  ومسئولية تجارة ذات قيمة مادية ضخمة. 

ظهرت اثار هذا المشروع سريعاً واصبحت (سوميد) منذ انشاؤها عام ١٩٧٤ شركة من شركات قطاع البترول ذات الشأن .فهي تمثل البعد الاستراتيجي والنشاط الدولي لقطاع البترول  .

 

وحازت (سوميد) علي ثقة مساهميها العرب وازدادت ثقتهم بما يوليه قطاع البترول لهذه الشركة من أهتمام . فكانت قيادتها بقدر  مسئولية الحدث واصبح اختيار رئيسها بأهمية ومعايير  اختيار رئيس هيئة البترول ذاته . بل ان بعض رؤساء الهيئة قد تولوا منصب رئاستها مثل المهندس عبد العليم طه . فرئاسة مثل هذه الشركة هي مسئولية كبيرة وضخمة ايضاً. 


ومع تطور قناة السويس زادت الأهمية الاستراتيجية لخطوط سوميد وبدأت في استقبال حمولات ناقلات البترول العملاقة ، ولم تكتف سوميد بذلك ولكن استمدت الدعم والرغبة في التطوير من القيادة السياسية ووزير البترول فأتاح لها فترة عمر اضافية لمدة ٢٧ عاماً لتستمر قائمة على العمل والتحديث وتطورت ارصفتها البحرية لتستقبل المنتجات البترولية الثقيلة مثل المازوت والخفيفة مثل البوتاجاز واصبحت نقطة عبور وتوزيع استراتيجيه هامه تعكس الفكر المتطور للتحديث مع متغيرات الزمن وضرورة التكامل التجاري لتعم الفائدة على كل اطراف منظومة العمل والمشروع . 


هو مشروع هائل بلا جدال و يقوم عليه قيادات وفنيين من الطراز الأول فهو مرتبط بأستثمارات ضخمة ويقع من الأهمية بمكان في مفردات الأمن القومي للبلاد ومصالح الدول المشاركة فيه. 


ونحن علي يقين بأن المتخصصين والقراء على علم بهذه الأهميه واكتر عن التفاصيل الفنية لها من خلال كل المعلومات والبيانات المتاحة عنها في كثير من المواقع الاليكترونية. 


ولكن نظرتنا لهذا المشروع تأتي من رغبتنا في تسليط الضوء على هذا الصرح الهام من منظور مختلف عما هو معتاد . وسيكون مفاجاءة للجميع. 

اننا نؤمن بأن (سوميد) قد اصبحت مرآك ومثالاً لمشاريع استراتيجية اخري تجري الأن بالبلاد اخذت من مقومات مشروع (سوميد) وفلسفته ونتائجه الجبارة عبر السنين الخطوات الأولى في دراسة تلك المشاريع الجديدة وتنفيذها . 


فتأتي استراتجية القيادة السياسية بربط موانئ السخنة بموانئ البحر المتوسط وميناء الحمرا البترولي بخط القطار الحديث الذي سيغير ملامح مصر كلها من شرقها إلى غربها  وتظهر الفلسفة الاقتصادية و نهج اهمية انشاء خطوط(سوميد) واضحة في هذا المشروع الجديد ،والمفاجاءة هنا في قدر التطابق بين المشروعين. 
فالفكر الأستراتيجي له يكاد يكون متطابق و يضيف ابعاد أخرى سياسية واقتصادية وعسكرية هامة في عموم البلاد. 


فعندما تدرك ان العالم من حولك يتغير لتحقيق مصالحه وتحجيم اهمية قناة السويس وايجاد البدائل لها ، وتختمر هذه الفكرة في ذهن الدول المحيطة بنا منذ زمن بعيد  فلعلك تدرك عمق الفكر المستقبلي الذي تنتهجه القيادة السياسية لتكون اسرع من تلك المتغيرات او اذا شئت المؤمرات على مقدرات هذا البلد . 


وأذا كنا نؤمن على اي حال بأن الحروب الأقتصادية هي حروب خفيه تعلوها الأبتسامات وتخفي الكثير من المصالح والتوجهات بل والنصال  وراء الظهور فأن علينا ان نكون مستعدين لها بالفكر والمنهج الذي يفسد تلك المؤمرات وبنفس ذات الأبتسامه . 


فكان التفكير والبدء في أنشاء سكه حديد هذا القطار ليربط مصر من الناحية الشرقية لها ويبتعد تماما عن تكدس الدلتا ويربط موانئ مصر الشرقية بموانيها الغربية ويربط محافظات الصعيد مع القاهرة بعيدا عن زحام المسار الزراعي .هذا المشروع سيكون حدثاً فريداً ومشروعاً عملاقاً في مصر وضربة موجعة لمؤمرات الأستغناء عن قناة السويس . 

ولكن الحياة والتحديات ليست بهذه السهولة فالقوى المحيطة بك تدرك انك وجهت لها سهم نافذ فتلجأ إلى كافة السبل لتقف امام تنفيذه بدعوي  تكلفته العالية و حرصها علي الأقتصاد لأنها علي يقين بأن المشروع سيكون اسبق من تنفيذ تلك المشاريع التأمريه ويقطع عليها الطريق بحيث تصبح عديمه الجدوي في حالة تشغيله ليكون هذا القطار معبراً للركاب والتجارة. 


و تعالج القيادة السياسية هذه الظروف والتحديات بهدوء اعصاب وخطوات هادئه لتحقيق ما تخطط له وكل هذا يصيب بعض الأصدقاء قبل الأعداء بالحنق والغيظ ومحاوله وقف مثل هذه المشاريع في مصر . 


ولكنها مصر في عهد السيسي الذي  لايألو جهداً وفكراً في حفظ التوازنات في العلاقات الدولية وينفذ خططه في نفس الوقت .وليموت كل كاره بغيظه فنحن مصممون والمصرين قوماً جبارون. 


وعلي نفس المنهج بدأ  (الملا ) بالعمل علي نفس الفكر الأستراتيجي بعيد المدى وقام عليه بنفس الهدوء والتصميم بأن يجعل من كافة منشاءت مصر البترولية وإمكانياتها وقدراتها الانتاجية والفنية مركزاً استراتيجياً لتدوال الطاقة الاقليمية والعالمية. 

الفكر والتوجه واضح في عنوانه و الصيغة الأنشائية له. انه مشروع متكامل يتخذ من نفس عناصر انشاء وطريقة عمل (سوميد) طريقاً للتفكير  والتنفيذ فأستقبال الخامات والغاز  من هنا وهناك وتدوال الخام والغاز في محطاتنا ومعاملنا وموانينا ليست بالسهولة التي تتخيلونها .انما هي دراسات ومشاورات ومناقشات مرهقه ثم اتفاقيات وعقود ملزمه . 


طريق طويل من العمل بدأه (الملا) بجساره تحسب له مدعوماً بثقه القيادة السياسية في قدرته على قيادة سفينة القطاع وقدرته على تنفيذ هذا المخطط الهائل . 

وخلال سنوات اصبحت النتائج واقعاً ملموساً يردده الرئيس نفسه في العديد من المناسبات بعد ان اصبح علي قناعه بحقيقة التنفيذ والعوائد وانها باتت واقعاً فعلياً على الأرض وتساند بقوة خزينة الدولة وأمنها القومي . 


هذا هو الفكر التكاملي الأستراتيجي الذي وهبته (سوميد) لهذا البلد وقياداته فكانت لهم منارة وعلامه للأسترشاد بها في مشاريع اخرى لا تقل في أهميتها عن (سوميد) ذاتها .  

اعطت سوميد الكثير لمصر وسدت جزء لا يستهان به من احتياجاتها البتروليه . وصارت جزء عامل نشط في كيان قطاع البترول . ونحن علي ثقه بأن مانعيشه من أمان في تدبير احتياجاتنا من المواد البترولية هو نتيجة لمنظومة عمل كامله لقطاع البترول من انتاج وتكرير ومنتجات ومشتقات وغاز وعمليات تصدير واستيراد وتخزين وشحن . وأن كافة انشطه سوميد هي جزء  فاعل لا يستهان به في تلك المنظومه. 


ومن السهولة ان تعلم عن سوميد ارقام وحقائق بل ومعلومات فكلها متاحة للجميع علي المواقع المختلفه وكلها تعلن عن حجمها وماتقدمه من خدمات ذات شأن دولي ومحلي . 
ولكن نظرتنا الي (سوميد) في هذا المقال كانت مختلفه عن سرد المعلومات والبيانات والاحصاءات عنها. نظرتنا الى سوميد كانت الفكر والفلسفة في اهمية المشاريع الأستراتيجية العظمى التي تدوم وتقدم خدماتها ويظهر تأثيرها لعشرات السنين . فهذا هو المستقبل لهذا البلد وابناؤه الذين يزيدون بالملايين كل عام . 

الفكر الصحيح للقيادة هو الفكر الذي يتخطى النظرة القاصرة للأمور وينظر الى ما هو ابعد وفي مستقبل الأجيال المتتابعه والتي تشب عن الطوق عاماً بعد اخر. ولنا ان نعي جيداً ان (سوميد) كمشروع استراتيجي يبلغ عمره اكثر من اربعين عاماً مازال عند نفس الأهميه بل اكثر بكثير مماكان عليه وقت انشاؤه وهو مايحب علينا ان نوضحه لأولادنا واحفادنا وكل من لا يفهم اهمية المشاريع الأستراتيجيه الممتدة عبر الزمن لخدمة اجيال بعد اخرى مهما كانت تكلفتها . 

تحيه لقائد المسيرة الرئيس السيسي الذي يواجه كماً هائلاً من الضغوط والمؤمرات لأثنائه عن تحقيق حلمه و نظرته البعيدة لمصر المستقبل . ومحاولات ضرب الفكر القومي والأستراتيجي الذي يتبناه .فهو على يقين بأن مصر هي التي ستظل والجميع راحلون . الرجل يحمل مالا  طاقه لبشر  على حمله ولكنه مازال صامداً وهادئاً وهو مايثير غيظ الاصدقاء قبل الأعداء . الرجل حدد وجهته وهي (مستقبل بلده واجيالها القادمه) ولن تثنيه عن ذلك  اية ظروف او عقبات عن تحقيقها.

وتحة مستحقه لوزيره (طارق الملا) الذي انتهج نفس الفكر الاستراتيجي لقائد المسيره وقام عليه في قطاع البترول ونري له نتائج فعليه تحققت وانضبط الميزان التجاري للقطاع وانتظمت دقات العمل به وتكاملت الانشطه والخدمات بعضها ببعض فوصلتنا نتائج كل ذلك  ظاهره وملموسه لنا نحن المواطنين بتأمين كافه احتياجاتنا من المنتجات البتروليه بلا زحام ولا طوابير كالعديد من الدول . ومازالت اسعارها في متناول اليد ونري البيوت عامرة بالغاز والكهرباء .كل هذا وراءه عمل شاق مضن يقوم عليه هذا الوزير . والذي يتعرض لمثل ما يتعرض له القائد من  مؤمرات واتهامات مدعي ومراهقي الأعلام الذين يستقون سمومهم وأشاعاتهم من بعض المنبوذين بالقطاع و الذين هم في الاصل على عدم دراية بالحقائق والارقام وجهل بكل قواعد العمل الثابتة بالقطاع في محاولات يائسه لبث اجواء عدم الثقه في كل مكان جاد للعمل في هذه البلاد .

ولكن لاريب بأن الدنيا تحتمل انجازات الجادين كما تحتمل غثاء التافهين فلا بأس . فكلاً يعرف قدره والناس قادره علي التفرقه بين الغث والسمين . 

وتحية الي رئيس شركة سوميد المهندس محمد عبد الحافظ ابن بتروجت النابه الذي قاد مسيرة التطور بالشركة وحافظ على تقدمها وريادتها لتكون علامة على طريق التكامل العربي وزيادة نشاطها الحيوي الفاعل حتى اصبحت من اعمدة الأمن القومي للبلاد .ونال ثقة كافه المساهمين بها و تولدت عندهم الثقه في من هو قائم على المحافظه علي استثمارتهم ومنتجاتهم حتي تصل الي وجهتها المنشوده .

وتحيه لكل اصحاب الفكر والجهد والعمل في هذا البلد فهذا هو الحصن العتيد الداعم للحفاظ على مقدرات هذا الوطن ليظل مرفوع الرايات لابناؤنا واجيالنا القادمه.

كل عام وانتم بخير ورمضان كريم . 

#سقراط #حكاوي_علام

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟