للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

فوانيس علام…خالدة وقياداتها ورجالها..شعلة البترول المضيئة

فوانيس علام…خالدة وقياداتها ورجالها..شعلة البترول المضيئة

الكاتب : سقراط |

01:36 pm 18/04/2023

| رأي

| 2743


أقرأ أيضا: Test

فوانيس علام…خالدة وقياداتها ورجالها..شعلة البترول المضيئة


حلقات يكتبها: سقراط (25)

اذا كنت من العاملين بالبترول فأنت لست بحاجة لتعريفك ب (خالده) . واذاكنت من رواد الساحل حتى مطروح فسوف تلحظ منشأتها الضخمة كمصانع وتجمعات ضخمه للعمل . اما اذا كنت من هواة السفاري او من بدو الصحراء فستبدو لك شعلات النار وهي تضئ ليالي وفيافي الصحراء المظلمة ولسوف تهتدي بها الو طريقك. 

لم تعد خالدة مجرد شركة بترول تعمل في الصحراء ولكنها اصبحت مجتمعاً متكاملاً للحياة والعمل . اصبحت درة الصحراء بلا منازع وتنوعت وتعددت مناطقها لتغطي مساحات شاسعة من ارض مصر العامره بالخير وحتى الحدود الليبية. 

بدأت خالده كحلم استكشافي بعيد المنال . فالصحراء الغربية لم تبح بأسرارها بسهولة وكانت عصية على اعتى الشركات العالمية المتخصصه. انفقت فيها الملايين من الدولارات للبحث والتنقيب ولكن يبدو ان الوقت لم يكن قد حان بعد لكشف الكنز الكبير . 

كان إيمان قيادات القطاع بقدرة وامكانيات الصحراء الغربية وان طبقاتها الجيولوجية تحمل من الخير الكثير ثابتاً لا يتزعزع . ولكنها شاسعه المساحة صعبة الأجواء والتضاريس بعيده عن العمران تحوطها الالغام الغادرة في كل مكان من اثار معارك الحرب العالمية الثانيه. كل الظروف تؤدي الي تضاؤل الأمل وصعوبة المواجهه ألا عند رجال خالده وقيادتها ومن عاصروا نشأتها الاولي بحقل السلام. 

عندما كان انتاجها يتدفق على استحياء من بعض الحقول الرئيسيه مثل السلام وحقل خالده وحقل توت وتوت غرب وكان لا يتحاوز بضعة الاف قلي من براميل الزيت الخام. 
يسير الزمن بالشركه وهي تناضل في تلك الأجواء الصعبه ويأتي الشريك تلو الشريك فكانت ربسول الاسبانية حتى اباتشي الامريكية . 

وهنا كانت البداية الحقيقيه . فالخبرة الامريكية لا تعترف الا بمواجهه الصعاب وحب المغامره والأستكشاف والأنفاق السخي علي العمليات وتسهيلات الأنتاج. ودارت عجلة التنمية الحقيقية لتلك الشركة حتي أصبحت في سباق مع عجلة الحياة . 
فتعاظم النشاط ورفع من سقف الانتاج بلا جدال ولكنه ايضا رفع سقف المفاجأت ومن ثم التطلعات . 

كان غزواً بالخير للصحراء الغربية علي اتساعها ووصل رجال خالده إلى جميع المناطق ذات التضاريس المستحيلة وأكتشفت الحقول الواحد تلو الأخر فعلى الطريق كان حقل طارق وشمس وقمر وكهرمان وجنوب ام بركه وكلابشه علي الحدود الليبيه . حتي وصلو الى درة العقد بأكتشاف  حقل (القصر ) الغازي الضخم الذي غير موازيين العمل واقتصادياته بالصحراء الغربية عموماً . 
وظهرت نظريات جديده تبتعد تماما عن المألوف وأدخلت خالده البلاد الى عهد الأنتاج من الطبقات العميقة المنتجه للغاز . 


لم يكن الماضي بأدواته وتقنياته بقادر علي الوصول الي تلك الأعماق التي تتجاوز اربعه الاف متر تحت سطح الأرض وهو عمق مخيف يتطلب  تكنولوجيا ذات مواصفات خاصه واستثمارات بالملايين . 

ودخلت مصر كلها الي هذا المنعطف التاريخي في أنتاج الغاز من الصحراء الغربية لأول مرة بريادة (خالده) بلا منازع . 

ازدادت وتيرة العمل وزاد نشاط التنميه الي درجاته القصوي وتضاعفت انتاجيات الحقول قديمها  بل وحديثها الو عده مرات من انتاجها المعتاد . عمرت مناطق خالده بعشرات الأبار وازداد وهج شعلات الغاز حتي باتت الصحراء مضيئة وكأنها اضواء المناطق السكنيه . 

انتعشت اسواق كافة الخدمات والتوريدات وتسارعات شركات الخدمات في تقديم كل ماهو جديد لتلك الشركة التي اضحت عملاقه. الكل ادار بوصلة اتجاهه الى محطه السلام وقد اصبحت مركزاً استراتيجياً وبؤره النشاط ولما لا فهي العامره بالعمل والأبار المنتجة من كل نوع  وحجم انتاج كبير تتطلب الكثير من الخدمات والاحتياجات ايضاً . 

 
تنطلق منها اساطيل السيارات والمعدات في حركة دائبة على الطرق وجهتها الرئيسية اي من حقول خالده المتعددة التي احالت مناطقها لخلايا نحل دائبة الحركة .

 ومع كل هذا تجد الانضباط والجديه والحزم مرسوم على الوجوه فالجميع يتعامل مع كيان عظيم وهائل لا مكان فيه لتراخي او أهمال . 

وكان رجال خالده عند حسن الظن بهم . وقاموا بالمهمة خير قيام وتفانو في عملهم كلا في موقعه لا فرق بين قيادة وعامل ، مهندس وأداري ولا بين ابناء خالده وكافه العاملين بها من خارجها . 

الكل يعمل في حدود مسئولياته والمهمة المنوط بها .و كانت خالده باب سعد للكثير والكثير من البيوت المصرية المتوسطه الطامحه في فضل الله ورزقه في عمل مناسب لأبناؤها ، فكان باب خالده مفتوحاً للآلاف منهم فالنشاط كبير ويتعاظم والحاجه الى المهندسين والفنيين ومختلف التخصصات الأخرى ايضاً مطلوب . فأينما يوجد العمل يوجد الخير والرزق. 


ولم يتوان ابناء خالده عن النهوض بها والمحافظة عليها وعلى انتاجها فلا نوم ولا راحة وانت تري مهندسي  وفنيين وعمال الليل يتنقلون من موقع حفر لأخر بعد ان وصلت اعداد اجهزة الحفر والأصلاح الى اكثر من خمسين جهازا عاملا تهدر بالعمل الجبار كلها في وقت واحد ليلاً ونهاراً وعلى مدار العام بأيامه الكامله بلا كلل او ملل في ظاهرة غير مسبوقة في شركات قطاع البترول المصري.  


وتدخل اعمال ونشاط محطات الأنتاج علي نفس الوتيرة بالعمل فيها من محطة لأخرى ومن ثم تأتي المشروعات في معيتهم ويتسابق الجميع في التواجد والعمل من مشروع لأخر الجميع يكدح بجد وحزم  الي العمل وتتساقط قطرات العرق من جباة الرجال ويتساقط ايضاً شهداء برره من ابناء كتائب خالده العاملة فداءاً في سبيل الله والعمل الذي كلف به . فكتبت اسماؤهم بأحرف من نور في سجلات الشرف والكرامة . فما اعظم من ان تموت شهيداً في سبيل وطنك وعملك والبحث عن رزقك فكان شهداء العمل والواجب من رجال خالده البواسل في المقدمة وهم يؤدون واجبهم في حقول العمل و الشرف فنالوا رضا ربهم والناس . 

واتجهت خالده بعد تحقيق هذه الانجازات الي استثمار نتائج التنميه المبهره بمناطقها المختلفة في الأستحواذ علي بعض الحقول التابعه لشركات اخري . وكانت تلك الحقول متواضعه الانتاج . فما هي الا سنوات قليله واحيلت تلك الحقول الى مناطق غزيرة الانتاج والامكانيات واكتشف فيها أحتياطيات جديدة كانت مغموره عن الأنظار اظهرتها العيون الخبيرة والتقنيات الحديثه.فخالده لا تعترف الا بتحقيق المستحيل .

كان نظام العمل في خالده من الأنظمه الفريده بين الشركات المشتركة في عموم مصر . فلا تجد فيها مدرسة واحدة في العمل وانما  خبرات متعددة من مدارس مختلفة  انتقلوا اليها من شركات اخري . 

فتجد تنوع في الخبرات والمدارس الفنيه يصعب ان تجده في شركه اخري . فقد استقبلت خالده خبرات عظيمة من الهيئة وجابكو وسوكو والشركة العامة ، فكانت محفلاً للخبرات وأسهموا بشكل كبير في التعامل مع متغيرات العمل بتلك الشركة من عام لأخر فوتيرة العمل بتلك الشركة لا تسمح حتى بأستمرار العمل الروتيني المعتاد علي نهج  واحد بل يمكنه ان يتغير تبعاً لمتغيرات الانتاج والعمليات المتلاحقه . 
 
و كمثلها من الشركات العتيدة تقلد قيادة خالده العديد من قامات من قطاع البترول ، فمن الدكتور مصطفي شعراوي الى ماجد عبد الحليم واسماعيل محجوب وعبدالله غراب وسيد سالم واسامه البقلي وسمير عبادي وسعيد عبدالمنعم وغيرهم . 
بذلوا من الجهد والعمل الكثير والكثير 
حتي اصبحت خالده كتلك التي نراها  الأن. 

وبرعت قياده قطاع البترول ممثلة في المهندس (طارق الملا) في اتخاذ القرارات الجريئه التي تدفع بعجله الانتاج الي الامام متخطياً حواجز البيروقراطية ودوره المستندات طويله الأمد . 

فأنجز عملية ضم شركة قارون الى شقيقتها الكبري خالده ليتيح سرعه الاستثمار وتوحيد جهة العمل وضخ دماء جديدة في الادارات المختلفه بتبادل المواقع بين العاملين في الشركتين لتحقيق هدفاً رئيسيا هو تعظيم الانتاج اياً كانت شركاته وهياكله الادارية وتعاظم الكيان الجديد بعملية الضم وسرت روح جديده في كافه الحقول التابعه لكل منهم بعد اصبحت الاداره واحده وحشدت كل الامكانيات المتاحه بكافه المواقع لخدمة بعضها البعض. 
وهي سياسة جديدة انتهجها (الملا)  ويقوم علي تنفيذها وكلاؤه في الوزارة  للبترول والاستكشاف بحماس وجديه منقطعه النظير وبدأت في تحقيق ثمار جيده وارتفع انتاج العديد من الشركات بعد تطبيق هذه السياسة و لا يزال الكثيرون منها في دور العمل والتنسيق ولم تظهر ثماره بعد . 


ولم يغادر (الملا) قرارته الجريئه الفاعله فأوكل قياده هذا الصرح العملاق لأحد ابناؤها وهو المهندس (سعيد عبد المنعم) وكان تقلده لقيادة هذه الشركه هو تعبير عن  سياسته في التغيير والتطوير وتكليف القياده لمن عمل بيده وجهده في المكان المكلف به فيكون ادرى الناس بشعاب العمل وتفاصيله . 

فلم يكن الملا من مدرسة تقلد المناصب للوجاهه او التكريم وأنما  المنصب لأداره العمل وليس دونه شئ اخر . فكان سعيد عبد المنعم انسب من يضطلع بتلك المسئولية الجسيمة. 

و نتوجه في النهاية الي شبابنا ورجالنا الصامدين في كافه حقول تلك الشركه العتيده…حافظو علي شعلة خالده مضيئه في الافاق فأن تلك الشعله التي تزين اعلام قطاع البترول وشركتكم ايضاً تتباهي وتستمد قوتها من شعله الانتاج الذي تقومون عليه ويسطع في قلب الصحراء منيراً ظلمه الليل انتظاراً لصباح متجدد يحمل  امل جديد  كل يوم لحياة افضل وتبقى  رايات قطاع البترول وشركاته عالية مرفره في السماء . 


وأعلموا ان عملكم هو عهد و أمانه حملتها  مصر لكم  لتبقي مرفوعه الرأس لا تأكل الا من كد و عرق وجهاد ابناؤها  المكافحين الشرفاء في كل موقع وفي كل مكان علي ارضها . 
وسيظل انتاجكم أماناً لنا وهو يصلنا في كل مصنع ومنزل وسياره و شاهداً  علي ما تبذلونه من جهد وعزيمه لا حدود لهما . 

وفقكم الله وأيد خطواتكم بالنصر علي كل المشاكل والتحديات وظننا فيكم دائما لعمري  بأنكم انتم الغالبون . 

كل عام وانتم بخير ورمضان كريم . 

#سقراط #حكاوي_علام

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟