الكاتب : سقراط |
01:14 pm 15/04/2023
| رأي
| 1000
فوانيس علام…أجراس القيامة .. وأنوار السماء
حلقات يكتبها: سقراط (23)
تهل المناسبات تباعاً لتعلن بدء ايام أعياد الفرح والسعاده على كل المصريين مسيحي ومسلم .
صلوات هنا وهناك تعلوها البهجه والأمل في مقتبل الأيام. فكلاهما صائماً محتسباً صابراً راجياً رحمه ربه متضرعاً ان يعينه ويضئ له طريقه وان يعفو ويغفر عما يكون قد اقترفه من سيئات ظاهرها وباطنها.
هذه الأديان الجميله بشاره الله لخلقه
تلك التي اعتنقها الناس وأمنو بها كانت ومازالت تمثل درعاً وحصناً ضد كل مستحدثات الدنيا وأفكارها الماديه والعلمانيه الفجه وبها اصبحت غابة مصالح جامده قست فيها القلوب وتحجرت فيها العقول .
عندما تجلس مع نفسك تحدثها كنت مسيحياً او مسلماً تجد انه لا أختلاف ولا فرقه بين كل الأديان فكلها طرقاً وسبلاً لرحله السماء. تجد ان الهدف واحد هو عباده الله الواحد وتنفيذ أوامره وطاعاته.
فيبدأ المسلمين بأسم الله الواحد وينطق بها المسيحين في كل صور الله الاله الواحد .فنحن جميعنا علي نفس الأشاره والموجه ونسلك نفس الطريق.
وينطلق بنا الفكر الهادئ ليدحض ويفند كل دعاوي الأختلاف والفرقه فذلك الأسلام جاء ليدعو الي مكارم الأخلاق وان تعامل الناس بخلق حسن . وان تصلي وتصوم وتؤدي زكاتك وهي أركانه وقواعد اعتناقه .
فمابالك ايضاً بأن المسيحية تدعو الي نفس الاخلاق والشعائر بالتحلي بنفس مكارم الأخلاق و السلوك القويم وان تكون رحيماً محباً مع الجميع و أتخذو قول المسيح (أحبو اعدائكم ) شعاراً ومنهاجاً .واساساً لدعائم القواعد والأخلاق والتعامل بين كل الناس وقبل هذا عليك ان تصوم وتصلي لله الواحد . فتصبح عبداً صالحاً .
اذا فكل دين يدعو الي الصلاه والصيام والزكاه . وتري بأن المسلمين والمسيحين كلا الأن في صيام وصلاه !! في تزامن فريد ووحده عضويه قلما تجدها في بلاد اخري.
لا فرق بين هذا وذاك ولكل عقيدته وأيمانه يتجه بها الي الله الواحد وليس لأي شخص اخر .
فلا وصايه علي احد من احد ولا زعم بمعتقد يعلو معتقد اخر فالجميع له نفس الهدف ونفس الغايه وهي رضاء ربه ليعيش في معيته في الدنيا وهو مطمئن ويكون من الفائزين الناجين يوم العرض الأكبر.
جميله هي أجراس القيامه وهي تدق ايذاناً بالحياه في عهدها الجديد . فكما يتشوق المسلمون الي انوار السماوات لأستطلاع ليله القدر ومغفرتها وجوائزها تتجه انظار المسيحين الي نفس السماء ونفس الاله الواحد فرحين مستبشرين بالتغلب علي الام الظلم والجهل والعدوان وصعود ابن الطاهره العذراء الي سماوات ربه مستغفراً طالباً الرحمه والمغفره لكل الناس .
تندهش من تشابه الفعل والطلب بين هذا الفريق وذاك . ليتأكد لك مراراً اننا فريق واحد لا انقسام فيه ولا تعصب.
كان ميلاد المسيح معجزه سماويه كذلك كانت قيامته وصعوده . كل حياه المسيح سلسله من المعجزات منذ ميلاده وحتي صعوده . وسيكون مجيئه الثاني لهذه الدنيا كمعجزه اخري ايذاناً بنهايتها .
القيامه في تعريفها اللغوي هو البعث بعد الموت ايذاناً بالنهايه ، الا في قيامه المسيح فكانت البدايه . كانت بدايه حياه جديده دفع فيها من دمه وجسده ما افتدي به الجنس البشري منذ خطيئه ادم والتي كان الموت عقابها كما ذكر في الكتب السماويه القديمه.
ويظل بني الانسان ضعيفاً منذ زمن ابيه أدم ، يغزو الشيطان عقله ليوسوس فيه بالكفر والخطيئه. فكانت رسل الله الي الناس للأرشاد والعوده للطريق القويم ليكون السبيل الي عوده الناس للحياه الأبديه والتي اختارها الله لهم من البدايه .
فكان المئات من المبعوثين والرسل والصالحين املا في ذلك وكان عيسي ابن مريم اكثرهم إعجازا وأظهارا لقوه الله الواحد . اختاره الله ونفخ فيه من روحه وأرسله الي يهود موسي يعلمهم ويرشدهم ويوضح لهم الطريق الصحيح للأيمان الحق ويحمل أخطائهم ليضعها عنهم ووضع قواعد الطريق الي الله ومغفرته وبعدها صعد الي ربه وهو يلهج (رب أغفر لهم فأنهم لا يعلمون مايفعلون) .
هذا هو منطق النبوه والقداسه .هذه هي روح الله المتجسده التي دخلت القلوب والعقول في ابسط صوره وبالطريقه التي يفهمها الانسان فسطرت اروع الأحداث في التضحيه والفداء وكانت احداث القيامه ايذاناً بالفداء المطلوب من البشر وبدء حياه جديده خاليه من خطأ ادم ووضع فيها كل القواعد لكي تلحق بفردوس السماء الازلي بعد ان بذل عنك خطأ البشريه العظيم .
لقد اتي الي العالم وهو يعلم ان العهد القديم قد اشار الي ماسيحدث له وأنه سيتألم ويموت فداء اً ثم يغادر الدنيا الي الملك الأعلي . ولم يبال بألام وخزق المسامير وهزم الشيطان وغربلته للبشر فهو مقدس محصن . وكانت قيامته هزيمه لقوي الشر والبطش واثباتاً ان الله حي لا يموت وأنه قادر علي عقاب الخاطئين وأن يخسف الأرض تحت اقدامهم .
ويأبي كلمه الله الا الأستغفار وطلب الرحمه لهم من الاله الواحد رحمه بالعباد مؤمنهم وخاطيهم فيستجيب له حتي لقاء يوم معلوم عسي ان يهتدي منهم ومن اصلابهم ويكونو عبادأ صالحين فلم يكن ربك بظلام للعبيد ولا ينفعه ايمانهم او كفرهم.
وأقول للجميع بأن القيامه معني ومفهوم وحقيقه بألاسلام و انها معتقداً وعقيده في الدين المسيحي . فلكل ايمان احترامه وتقديسه .
وانا أعلم ان الكثيرين لا يدركو أختلاف معاني القيامه وفكرها العقائدي عما هو ثابت في اذهانهم عنها .وهذا من طباع الدنيا فألاختلاف في الرأي هو حالها منذ نشأتها .
وأري هنا ملخصاً صغيراً لكل من لا يفهم معاني القيامه بالمسيحيه من معتنقي مختلف الاديان الأخري .
الجميع يتفق بأن هذا النبي هو كلمه الله المعجزه وكان خلقه وروحه وحياته علي الارض وشفائه للمرضي وإحياء الأموات والتجرؤ عليه بالصلب هي كلها معجزات ذكرتها كل الكتب السماويه وتأتي كلمه النهايه لتثير بعض الاختلافات بين اذا ما كان هزم الموت وقام او انه صعد قبل هذا .
ولكن الجميع ايضا اتفق علي ان الله رفعه اليه سواءقبل موته او بعد قيامته كمعجزه اخري جديده في سلسله المعجزات التي صاحبته منذ ولادته وحتي انتهاء عهده بهذه الدنيا .
فدعو مانختلف عليها لتكون سراً من اسرار الخالق فكلها معجزاته التي تجتاز حدود ادراكنا البشري . ولن يؤثر ذلك علي صلب الأيمان ولا مضمون الدين وفضائله والتي هي في النهايه هي الهدف والغايه.
ايماننا ثابت بأن المسيح هو معجزه الهيه في حد ذاته وحياته ظلت سلسله من المعجزات لم يهبها الله لأحد غيره .
فجدير بنا ان نتوقف عند الحد الذي لا يصل اليه تفكيرنا وعلمنا ونترك ذلك لأربابه . أما نحن المؤمنين البسطاء فأننا نؤمن بكل الرسل ونؤمن بمعجزاتهم وكتبهم وتعاليمهم
ولا داعي للشطط او لأن تحتد فكرياً فيما ليس لك به علم او فيما لا تعتقده او ان يقف ذلك عائقا بينك وبين من له دين اخر . فلكلا اياته وحجته وعلمه التي تساند عقيده ايمانه.
فلم يكلفك الله في خلقه وانما كلفك بنفسك فقط . فأتقي الله فيها ودع عنك اي شئ اخر لا يعنيك. واتبع بمن ارتضيته من رسل السماء بدون وصايه علي من اتبع غيره .
ويكفيك تنفيذ تعاليم دينك اياً كان قبل ان تنظر لدين غيرك.
الفرحه للجميع والرغبه للمغفره ومسح الذنوب والخطايا هي الهدف الأسمى لكل الرسل والعقائد .
فلنفرح لفرح بعضنا البعض وليكن عيد القيامه عيداً لجميع المصريين وبدايه لحياه جديده مقبله ملؤها التفاؤل والأمل في ان يخرجنا الله من ازمتنا وأن يفك عنا زمام الكرب وسؤال اللئيم والحاجه للصديق قبل الغريب .
وليكن عيد الفطر والذي يأتي متلازماً مع عيد القيامه مهرجاناً للبشر يباهي به الله ملائكته وهم يسبحون ويستغفرون ويطلبون القبول بعد ما ادوه من الطاعات والحسنات ابتغاء مرضاته وبأمل منه ومدد وعون ان يقيمنا من عثرتنا ويحي ارضنا ويدير مصانعنا وتتدفق بالخير ابارنا ومراوينا
وأن نصل ببلادنا الي بر الأمان وان لا
نحتاج لعدو او صديق وان يجعل يدنا
هي العليا كما كانت دائماً .
هل رأيتم كيف وحدت الطاعات بين الجميع وجعلت من فرحتنا ودعاؤنا شئ واحد .
اننا والله نفس بشريه صنعها الله ولم يفرق بيننا في شئ . فلا أفتعال لفرقه أو خلاف فهذا مايضلنا به المضلون .
كل سنه والمسيحين والمسلمين المصريين اولاً وأخيراً بخير وسلام فعيدهم عيدنا وعيدنا عيدهم .
قيامة مجيده وفطر مبارك .
وكل عام وانتم بخير ،،
#سقراط #حكاوي_علام