للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

فوانيس علام…بتروجت وقيادات المستحيل

فوانيس علام…بتروجت وقيادات المستحيل

الكاتب : سقراط |

01:37 pm 07/04/2023

| رأي

| 1692


أقرأ أيضا: Test

فوانيس علام…بتروجت وقيادات المستحيل 

 

حلقات يكتبها : سقراط 

عندما يتردد امامي اسم هذه الشركه لا ادري لماذا يطوف بذهني اسماء العظماء عثمان احمد عثمان وحسن علام و محمد حسن دره وغيرهم . 

 

هؤلاء من قامو على تأسيس شركات عملاقةة كانت تجوب بقاع مصر تعميرا وانشاءا. فاذا ذكرت الكباري والطرق كان ذكر المقاولون العرب او شركه النصر للمقاولات (حسن علام) مرادفا  عفوي لها . 

 

شركات كان لها باع في تنميه مصر في كل المجالات فهي  شريك اساسي في  كافه انشاءات محطات الكهرباء وقناطر النيل والمدن الجديده والمباني الضخمه في العاصمه واكثر مما لا تسعه كتب مجلده .

 

 واجمل مافي هذه الشركات ان عملها ظاهراً للشعب كله ويستمر حاضرا وعلامه  من علامات الزمن تظل معه طوال مراحل تاريخه حتي تصبح تراثاً واثراً.  مما صبغ علاقه تلك الشركات بكافه اطياف المجتمع بالود والالفه  والأمتنان وايضا الرجاء في المزيد وخاصه تلك عندما تتطلب حاجه الحياه الدائبه التغلب علي اختناق  في خدمه ما او اضافه خدمات اخزي وتحسينها  فكانو هم الملجأ والملاذ. 

 

لذا فعندما اسس قطاع البترول شركته (بتروجت) لمثل هذه النوعيه من النشاط كان من المستحيل ان تبدأ الشركه صغيره ثم تنمو بتقدم السنين كعهده مع  جميع شركات القطاع وانما اسسها  عملاقه قويه الساعد عفيه البنيه جاهزه وتحذو  علي نمط  وطريق شركاتنا المصريه المدنيه  العملاقه .  

 

فبدأت من حيث انتهو ونهلت منهم اساليب العمل وطقوسه وخبراته  فهذا النشاط لا يستوعب سوي الكبار  ولا يقبل الصغار او الهواه. 

 

اصبحت بتروجت بين عشيه وضحاها  ملازمه لقطاع البترول وشركاته ملازمه الابن لأبيه . تسير حذوه وتساعده علي الصعاب وتنفذ المستحيل .لا تسألني كيف هذا ومتي ؟  عجله الدوران كانت سريعه ممتلئه حماسا . شبابها ومهندسيها كتائب ذات بأس شديد معدات جباره من كل نوع ومن كل طراز تفوق اي تخيل او تصور. 

 

بنيه ادارية ومالية علي اعلي مستوي من التقنيه والالتزام . اذهب الي كافه المواقع والمنشاءات البترولية العملاقة ستجد علامه او اعلانا عليه (بتروجت) بحروفها والوانها المميزة. 

 

وعندما تسير في منطقة نائية او طريق بعيد طويل فلعلك تجد لافته بتروجت تقف وحيده في الخلاء فتصيبك الدهشه ماذا يفعلون هنا ؟ ولكن بعد شهور قليله عندما تعود الي نفس المكان فلن تعرفه وقد امتلئ حياة ومنشاءات وتشعر معها بأنك قد ضللت الطريق . 

 

عندما تشاهد مبان او صهاريج بتروليه عملاقه او منشاءات لمصانع تكرير  حديثه بل وربما محطات كهرباء او رفع مياه فلزاما  ان تجد بتروجت حاضره بمهندسيها وعمالها ومعداتهم بل واماكن اقامتهم ايضا فلكل شئ عندهم ترتيب وتدبير فلا يوجد في قاموس عملهم ماهو  متروك للصدفة او الأجتهاد . 
لذلك عندما تجد لافته تحمل اسم بتروجت في مكان ما فأعلم انه سيتغير وان حدثاً جلل سيكون خلف هذه اللافته الصغيرة بعد وقت غير بعيد . 

اشتد ساعد هذه الشركه الفتيه وزاد توسعها ونشاطها واتجهت الي مناطق ومساحات العمل التي تسيطر عليها الخبره والشركات الأجنبيه فدخلت بتروجت في معترك تصنيع الارصفه البحريه  تلك التي تحمل منصات دائمه للأبار البحريه وهو ماكان حلماً بعيد المنال واحد المستحيلات امام قطاع المشروعات البترولية الوطنيه . 

دخلت بتروجت ايضا معترك وتحدي رهيب في انشاءات المصافي ومحطات التكرير وخطوط وشبكات التوزيع وكافه المنشاءات البتروليه في جميع انواع الحقول المنتجه للزيت الخام او الغاز . 

وكانت الرحلة طويله ومريره . فليس من السهل ان تمتص خبره الاجانب فهم ليسو بتلك السذاجه حتى يطلعوك علي عناصر واسرار تكنولوجيا العمل وخباياه ونقاط التوازن والتحكم حتي يكتمل المشروع او المنشأ بالمواصفات العالمية المعترف بها والدقه المطلوبه. فهذه الخبرات بل و أسرار هذه الصناعه بالغه التعقيد تقدر بملايين ومليارات الدولارات . 

كان احد اكبر انجازات هذا الصرح البترولي الهائل هو اكتساب تلك الخبرات والأسرار وبكل هدوء وبتصميم لا حدود له ولا منتهي . وتحملت من اجل ذلك الكثير وقبلت ان تكون في معيه تلك الشركات الضخمه تبذل الكثير من الجهد والعرق وتحقق القليل من المكسب والربح الي حين . 


فالمشروعات في حد ذاتها طريق طويل من اعمال التصميم والتحضير لبنيتها الأساسية وتوريد معداتها واجهزتها مروراً بمرحله الانشاء والتركيب وصولا الي مراحل الاختبار والتجربه ثم التسليم . طريق طويل يجب ان تكون جديرا به ليعترف العالم بعملك واتقانك ومن ثم يكون مشروعك  لبنه من لبنات بناء سمعتك في هذا المجال. 

 سلكت بتروجت منهج عمل المشروعات الاكاديمي الطويل الصحيح دستورا ونظاما ثابتا  للعمل لتظهر مشاريعها الي النور كاملة  مكتمله. 

 

وكان لها ما ارادت بعد عقود من العمل المضني واكتساب الخبرات والسمعة الرصينه المدويه . ونجحت  في نفس الوقت في بناء هيكلها  المالي والفني علي ارفع مستوي وانتفضت خارج الطوق عملاقا له سمعه وثقل ووزن لا يستهان به واصبحت العملاق المصري في المشروعات البترولية كافه بلا منازع. 

اعطت للجميع دروسا في الصبر والمثابره وتحمل الصعاب في سبيل ماتريد الوصول اليه . وأن المستحيل هو لغة الضعفاء وحجتهم. 

 

اصبحت بتروجت هي اليد القوية لقطاع البترول واصبح لها القول والرأي في كل مايخص مشروعاته. وفرضت علمها وخبرتها علي الجميع . فأذا تعاملت مع بتروجت فعليك ان تدرك انك ستكون داخل نظام محدد من متطلبات العمل وتصميمه وتنفيذه طبقا لرؤيتها وعليك ان تقبل به وانت علي يقين بأن مشروعك قد اصبح في زمام تلك الشركة العملاقه حتي تستلمه وانت فخورا به حينما تتجول منتشياً داخله وانت غير مصدق ان كل هذا قدتم بتصميم مبهر وتقنيه حديثه وإتقان باهر وشكل انيق يليق بالمشروع والعاملين فيه . فكل جزء فيه له حساباته ووضعه وطريقه تشغيله وحتي طرق الحفاظ عليه وصيانته لها خطه وتوقيت فلا وجود للصدفة عند هؤلاء في بتروجت  . 

 

عند ذلك ستجد رجال بتروجت وبكل بساطه وهدوء وبعد ان انتهو من عملهم وحانت لحظه تسليم ثمره الجهد والعمل وليالي التحدي الطويله وقد التفو حول بعضهم البعض بعيدا عن اضواء وكاميرات  رسميات الأفتتحات الكبري وصخب الاعلام والتصوير وهم يمسحون عرق جهدهم  من علي جبينهم العالي ويبدلون ملابسهم و يلملمون معداتهم وأغراضهم استعدادا  للرحيل الي جوله تحدي جديدة في موقع اخر  . 

 

هؤلاء هم رجال بتروجت الأشداء رجال الصمت والظل خيره كتائب البترول المقاتله ضد كل الظروف وضد الثقل والزمن كلاعبي الاولمبياد . فهم ارباب العمل  علي مدار اليوم كله ولم يعرفو نهار ولا ليل فكلها ساعات عمل متواصل . 

 

لا يعرفون للشكوي او كثره الكلام  طريق. هم لا يفقهو سوي لغة العمل الجاد الفاعل المرتبط بتوقيتات محدده لكل مرحلة يحاسب عليها الجميع  وعلي كافه  المستويات فكل دقيقه لها ثمنها وقيمتها  . ولا تنسي انهم احفاد من ازالو خط باراليف من علي وجه الارض وكانو اصحاب تحقيق المستحيل دستور بتروجت الخالد  ايضا . 

 بطيرون فرحا برؤية سعادة النجاح  في عيون المسئولين والناس معتبرين ان هذا هو الوسام والتكريم الاكبر. 

 

و لم تتوان بتروجت عن تلبيه نداء الوطن الكبير فسمعتها اصبحت في عنان السماء وحازت الثقه والتفرد في الجوده . فكانت محط انظار المسئولين عن المشروعات القوميه الكبري ودخلو معترك هذه المشروعات العملاقة حتي وصلو الي منشاءت الأنفاق تحت قناه السويس في اعجاز جديد لمشاريع بالغه الصعوبه تحققت بسواعدهم وظلو دائما علي اهبه الأستعداد للأنطلاق والتحدي تحت راية هذا الوطن   . 

 

حلقت بتروجت في سماء العالميه وحصلت علي الجوائز وشهادات التقدير . وباتت شهادة الجودة تزين عقدها متلئلئه مرصعه جبينها العالي واصبح مجرد عمل بتروجت في اي شركه او موقع وسام ومحل فخر للشركه صاحبه المشروع . وانطلقت الي السعودية والجزائر وافريقيا وعمان والأردن وغيرهم تنشر خبرتها وتكتسب المزيد من الأرض والسمعة وتحقق مكاسب ذات وزن فهي ليست  الشركة التي تقبل مكسبا فتاتا مثل العديد من الشركات للأسف . 

فبتروجت صاحبة مسئوليات ثقيله ونفقات باهظه فشراء مثل معداتها او صيانتها لها تكلفه مرتفعه  لا تستطيعها الا اعتي واعرق الشركات. 

 

دخلت بتروجت مجال التصنيع وسعت اليها كبريات الشركات العالميه مثل (لفكن) الامريكيه تمنحها رخصه التصنيع لمعدات انتاج كانت تعتبر حكرا اجنبياً باهظ الثمن ويتحمل قطاع البترول الملايين في شراؤه ولا مناص منه فبغيره لا يمكن الانتاج. 

 

وبدأ الانتاج المصري من تلك المضخات والتي تراها في حركة دائبه  راكعة ساجده علي مدار اليوم ترجو فضل ربها من آبار الزيت الخام التي تعمل عليها  . وبات توقيع بتروجت بجوار اسم الشركه صاحبة الماركه العالميه . ومنحت شركات القطاع قبلة الحياه حيث توافرت هذه الطلمبات كصناعة محلية كان يتطلب استيرادها شهورا طويله وبنصف سعرها الخارجي . هذه هي بتروجت قاهرة المستحيل دائماً. 

 

واذا كان تحقيق المستحيلات هو استراتيجيه ثابته لا تتزعزع .فقد تداعي هذا الي ذهني وأنا  استقبل  العديد من الأقتراحات بل والأمنيات في بريدي تطلب تدخل بتروجت في العديد منها تحقيقا للمستحيل . ولكن مالفت نظري هو اقتراح مشروع ربط بترول جنوب السودان والذي يتم شحنه من ميناء بور سودان للتصدير الي الخارج ومدي امكانيه توصيله الي جنوب وادي مصر وحتي معمل تكرير اسيوط وهو مشروع يتطلب انبوب بطول  ٣٦٧ كيلو متر . ولست خبيرا بمثل تلك المشروعات الجباره والأستراتيجيه والتي لها اثار سياسيه واجتماعية واقتصادية فارقه وأترك ذلك للمختصين والخبراء. وقد ارسل لي مقترحه كافه التفاصيل الخاصه به لتكون تحت نظر المختصين. 

الاحلام مشروعة عندما تجد ان لك ظهراً وسنداً مثل بتروجت . 

تحية للمهندس طارق الملا والذي فجر طاقات هذه الشركة وجعلها تصل الي مستويات غير مسبوقه في العمل والانجاز . 

 

تحيه وتقدير  لقياده بتروجت والعاملين فيها في الصحاري والاصقاع غير مبالين بحر او برد ابناء الصمت ورجال الظل الشرفاء رجال البناء والصناعه والتشييد . فقد نلتم  منا مراتب الشرف و اوسمة الوطنية الخالصة ، وتحية لخريجي مدرسة بتروجت المهندسون : كمال مصطفى وكمال حافظ وحمدي الشايب وهاني ضاحي ومحمد عبدالحافظ ووليد لطفي ومحمد الجوهري وأشرف بهاء وعبدالمجيد الرشيدي ومحمد الشيمي وتاج محرم وحامد نور الدين وخالد ابراهيم وناصر عبدالعال ومعتز خليل وعلي عطيه عمرو بدوي ومحمد عبدالرحيم ، ولكل قيادات بتروجت الباقون والراحلون والذين خرحوا للمعاش 

 

ولا ننسي في هذا المقام تحية مستحقة لكافة العاملين في مشروعات كل شركات البترول  المصرية ففي كل شبر وكل خطوة ما يدل عليكم وعلي عملكم وجهدكم وتضحياتكم . 

كل عام وانتم بخير .. ورمضان كريم . 

#سقراط #حكاوي_علام

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟