للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

فوانيس علام…فطوطه الكبير

فوانيس علام…فطوطه الكبير

02:48 pm 06/04/2023

| رأي

| 1188


أقرأ أيضا: Test

فوانيس علام…فطوطه الكبير 

حلقات يكتبها : سقراط (14)

ماباليد حيله .، هكذا يقولون عندما تجد نفسك مضطرا لفعل شئ او سماع شئ لا رغبه لك فيه . ولكنها الحياه بما فيها من غث وسمين يجب ان نتعلم فنتذوق المر لنعرف قيمه الحلو فيها و عله يكون ضوأ كاشفا لاستكمال الطريق الطويل.  

فبعد ان عشنا مع قامات وعلامات الزمن الجميل في هذا القطاع الحيوي  وهي كثير . 

نجد انه لابد لنا ايضا كشف بعض من كانو يعتقدون في انفسهم انهم قامات او علامات بارزه لمجرد انهم شغلو منصبا او جلسو علي كرسي  عنوه . هو  في الحقيقه اعلي منهم قامه  وجاءو اليه بمحض الصدفه او لتحقيق توزانات لا تعنينا مطلقا . شخصيات حظيت  بكل ماهو منكر  من حب الذات ونكران الجميل والنداله مع الاصدقاء قبل الأعداء. ولكن هذه الشخصيات كانت علي مستوي عال من الذكاء والحنكه بأن استطاعات ان تخفي كوامنها الخبيثه وتظهر في براويز مختلفه من الحكمه والخبره والرزانه وهي خاويه وتافهه ولا تحب الا ذاتها ومنافعها ولا تقدم خيرا او مساعده لمحتاج او مظلوم. 

هل تتذكرون تلك الشخصية الكرتونيه التي جسدها الراحل خفيف الظل  سمير غانم . 

هذه الشخصيه التي كان ينتظرها الكبار قبل الصغار في فوازير رمضان ليمتلئو ضحكا وفكاهه بعد ان امتلئوا غذاء وشرابآ بعد الأفطار . 

الجميع كان يحب في الشخصيه ذلك الصوت المميز الرفيع والزي الكوميدي  الخاص به حيث يظهر في شخصيه ضئيله الحجم ولكنها ترتدي ملابسا اضعاف حجم جسمه عده مرات !! . 

ويأبي فطوطه علي الرغم من ذلك  الا ان يرتدي كافه عناصر الملابس الرسميه من رابطه عنق او بابيون ضخم مع حذاء كبير  وهكذا ليصير المنظر العام للشخصيه هزليا  مثيرا للسخريه وبعض الشفقه وهو المطلوب علي اي حال . 

ولكن لم يأبه احد بتصرفات هذه الشخصيه حتي في اوج مشاهد الهزل والضحك وهذا هو ما نقصده وسنوضحه وانت علي قرأتك لهذا الموضوع الهام  . 

فشخصيه فطوطه شخصيه تخيليه رسمها المخرج  فهمي عبد الحميد بطريقه توحي بالضآله و هزليه كوميديه . فهزليتها هو ما اهتم به المشاهدين وجذبهم اليه وخاصه الصغار منهم للضحك والتسليه . 

ولكنك لو اتجه تفكيرك بشكل اعمق  فيما تقوم  به الشخصيه من تصرفات لوجدتها في غايه الخطوره . نعم اقصدها .. في غاية الخطورة . !! 

ففطوطه الفوازير  يدعي احيانا العلم والحكمه وتاره انه  المخرج العليم ببواطن الامور والمتصرف فيها والمنفذ لها عندما ينطلق قائلا ( اكشن ) ثم يضحك بطريقه عفويه تدل علي سطحيه وبعض التفاهه وعدم اكتراث من حوله لهذا الامر منه  .  بل وانه الممثل والمؤلف الذي لايشق له  في ذلك غبار . ومره واخري يصف نفسه بالفيلسوف وحلال المشاكل . يكذب علي الحميع بلا وازع . خبيرا في الوقيعه بين كافه المتعاملين معه ليظل هو في الصوره . 

ويزيد علي هذا انه يظهر في بعض المواقف  جبانا رعديدا تلك  التي تتطلب الشجاعه واسدا ذو زئير امام الضعفاء. 

كل هذا في شخصيه واحده ؟  نعم كافه  هذه الاخلاقيات والشخصيات تتوحد في جسد واحد وتفكير وعقل واحد . وعلي الرغم من ذلك  فلا احد يصدق ان هذه الشخصيه قد اكتسبت حب الناس .. كيف هذا ؟ وهل هذا منطق ؟  هل بات الناس يحبون توافه الشخصيات وضئيلي الحجم والفكر والشخصيه من البشر .. في الحقيقه لا ادري ؟ 

كيف يحبه الناس وينتظرونه في ليالي رمضان ومازالو يتذكرونه بعد عشرات السنوات عند اي مقطع او اعاده يراها علي الشاشه. لماذا؟ قد اسمع اجابه بأنها مجرد تسليه ولا داعي للفلسفه !! 

سأرد علي ذلك ..، وهل لو كانت الشخصيه بذات حجم الجسد الطبيعي  وبزي طبيعي مثلنا ولها هذه التصرفات كانت ستكون عند نفس مستوي الشغف بها الظاهر  في وضعها الكرتوني الذي ذكرنا ؟ 

 اعتقد بأن الشغف بتلك الشخصيه كان نتاجا لكون اخلاقيات شخصيه فطوطه متأصله بيننا وحولنا . نراها يوميا ربما  ليست بكل التفاصيل ولا بالملابس الهزليه وانما بذات  التصرفات  وطريقه التعامل بيننا وبين بعض .  فالكل اصبح يريد التخفي في شخصيه منعدمه تافهه تهربا من مسئوليه او مسآئله . 

شخصيه فطوطه الحديثه لم تعد كرتونيه وانما جسدا ومنظرا  تجدها انيقه ذات ثياب فاخره بل وازدادت طولا بشكل واضح وقد امتلك جروا صغيرا يلعب بين اقدامه لزوم الشياكه والتسليه والتجسس احيانا . 

شخصيه فطوطه الحديثه تتكلم الانجليزيه وتتحدث في امور عديده ولكونها خاويه فأنها تتدثر بالاستشهاد بأجزاء مشهوره من الايات وربما الاحاديث  لتظهر  ورعا وحكمه  وتخفي عجزا ونقصا . 

تستأسد هذه الشخصيه علي الضعفاء مظهره قوه وبأسا . بينما تجدها ذليله كسيره امام ولاه الامور واصحاب الفضل  وينقلب صوتها الي نفس صوت جدها الكبير صاحب الفوازير . 

تجده في كل مناسبه بلا دعوه فتفاهه شخصيه فطوطه الجد مازال تلح عليه . حيث تظهر عليه علامات الحكمه والرزانه وهو مهرج . 
عندما ينتهي الفرح تجده جالسا منتظرا فلا يرغب في العوده فلم يعد هناك مايجعله محط الأنظار . ولانه في الضعف يستعين بمواهب جده الاكبر في الفوازير فيستغل شفقه الناس عليه فأذا هم يكرمونه ويزيدونه من وقتهم  واهتمامهم عله يقنع.

اما حاجته للمال فلها اساليب اخري فليس هو بقانع بما يملك ولكنه ايضا لن  يمد يده فهو يرتدي الثياب الفاخره وجروه يتبعه ويلعب بين ارجله كعليه القوم واعظمهم شأنا . فتراه ضيف دائم علي  الاحداث والمناسبات ويظهر شامخا لكي يقدم نصيحه اويتوسط مجلسا ولربما يقوم بالصلح بين متخاصمين او يناقش في امور الرعيه وكل هذا طبعا لن يكون بلا مقابل . فيخرج وقد جمع حصيله ممتازه قد تعينه علي نوائب الدهر اذاكان بلاعمل او تزيد حساباته البنكيه ازدهارا وقوه وهو يمارس دوره  العملي بكل دقه وعنايه. 

وعندما يشاهد فطوطه العصر الحديث عراكا او قتالا تجده  وقد اختبأ وخلع عنه ملابسه الحديثه و ارتدي  زي جده الاكبر صاحب الفوازير و  يلف بك في كل مكان ويتحدث معك في كل المواضيع وفي النهايه لا تجده قد اضاف  شيئا ويكون القتال قد اودي بحياه المتقاتلين وخربت مصالحهم . وهو مازال يناقش ويفكر كيف يكون هو في أمان بعيدا عن ساحه المعركه. 

وفي بعض الاحيان قد يطويك فطوطه في  الحديث ويدخل عليك بمعلقات من خبرته  القديمه وقدرته علي حل المشاكل والعقد وعندما  يقنعك بذلك وتستعين به فأنه يظهر لك انه خادمك الذليل وبنفس اسلوب جده الأكبر صاحب الفوازير   فتذهب  من عنده مطمئنا علي حالك ومالك وعندما يحل المساء تجده يجلس انيقا متباهيا مع خصومك فاشيا للأسرار ومحطما لقواعد الامانه والاختيار  ولا يبالي . 
فهذا سيجعله في مأمن  منك عندما تكتشف حقيقه جهله وضحاله خبرته  وعدم امانته وتطرده الي الشارع بعد ان  اوردك الي  مسالك التهلكه  وقد اعطيته  الثقه والامان بعد ان كان بلا عمل ولا احد يعيره اهتماما . 

قلت لكم هذه الشخصيه خطيره جدا واستنسخت بكثره من شخصيه فطوط الاكبر صاحب الفوازير . 

قد يقول قائل هذا هو التلون الذي نخبره وما في ذلك من جديد ؟ . 

واقول هذه الشخصيه لا تتلون فالتلون قشره واهيه علي السطح سهل اكتشافها  حتي لو امتد بها بعض الزمن . 

اما هذه الشخصيه فيصعب عليك اكتشافها وقد يمر العمر وانت لا تعرف انها كذلك . 

فالمظهر والثقه وادعاء بعض من  العلم والخبره  والتدين الظاهر هي من ادق ادواتها ويتم استخدامها بأحتراف بالغ ويمكنه بذلك بلوغ اعلي المستويات والاتصال بكافه الشخصيات . 

الموضوع ليس ببساطه التلون فهذا تسطيح للأمور ولكنه فاصل تمثيلي محترف يضاهي به عمالقه الفن في بلدنا فعنده القدره ان يكون في فتوه فريد شوقي وتراه في خبثه وشره كمحمود المليجي وفي قده وطوله كعمر الشريف ولابأس فيمكنه ان   يكون اسماعيل يس حسب ما تملي الظروف والأحوال  عليه . 

الابداع هنا يكمن في القدره علي اداء تلك الادوار في وقت واحد . وتدخل انت في شغف المشاهده والأختلاط  بل وقد تصفق مرحبا وهاتفا له علي تميزه . 
هل علمت الأن كم هو موهوب فنان . 

فطوطه في ثوبه الجديد ليس بالمنافق ولا المتلون ولا الوصولي ولكنه خليط بين كل ذلك ليكون مركبا ليس له تعريف وليست لشخصيته اطراف قد تمسك بها . 

اذا فأنت (ياسقراط ) تصعب علينا الامر فلسنا ممن هو مكشوف عنهم الحجاب لندرك اذا كان هناك بيننا هذا الموديل  العجيب و الجديد من البشر . فماذا نفعل ؟ 

اقول وبكل ثقه لن تعرفه او تخبره لأول وهله او لفتره من الزمن طالت ام قصرت ولكنك حتما ستدركه عندما تري ماذا فعل بك بعد ان يغادر منصبه او يهرب منك . فعندما يكون حاضرا في مشهد الأحداث فأنا معك ان الأمر سيكون صعبا . ولكن بعد ان يفلت اويهوي او حتي يقبض عليه ستدرك انك كنت تعاشر  حفيد فطوطه الأكبر وستؤنب نفسك كيف استطاع ان يسرق من عمرك وأيامك كل هذا عندما تجد ان كل درجات شهاده التقييم  عباره عن  ( اصفار) . 

لن اكون يائسا ولكن عليك ان تتقيه كما تتقي المرض . فالجميع بات يعلم مسببات الامراض ويعمل علي تجنبها . طبق هذه القاعده واستشعره  قدر الأمكان . 

وسأدلك علي طريقه قد تكون مفيده نوعا ما  وقد جربتها واتت بنتائج طيبه . 

لاحظ تواجد الجرو الصغير  الخاص به فهو مكشوف نوعا ما فأذا رأيته يعيث بين الناس ويجمع فضلات طعامهم ويتسمع اخبارهم فأعرف ان صاحبه  موجود في مكان ما . وما عليك الا ان  تتبع  اثر هذا الجرو بخفه وذكاء وعندها ستعرف من صاحبه . وتذكر دائما بأن الرأس المدبره كانت تتنكر في زي سايس الجراج  في افلامنا العربيه القديمه. 

هذه هي الحياه يجب ان تكون علي مستوي مافيها حلوها ومرها حتي تستمر وتكمل حياتك فكلها تعب ونصب وشقاء  بلا جدال او مواربه . 

واعلم وايضا ان النيه الصافيه والنفس الواثقه واليد الطاهره هي اعمده حياتك الثابته مهما استهزء بذلك المستهزؤن لانهم لا يملكونها . هذه الاعمده ستبقيك ثابتا لا تهتز وستحميك من المكائد والمكر فهذا من سنن الحياه التي لا تتبدل . 

وعندها فليذهب فطوطه  العصر الحديث الي الجحيم ولا تبالي به  ولن تجد له نفعا او ضراً. 

ولا مانع من ان يظل فطوطه الكبير صاحب الفوازير حاضرا علي الشاشه فقط لنضحك من قلوبنا  كلما شاهدناه ونتذكر الزمن الجميل . 

وكل عام وانتم بخير ووقاكم من كل سوء  ورمضان كريم . 

#سقراط #حكاوي_علام

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟