01:18 pm 05/04/2023
| بترول
| 2007
حلقات يكتبها : سقراط (13)
عندما ولدت شركة جنوب الوادي القابضة للبترول في قطاع البترول كأخر عنقود الاسرة كان الجميع ينظر الى هذا الوليد في حب ويكن له شعور خالصاً من الامنيات فهي الامل والاحلام وهي الابن النابه الذي تتطلع اليه كافة افراد العيله البترولية ليحمل المسئولية معها ويكمل المسيرة .
حتي اسمه فقد لحقه التدليل واصبح الفتي يدعى ( جنوب) . ليكون مثل ذلك الفتي الاسمر الممشوق صاحب الابتسامه الجميلة والاسنان البيضاء اللامعه ورائحة البخور والعطر تفوح منه و هو محط الإعجاب بقوته وشبابه وطري تفكيره المتطوره والتي تلحظ في خطواته و كأنها وثبا وعدوا .هكذا اصبح ( جنوب) بين اشقاؤه من شركات قطاع البترول العريق ومؤسساته.
دائماً كانت المناطق الجنوبية في اي دولة او حتى مدينة تعني البعاد وطول المسافات وفي اخرى تعني الحروب والمجاعات والصراعات . لماذا لا ادري تحديداً ؟ فدائماً ما كان الجنوب عند الناس هو طول السفر والمغام والوحشة .
واذا ذهبت جنوباً فأنت ولا بد مغامر او انك ذا مصلحه محددة وستعود فوراً الى اهلك وبيتك في اعلى الخريطة هرباً من قسوة الحياة هناك ووحشتها .
ولكنك لم و لن تجد هذا متأصلا او موجود في بلادنا . فمنذ الاف السنين والنيل يجري ويربط علي ضفافه من النوبه حتي دمياط ورشيد جميع المصريين برباط مقدس لا ينحل عقده . لم ينفصلو قط بعضهم البعض ولم نسمع او نعهد نعرات الجنوبين التي نراها من حولنا وفي كل مكان . فالبحري والقبلي هو وجهان لعملة واحدة . وكان دائماً الصعايده المصريين هم علامة الرجال المميزه ذات البأس والشده فأذا كنت ذا سطوة وعناد وكرامه تعلو الجميع ولا تهاب ذا قوه او سلطان فأنت بالطبع (صعيدي) . هكذا تعارف المصريون فيما بينهم واعتبرو الصعيد هو جبهتهم الجنوبية الصلده عصية على كل غاز او معتد فباتو مطمئنين مرتاحي البال في كافة انحاء بلدهم.
والمثير ايضاً أن تري جنوب بلادنا هو ساحة المجد ونبعا للعطاء فكل من تمجد اسمه في سجلات تاريخ الشرف كان الجنوب هو مصدر هذا الوسام والتقدير فكل نقطة مضيئة او مشروع في الجنوب كان السبب فيه .
فالسد العالي خلد اسم جمال عبد الناصر عبر العصور . ونقل حضارة النوبة خوفاً من غرقها كانت علامه اخرى على الانجاز والتحدي وسجلت في صحيفة الشرف العالمي .
وعندما لم يجد السادات حلاً لخداع اجهزة التجسس الاسرئيلية خلال حرب اكتوبر لم يكن من سبيل سوي من استخدام لغة ولهجة اهل النوبه والتي لا يفهمها سواهم وانتصر السادات وخلده التاريخ وكان مفتاح النصر ايضاً من الجنوب .
ويستمر جنوب مصر معطاءاً كعهده لم يبخل جنوب مصر على كافة ابناؤها بأي غال . فآثار الاباء القدماء من الفراعين افاضت على الملايين من ابناء هذا الشعب بالرزق والخير وبات اسم بلادنا محط نظر ملايين البشر خارجها املا في زيارة ورؤيه اعظم حضارة في الانسانية في اكبر متحف مفتوح في تاريخ الامم.
وهناك الكثير مما ارتبط بجنوب بلادنا من صناعات وزراعات فاضت علينا بالخير والارزاق. اذا فالجنوب عندنا حيوي ومرتبط عضويا وجسديا ونفسيا ببلاده في ظاهرة فريده لا تراها في الكثير من الاقطار والبلدان.
ولم يخلف الجنوب وعده مع قطاع البترول ولما لا ؟ وهو الذي اعطي ومازال يعطي لكل ابناء هذا البلد .
استدعي بني الوطن من رجالات البترول للبحث والتنقيب فيه عن كل كنوز يمكن كشفها لتكون طاقة امل وباب رزق للملايين وأبى الا ان يكون له دوره فهو ارض الامل والمغامره والاحلام كعهده دائما .
لم يكن العمل سهلاً ولا التحدي هينا . فاحتمالاته البتروليه ليست بتلك السهوله. فطبيعة جيولوجيا الارض هناك لا تسمح بوجود مكامن للبترول . ولكن المصريين جبابرة لم يتعودو الفشل وقاموا بالدراسات تلو الدراسات وهم يبحثون عن ابره لامعه في كومة كبيره من القش . نعم كانت بمثل هذه الصعوبة ولا ابالغ .
واذا بالارض حبلي بأخر العنقود الفتي (جنوب) و بعد محاولات مستميته ظهر الي الدنيا هذا الوليد وحلت ( البركه) بهذه المناطق قولا وعملا وتدفق الزيت الخام جميلا ذهبا اسود كلون بشرة الجنوبين فهو ينتمي اليهم منشآ وتكويناً.
وشب الوليد عن الطوق واصبح (جنوب) ابنا يافعاً اسمر جميل اللون خفيف الظل يتوثب خفه . وزاد حجمه وانتاجه .
اصبحت (جنوب) بلا منازع اكثر شركات القطاع شبابا وعنفوانا . فهي خليط عجيب من خبرات المصريين في كل مكان . لم تتوان الام الكبري (هيئه البترول) الا ان تسانده وترعاه كما ترعي الأم وليدها . وبعثت بطوابير من الشباب نحو هذا الصرح الجديد في مبناه الانيق بالقاهرة .
ودارت عجلة العمل في هذا الصرح الذي يكبر وينمو مع الزمن وقد اصبح له شركاته واستثماراته وصوت رزين مسموع في مجلس العيلة البترولية.
ولكون هذه الشركة تمثل الأبن الشاب اليافع الاسمر لهذا القطاع فقد عملت بتصرفات ونشاط الشباب المتحمس .
لا تجد حساباً لسنوات العمر بين قياداتها فالجميع اكتسب حماس الشباب ونقاؤه من شباب ( جنوب) نفسها . الجميع يمارس العمل بكل مستحدثات تكنولوجيا العمل كعهد الشباب وكما نعرفهم . الأناقه والذوق في التعامل بين بعضهم البعض ومع زائريهم هي عنوان بارز داخل هذا المبني الجميل . حتي مشروباته هي مشروبات الجنوب الاصيله ومن خير ارضه.
تجد طريقه واسلوب العمل مختلف عن جهات اخري فلا روتين ولا تعقيد . علاقات العمل هي علاقات صداقه بين الجميع . الكل متكاتف للحفاظ علي هذا الكيان الشاب اليافع الجميل .
وادرك ولي الامر كبير اسره قطاع البترول ان جنوب تحتاج نوعيه خاصه من القيادات والعاملين فنوعيه العمل والنشاط له طبيعه خاصه تستلزم ان تكون تلك القيادات لها نفس شخصية كيان (جنوب) الشابه . فوجدنا قيادات قامت عليه وكل منها كان له دور في رعايتها وزياده نموها عبر السنوات .
تجد رئيسها ودوداً مبتسما متواضعا صديق للجميع ويحيط شركاته بالعناية والمتابعه وكعهدهم اسره واحدة ، فالسؤال عنهم يتم بطريقه يوميه تذليلا لكل العقبات ومساعدتهم في كافة الاتجاهات ولا يبخل عليهم بالمشوره والمساعده . ولا يري الرجل اي حديث او جديد او فكرة للتطوير في اي من مجالات العمل الا وقدمه لشركاته فوراً ليقفو معه على كل جديد .
وتري مساعديه في كافة مجالات الإنتاج والاستكشاف والمشروعات والادارية الي مسئولي الامن والعلاقات الحكوميه علي قدم وثاق من الجديه والمتابعة الدائمة منهم في كل مناحي عمل شركاتهم مذللين الصعاب ومقدمين للمساعده والمشوره . ويغلف كل هذا الابتسامه الصادقه النابعه من القلب والود الظاهر والاحترام الجم والاناقه في المظهر والتعامل .
ارتفع (عود) كيان جنوب الشاب اليافع واصبح ناضجا له وارتفعت مؤشرات عمله بصوره ايجابية واضحة في كل اوجه النشاط واصبح محطا للناظرين لا يمكن الأستغناء عنه و مضيفا لأسرته البترولية الكبيرة ولما لا ؟ فهو الأمل ومحط الانظار منذ ولادته .
وبه بات حلم تدفق البترول من صعيد مصر واقعا ملموسا ويظل الجنوب عند وعده لهذا البلد الأمين بأنه سيكون الظهر والسند لها على مر السنين .
تحية صادقه ومستحقه لجميع اهلنا في جنوب مصر . فهم الجبهه المنيعه لها وعلى اكتافهم وبعرقهم دارت عجلة العمران والتشييد في ربوع مصر كلها .
تحيه من القلب لما يقوم به طارق الملا في رعاية هذا الكيان الشاب وهو يقف بجانبه مسانداً ومشجعا حتي يشب هذا الفتي الجميل ويظل نشيطا متوثبا لتحقيق المزيد من النجاح. وبات الجنوب هو بحق ارض الأحلام خلال سنوات قليله .
اما الكيان الشاب (جنوب) فلك كل التحية علي مجهوداتك خلال الاعوام الماضيه بعد ان اثبتت بوضوح وجليه بأنك الأبن البار المثقف المتعلم و استحال الحلم معك الي حقيقة واصبح بترول جنوب مصر حقيقه لا خيال .
وتحية لكل رؤسائك الذين تعاملو مع هذا الكيان بمنطلق الابوه فقامو علي نشأته ونموه الي ان اصبح اسما يملئ الافاق بأنجازات تلو الانجازات.
تحيه لجميع العاملين في هذا الكيان الجميل اخر عنقود قطاع البترول ونوصيهم خيرا به حتي يستمر في العطاء لأجيال واجيال فهو يستحق فقد جاء بعد عناء.
وكل عام وانتم بخير ورمضان كريم .
#سقراط #حكاوي_علام