الكاتب : سقراط |
01:48 pm 27/03/2023
| رأي
| 1477
حلقات يكتبها : سقراط
تختلف المجتمعات والاعراق في طباعها واخلاقياتها وايضا عاداتها وتقاليدها ، و لم يتفق البشر منذ الخليقه علي شعب واحد او منهاج حياه واحد .
وحينما تفرق البشر في ارجاء المعموره تأثرت حياتهم وطباعهم بالمناخ والظروف المحيطه التي يعيشون فيها. فتري الاجناس التي تعيش في الاجواء البارده تختلف في تصرفاتها وافعالها عمن يسكنون المناطق الحاره . وعلي نفس النهج تجد اخلاقيات المجتمعات المزدحمه غير تلك التي تعاني من ندره السكان.
اذاً دعونا نتفق انك لن تجد مؤامه بين البشر مهما تعالت الابتسامات وتبادلت الزيارات الدبلوماسيه فلكل شعب نهج ومزاج.
ولكن الحكمة الالهيه انزلت الرابط الذي يمكن الناس من التعامل بعضها مع بعض مهما كانت عمق الاختلاف الفسيولوجي والفكري بينهم الا وهو مصالح العمل واحتياج كل منا لعمل ومنتجات الاخر . فتجد الدول تختلف وتهاجم بعضها البعض ولكن ابدا لا تتوقف عن العمل في تصدير واستيراد احتياجاتها حتي من الاعداء والذين هم معها علي خلاف.
تجد اعتي الدول تقدما ترجو ود دوله صغيره تمدها باحتياجاتها من الطاقه او المواد الاوليه وعلي الجانب الاخر تجد الدول الصغيره في صراع مستمر علي كسب ود الدول الكبيره لتمدها بالغذاء والمنتجات الصناعيه والتكنولوجيه الحديثه .
الي هنا فهذا هو المفهوم والواقع وهو واضح يدركه الجميع . ولعلك تري ان كافه هذه المعاملات لا يدخل فيها عنصري الحب والكراهيه فلغه العمل والمصالح اقوي وهي السائده الغالبه علي ايه مشاعر اخري .
إذاً فلماذا هذا العنوان ؟ ومن الذي يكرههوننا ولماذا ؟
منذ بدأت موجات الهجرة بين الشباب بحثا عن مستقبل افضل ولا اخص هنا الشباب او الجنسية المصرية تحديدا وانما كافه الجنسيات العربيه بدأ الاختلاط بالمجتمعات الاوروبيه والامريكيه . ومع اختلاف الديانات والثقافات وكذا العادات والتقاليد بدأت تظهر نعرات العنصريه في هذه الدول . وكرد فعل طبيعي ازدادت مقاومه المهاجرين بتمسكهم اكثر بثوابتهم الدينيه والثقافيه . كان هناك من المهاجرين من كانو مثالا يحتذي في العلم والثقافه والنبوغ والامثله كثيره .وعلي النقيض كان هناك عناصر اخري زادت نار العنصريه اشتعالا .
ودعنا نسرد امثلة تجعلنا في مواجهة مع المجتمعات الاخري بدون ان ندري او نشعر ولا ليست علي سبيل الحصر علي اي حال .
تداخل الحياة الشخصية مع الحياة العملية ، فالمجتمعات هناك لا علاقه لها بحياتك الشخصيه علي اي حال تدخلا كان او استفسارها ولا تعاقبك علي فشلك او نجاحك بها مادام لا يمس القانون او العمل او حدود حريه الاخرين . بينما نجد النقيض عندنا عندما تجد ان حياتك الشخصيه هي مجال للنميمه والاستهزاء بل والوقيعه ولا يهم ان كان يتم تداولها في مكان العمل او غيره وتعاقب عليها بطريقه او بأخري .
مشكله التحرش . هذه المشكله التي اصبحت سائده بشكل مفزع في مجتمعاتنا العربيه . التحرش بالنسبه لنا هو نوع من تحقيق بعض الشهوات اللحظيه او السطحيه نتيجه عدم قدرتنا علي التعامل مع هذا الموضوع خارج نطاق الزواج كعلاقه شرعيه ذات تكلفه عاليه لا يقدر عليها الكثير ولا يقبل المجتمع بأيه علاقات اخري خارج هذا النطاق .
اما في مجتمعات اخري فيمثل التحرش جريمه سرقه وليست جريمه اعتداء جنسي فأنت تأخذ عن غير رضا من الطرف الاخر ما لا يحق لك لذا فأنت سارق !! والمفهوم مختلف تماما . فبينما نعالج نحن الموضوع من زاويه حرمته الدينيه تجد الاخرين في واد اخر من تجريم هذا الفعل كجريمه سرقه يعاقب عليها القانون.
مشكله فرض معتقداتك الدينيه علي اصحاب الديانات الاخري وهي من اعتي المشاكل التي تواجهنا في التعامل مع الاخرين . فمنذ بدء ظهور التيار المتشدد بعد انتهاء الحرب في افغانستان في اوائل تسعينات هذا القرن فؤجئت العديد من الدول بتيارات هجره عاتيه من اصحاب التشدد الاصولي وبدأو في مخالفه كافه الاعراف المجتمعيه لتلك الدول كمثل اقامه الاذان الشعائر الاسلاميه جهرا في المطارات الدوليه مما اصاب هذه المجتمعات بالفزع والرعب فهم لم يعتادو هذا الجهر مثلنا .و ظهرو بزيهم المميز المعبر عن الفكر السلفي القديم مما اثار علامات الاستغراب والحيره في هذه المجتمعات كونه زيا غير مألوف .
وتطور هذا الفكر الي ان وصل الي ما يعرف عالميا بالارهاب . والارهاب في اصله هو اجبارك علي اعتناق دين او فكر بدون قناعه او رغبه منك . ثم تطور الي محاربه ما يسمي بأعداء الله او الاسلام نتيجه وجود مشاكل سياسيه ذات جذور ضاربه في اعماق التاريخ وكذا اوهام الفتوحات القديمه.
كانت هذه نقطه فاصله في علاقاتنا بالاخرين وبدأت الدول للأسف في تتبع كل ماهو مسلم او عربي تحديدا خشيه من افعاله وتصرفاته علي مجتماعاتهم ووصم العربي والمسلم بالارهابي وبدأت في التضييق علي السفر اليها الي ان وصل مطالب الناخبين في تلك الدول بعمل المستحيل لتطبيق قاعده ( امنعهوهم من عبور الاطلنطي حتي لا يصلو لنا ) .
مالذي ادي بنا الي تلك الحاله ولماذا اكتسبنا كراهيه هذه المجتمعات ؟ الاجابه داخل كل فرد منا عندما يجب عليك ان تعرف اذا ما كنت مبتعدا عن العديد
عن العديد من الصفات والاخلاقيات التي زجت بنا في هذا المنحي المتأزم مع اغلب شعوب العالم ام لا .. واذا احسست بأي منها يطغي علي فعل من افعالك فرجاء :
ابتعد عن ازدواجيه الشخصيه في اظهار الصيغه الدينيه في كل تصرفاتك بينما انت تعمل ما يحلو لك في الخفاء.
ابتعد عن الكذب مهما كانت النتائج والعواقب فهو سلوك مقيت ومشين وخاصه في مجال العمل فهو يؤدي لفقد احترام الناس بشكل نهائي وخاصه اذا كنت تعمل مغتربا عن بلدك.
ابتعد عن التدخل في حياه الاخرين ولا تتدخل في حديث ليس معك ودع عنك رغبه تتبع سؤات الناس .
ابتعد عن كل ما يخل بالتزاماتك المجتمعيه رغبة في تحقيق ربح ليس من حقك . فالتهرب الضريبي مثلا في المجتمعات الغربيه هي جريمه مخله بالشرف بينما عندنا نوع من الشطاره . واحترم البيئه المحيطه ونظافتها ولا تتهكم علي ذلك مثلما نفعل نحن في اوطاننا .
ابتعد عن اظهار الكرم الزائد او الاهتمام المبالغ فيه لأي شخص فقط لكونه (خواجه) . فهم لا يفهمون هذه المشاعر بطريقتنا وانما بطريقه خاطئه. وتصرف بطريقه عاديه وكن واثقا من نفسك و علمك ولا تبالي بأي تعليق او نقد .
ابتعد عن محاوله فرض عقيدتك علي الاخرين ولا تسفه او تنتفص من عقائد الاخرين وايمانهم فقد فقدنا ارضا كبيره في التعامل معهم بهذا الشكل . فلم يكلفك احد بهدايه الناس . فما بينك وبينهم سوي مصالح دنيويه وماديه .
وفي النهايه سأسوق مثالا حديثا كنا نعيشه منذ شهور . بلغت حاله التوجس لدي دول العالم المشاركه في كأس العالم بقطر من كونها دوله عربيه والجميع يخاف منا علي الرغم من الامكانات الماديه الهائله التي توفرت لأنجاح هذا الحدث ، مما حدا بالبعض من طلب نقلها او الغاؤها .
ولكن المثال الجيد الذي ضربته قطر في التعامل مع الاخرين بدد خوف المشاركين واستطاعات قطر بذكاء ان تحتوي الجميع واحتفظت بهويتها الدينيه والعربيه من منطلق وحيد يفهمه هؤلاء دون سواه وهو انه يجب عليك ان تحترم قوانين البلد المضيف وهو اتجاه ذكي اعتقد ان قطر قد استعانت بخبراء ليصلو بهذا المنطق للجميع ويجبر الجميع علي احترام القانون الذي تطبقه الدوله المضيفه . هكذا يكون التعامل مع المجتمعات الاخري بدون مواربه او عاطفه او مشاعر متدفقه لا معني لها فلا لغه مشتركه سوي لغه القانون و المصالح.
اعتذر عن الاسهاب ولكن الموضوع يجب ان يعالج بمشرط الجراح وبدون مواربه لانه لم يعد يحتمل مناقشات غير ذات جدوي اوصلتنا الي ما نحن فيه الأن في علاقتنا بالاخرين وان المقال اتجه الي التنوير لا التبرير وان نبدأ في تغيير انفسنا بعيدا عن جلد الذات او التبروء من عادتنا وتقالدينا او احكام الدين فهذا ليس المقصد علي اي حال .
#سقراط #حكاوي_علام