للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

عندما يصبح الجاهل ناقداً .. سقراط

عندما يصبح الجاهل ناقداً .. سقراط

04:10 pm 25/03/2023

| رأي

| 1208


أقرأ أيضا: Test

عندما يصبح الجاهل ناقداً .. سقراط

 

اتذكر بأنني قابلت الصحفي الشاب عثمان ولد الحاج علام منذ سنوات وكنت ارتعش بردا علي احد ارصفة مصر القديمة وقد هاله رثاثه حالي وانا اتوكأ علي عصا تحملني . حينما  ربت علي كتفي وطلب لي كوبا من الشاي الساخن وهو يهدأ من روعي ويقول لي "الدنيا بخير ". 

 

ومنذ هذا الحين وانا اراه من حين لأخر لاهمس في اذنه ما اراه وانا اتجول في عوالم خفيه في مجتمعنا الذي يموج بكل متناقضات الحياه حلوها ومرها. ولا اعلم يقينا ان كان يعيرها اهتماما ام يقذف بها في غياهب الذكريات؟ 

 

وتذهب الايام وتمر الاحداث ولكني وجدته البارحه علي احدي مقاهي رمضان واجما ينفث سحابه من الدخان اصابتني بالدوار . 

 

وعندما سمع دقات عصاي ابتسم داعيا اياي للجلوس وقد وجدتها فرصه للراحه وتناول سحور مجاني ساقته لي الاقدار . 

 

وبادرته بالحديث مابك ؟ انك واجم حزين . فشرد عني وهو كمن يحدث نفسه انني اتعرض للهجوم ايها الرجل العجوز عندما كتبت ماقلته لي عن حاجه الناس الغلابه للغوث وانها تتعلق (بالملا ) لما لمسته فيه من صدق وهدوء . واتهموني ايها العجوز بالتزلف وانت تعلم انني قد كتبت عنك مارأيته وسمعته انت ولا حاجه لي لتملق هذا او ذاك!! ولا الرجل بحاجه الي ذلك!!

 

ابتسمت ونظرت مليا الي عينيه لأري وقع كلماتي قائلا ..  ويحك ايها الفتي !!.. منذ متي كان للجهل مناره!! فحدق مندهشا وعيناه تسطعان شغفا متسائلآ .. ماذا تعني ؟ 
اردفت قائلا وانا لا اسمع تساؤله ..  لقد قذف الجهله اشرف البشر بالحجاره فمن انت حتي تحزن من كلمه هنا او قدح هناك ! لم يعقب عثمان !! وجدتني مستمرا في حديثي اليه  .. 

 

هل للجهل وجهه كوجهات السفن ؟ هل رأيت له مناره ترشده للطريق الصواب ؟ الجهل ياصديقي يثير غبارا  وضجيجا ولا يخفي الحقيقه. الجهل لا يشع ضوءا ولا يهدي لطريق ! 

 

لقد كتبت ما سمعته مني فعلا وانا رجل شبه ضرير اسمع ولا اري ولا علاقه لي بأشخاص وليست لي مصالح مع احد . 

 

ولكني عندما سمعت عن هذا الرجل وتعلق اهداب امل الناس به وعن ماقام به علي ارض الواقع من مدارس ومستشفيات وجمعيات وعمل بدون ضجيج فلم يكن هذا من باب المدح والثناء للرجل انما هو سرد لواقع سمعته من عامه الناس. ولا زيادة في ذلك او تهويل . 

 

واذا كان الامر كذلك فقد سمعت ايضا عن مدمني القذف عن جهل وممن يعتبرون انفسهم اوصياء علينا وعلي افكارنا.  

ماذا سمعت ايها العجوز قالها الصحفي الشاب متوترا...

سمعت العديد من الناس تحسدهم علي ما افاء الله عليهم من نعمه ولا يشكرون بل يطلبون المزيد . سمعت عن المصالح الضيقه التي تنتهي عند بضعه جنيهات يبغونها زياده فوق ما انعم الله به عليهم والا فالنقد والشكوي كنصل السكين الغاشم. 
لم يري المجتمع منهم اي مساهمه فيما افاء الله عليه من نعمه. فلا هم رحمو ولا تركو غيرهم ليرحم هؤلاء المحتاجين. 

 

سمعت ياصديقي ان هؤلاء عددهم في اللمون و ان مايحصلون عليه من حقوق هو اكبر عقبه في هذا القطاع الحيوي ويناضل اولي الامر منهم للحفاظ عليهم وعدم تعرضهم لأيه انتكسات في مستقبلهم وهم لا يدرون عن ذلك شيئا ولا يعطو بالا لذلك وهم في كل الاحوال غير راضين عن اي شئ. 

 

هؤلاء ياصديقي لا يعلموا بأن هناك من يقبل ان يأكل الطعام المتبقي منهم في اماكن عملهم لسد جوعه حيث تقدم لهم احسن خدمه من مأكل وملبس . بينما يجلس اقرانهم ايضا في مناطق اعمال اخري بل ونائيه بدون اي ميزه بل ويأكلون من حر مالهم راضين مرضيين بالكفاح لجلب الرزق . 

 

هؤلاء ياصديقي علي غير علم بأن هناك نفوس تموت لأنها لا تملك حق الدواء بعدة جنيهات بينما هم نزلاء احسن المستشفيات اذا اصيب احدهم بالكحه.

 

هؤلاء ياصديقي علي غير علم بأن ما يتقاضونه في جيوبهم لا يمثل اكتر من ثلث ماتتحمله شركاتهم عنهم نظير الخدمات المقدمه لهم وتأمينهم ضد نوائب الزمن فاذ هم يستصغرون . 

 

هذا قليل مما اسمعه من الناس ياصديقي واعلم ان فاقد الشئ لا يعطيه وانهم فقدو البوصله الصحيحه لوجهة الحياه وهي الرضا والقناعه بما من الله عليك وعليهم. 
ولعلك لا تحزن  عندما تعلم ..........
وتمتد يدي لكوب الشاي الساخن .. 

 

فألتفت عثمان لي مستفسرا وعلي وجهه علامات التركيز .. اكمل .. 
قلت ان هذه الافعال توازي ما تواجهه البلد من تشكيك في كل شئ ، الست تعيش معي في هذا البلد !! 

ماذا تعني ايها الشيخ.. قال عثمان .. 

قلت اذا بنينا كوبري انطلقت بعض الحناجر عن جهل ولماذا هذا ؟ واذا ما انسدت الشوارع اكتظاظا نلعن الظروف التي منعت اقامه الكوبري . 
واذا اقمنا محورا او طريقا ينطلق الجهل من عنانه يندب ما انفق عليه!! واذا لم يتم اقامته نلعن نفس الظروف التي ادت بنا الي أن نصل لحاله الشلل المروري لشعب يصل عدده الي ١٥٠ مليون بالمهاجرين لدينا .. 

 

 و اذا ما قمنا بتوزيع مساعدات غذائيه  للناس فهو المهانه للشعب واذا ما امتنعنا عن ذلك تبدأحلقات الندب الاعلامي من قسوه القلوب والنفوس !! 

اذا ماهو المطلوب تحديدا !! لا تسمع الا همسا ولا اجابه!! انه النقد والتشكيك بلا هدف سوي ارضاء لغرور فارغ يصور لك انك ناقد ولكنك في الحقيقه جاهل . 

ولكننا ومع هذا ابناء وطن واحد وطلبنا منهم ان يعاينو كل انجاز وكل مشروع وقلنا لهم انزل (شوف بنفسك) . 

 

ضحك عثمان وقال اذن سأكتب ما قلت لي ولتتحمله انت وحدك !! قلت بلي ولكن ليكن الحق والعدل في القول بأن ليس الكل علي هذه الجهاله ولكن هناك من الشرفاء الذين ارتضو ورضو فرضي الله عنهم ووهبهم راحه البال والطمأنينه والصحه ايضا . فلكل رزقه وزاده المحسوب له في السماء ولن ينقص له شعيره عند اخر نفس له في هذه الدنيا . 

 

اما من يقاتل ويرغي ويزبد من اجل بضعه جنيهات لزوم تغيير السياره او زياده ادوار البيت او شراء اراض لا تتسع لأطماعه واحلامه فبشره بالفقر بين عينيه بعدم الرضا وسيظل يلهث حتي يموت مذموما محسورا. 

(اشرب الشاي ياعمي سقراط ) .. ابتسمت وقلت له اين السحور يافتي !! هل اصابتك العدوي ..ولا من عاشر القوم .. 

ضحك  الصحفي مجلجلا وتركني اتحدث الي نفسي ولم يطلب لي طعاما ..فأبتسمت ورحلت ادق بعصاي تحت مطر الربيع وليالي رمضان الساهره  متمتما .. 

 

ياصاحب الملك والملكوت ارزقني وارزق الغلابه بقلوب رحيمه وحنن قلوب العباد عليهم ياكريم .. يا كريم . 

#سقراط #حكاوي_علام

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟