07:46 am 11/03/2023
| رأي
| 1565
تختلف الدولة الطولونية عما سبقها من خلافات وممالك في الظروف التي أدت إلي قيامها .. ونظام واشكاليات الحكم فيها..فينما كانت الخلافتان الاموية والعباسية دولتان ممتدتان، تجمعان جناحي العالم الإسلامي، وتملك كلا منهما راية الخلافة وأهلية الحكم باسم الخليفة الجامع لأمر المسلمين، وكانت الخلافة الفاطمية دولة مضادة، تعتمد نهجا ومذهبا مختلفا.. لكنها تزعم لنفسها نفس الصفة الجامعة، وتدعي تقدم حقها في تسيد المسلمين، على أحقية الأمويين والعباسيين، فإن الدولة الطولونية لم يكن لها من أمر الخلافة شيء، كما أن حكامها ظلوا تحت الولاء الاسمي، والتبعية الشكلية، للخليفة العباسي في بغداد .
الدولة الطولونية ظهرت في الوجود عام 254 هجرية / 868 م، على يد مملوك تركي هو " أحمد بن طولون " (254- 270هـ/ 868- 884م)، والذي تمكن من اتخاذ مصر مقرا لدولة عمل على انشائها، وتوريث حكمها لذريته، ومن ثم أمتد نفوذه إلي الشام والحجاز، وقد توالي على حكم ( مصر الطولونية) أربعة من نسل المؤسس الأول " أحمد بن طولون"، لكن هذه الدولة القوية، التي طمحت يوما إلي أن تصبح حاضرة الخلافة العباسية، بدلا من بغداد، وكاد مشروعها الطموح هذا أن يتم، انهارت بعد أن دخلت في نزاع علني مع دولة الخلافة العباسية، وساد الخلاف والتناحر بين أبناء البيت الطولوني، وقتلوا بعضهم بعضا طمعا في الحكم، وحين تيقن " الخليفة المكتفي بالله العباسي" أن دولة الطولونيين قد تلاشت قوتها، أرسل جيشا يقوده " محمد بن سليمان الكاتب" .. فهزم الطولونيين بحريا في تنيس، ثم نزل الفسطاط، بعد أن رُفضت بيعة الحاكم الطولوني الجديد " شيبان بن أحمد بن طولون"، ومن ثم أتجه إلي عاصمة الطولونيين ( القطائع) .. وأشعل فيها النار ليتمكن منها.. وفعلا انهارت المدينة ثم سقطت الدولة كلها تبعا لذلك .. وتلاشت الدولة الطولونية المجيدة .. بعد سبعة وثلاثين عاما قضتها في الوجود .. وبقي تاريخها العظيم، على قصره، وقليل من آثارها العامرة .. وأهمها مسجد " أحمد بن طولون" .. بعمارته ومئذنته المميزة .
1- كتاب ( الدولة الطولونية ) لمصطفي غنيم
2- كتاب (مصر في فجر الاسلامي من الفتح العربي الى قيام الدولة الطولونية ) للدكتورة " سيدة إسماعيل كاشف " .