للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

أشرف زغدان يكتب: الجهل اتقاء المواجهة

أشرف زغدان يكتب: الجهل اتقاء المواجهة

06:45 pm 02/03/2023

| رأي

| 984


أقرأ أيضا: Test

أشرف زغدان يكتب: الجهل اتقاء المواجهة 

 

يأبي الصحفي الشاب محرر هذا الموقع الا ان يثير معارك فكريه تقذف معها حمم من التصورات والشجون . ويضغط بعنف علي اوجاع مجتمعيه متأصله . ثم يترك المعركه ليدخل الي مساحات اخري اكثر وعوره. 

فنظريه ان تحتمي بجهل الامور اتقاء المواجهه وتحديد المسئوليات والمحاسبه الواجبه فانه يصل معنا الي مرحله جديده من مراحل المواجهه الفكريه للتعامل مع معطيات الحياه المعاصره بكل مايعتمل فيها من متناقضات وفساد واهمال ومايمليه الضمير الانساني والاحساس الوطني تجاه العديد من المشاكل والتحديات. 

ومن هذا المنظور ايضا تأتي فلسفه الخلاف في  تحديد الاحتياجات من وجهه نظر النخبه والمرتبطه بتطور اساليب سير الحياه وما يراه العامه من المجتمع تجاهها .  

كان للراحل يوسف شاهين في رائعه الارض دورا كبيرا في القاء الضوء علي هذه النقطه تحديدا فبينما  مثلت السكه الزراعيه حلما وتخطيطا استراتيجيا للنخبه مثلت في نفس الوقت خرابا ودمارا علي عامه من  الناس . 

فأذا كان لأنشاء السكه الزراعيه اهداف عامه من ربط الناس بالحضاره والمدنيه في منظوره الشمولي والاستراتيجي ولا يخلو من بعض المصالح الشخصيه للنخبه. 
فأن العامه من الناس اظهرت المقاومه لذلك بطريقه دراميه نتيجه الشعور الجارف نحو ارضهم وما سيواجهونه من قطع للارازق ومحو للتاريخ والذكريات . 

واتجهت المعالجه بذكاء يوسف شاهين المعهود الي تأثير ظهور السياسات الرماديه تحقيقا لبعض المصالح الشخصيه لبعض رموز العوام حتي لا تخترق السكه الزراعيه ارضهم .و بدأت السكه في الالتواء هنا وهناك .. لتظهر اثار السياسات الرماديه في اوضح صوره في تغليب تلك المصالح وانسلاخ الرموز عن الاجماع المجتمعي. 

تري ماهي الحلقه المفقوده التي تربط بين تصورات المشاريع الاستراتيجيه الكبري واثارها وبين رأي العامه فيها ومايصحب ذلك  من مقاومه تقترن  بأشجان الفقد والتخلي وهو مايثير الشعور العام  بصوره دراميه تجاه تلك المشروعات؟. 

ظهرت دراسات عديده لهذه النوعيه من المشاكل وخلصت معظمها الي تصور لنظريات سأحاول تبسيطها للقارئ . 

كان ضعف الدراسات الاجتماعيه المفترض اجراؤها احد اهم هذه النظريات. 

الدراسات المجتمعيه علم واسع المجال و يجب ان تتواصل عبر متغيرات الزمن والمكان والاحداث لتوضح لأولي الامر العوارض التي تعج في المجتمع في كل مرحله من مراحل الحياه. وللاسف فأن هذا المجال من البحث والدراسه التقنيه والاحصائيه غير موجود بقوه في الوقت الحالي وهو مايؤدي لزاما الي تلك المواجهات بين رؤيه المخطط ورؤيه المتأثر بها . 

 وتأتي الدراسات الاجتماعيه الجاده  كأحد اهم ركائز اتخاذ القرار جنبا الي جنب مع الدراسات التنفيذيه لتكون تحت عين صانع القرار بدون مواربه . عندها سيكون اتخاذ القرار مدعوما بتصورات محدده ولا يتأثر بأيه سياسات رماديه وبما يسمح بتحديد اولويات التنفيذ وادواته من حيث التوقيت والمراحل ليحدث التجاوب المجتمعي مع تلك المتغيرات بصوره تدريجيه. 

ايضا اظهرت تلك الدراسات بأن اسلوب الصدمه وفرض الامر الواقع لتحقيق استراتيجيه محدده تفقدها المسانده الشعبيه اللازمه وتؤدي الي عزوف في التفاعل المجتمعي مع تلك المتغيرات وهنا مكمن الخطوره حينما  يأتي الفعل بدون رد فعل فتكون كمن يرسم علي الهواء. 

وهناك العديد من النظريات  الفرعيه التي عالجت هذا الامر واهمها نظريه (انعدام الرغبه في التغيير ) ونظريه (الخوف الفطري من المستقبل). 


واذا كانت الاديان لها دور في الحد من التأثير السلبي لنظريه الخوف من المستقبل  فلم يكن لها نفس الدور في النظريه الاخري. 
وقد فسر العديد من الباحثين كيف لنظريه كراهه التغيير ان تتوغل في مجتمع بعينه دون الاخر . فكان احد التفسيرات واقربها للفهم في ان للموقع الجغرافي اثره في ترسيخ هذا الشعور فسكان الوديان والارض السهله وتعاقب مواسم الزراعه والحصاد ومرور فصول السنه بدون تغييرات عنيفه و الابتعاد عن  تأثير الظواهر الكونيه المدمره تصبغ هذا المجتمع بظاهره السكون والهدوء النفسي واضمحلال تأثير الخوف من المستقبل مما يجعل مقاومه التغيير حتي للأحسن لديه هو وضع فسيولوجي متأصل يحدث بتلقائيه غير مفتعله. 

بينما تري في المجتمعات ذات الاعراق وما تحويه من التضاريس  المختلفه وما يحيطها من تغيرات عنيفه في احوال الطقس وتعرضها لمختلف الظواهر الكونيه هي اكثر تقبلا بل واقبالا علي التغيير في كل مناحي الحياه لديها وببعض العنف والانانيه الفطريه في التعامل . 

وبالقياس علي مجتمعنا تجد انه مؤهل طبقا للنظريات الاجتماعيه والمجتمعيه علي كراهه اي تغيير لأحواله وان اهتماماته تنحصر في مجتمعه الصغير وحيه الفقير او حتي الراقي  واصدقاء الطفوله وانه نشأ علي ان تكون المدرسه مجاوره للسكن وان يتزوج بجوار او حتي في مسكن والديه ولا يهتم بما يحدث خارج محيط سكنه. وهنا تكمن معضله التغيير والانفتاح او حتي التطوير . كيف يمكن لك ان تؤهل هؤلاء فكريا وهو الجانب الاهم  علي اي حال لتقبل هذه التغييرات . وهو ما اعتقد ان  هذا لم يحدث في كثير من الاحيان . 

علوم الاجتماع تستند علي ثقافات وتاريخ وجذور وعادات توارثتها الشعوب عبر الاف السنين متأثره بكل مايحيط بها من عوامل جغرافيه وديموجرافيه وتاريخيه وتعمد الجهل بها يؤدي الي عواقب وخيمه ونحن هنا لا نتخذ امثله العلاقات الشخصيه   او علاقات العمل كمقياس فيما قد  يصيبها من الشطط او الناشئه  عن مصالح ضيقه وانما الحذر من الجهل او ادعاؤه حين يمكنك ان تتعامل مع امه لها ثقافتها وطبيعتها وظروف حياتها . وهذا لا يتأتي الا بدراسات مستفيضه ومتعمقه تخلص لصانع القرار النصيحه المثلي لتطبيق استراتيجيات محدده وتحدد اطار التعامل الصحيح مع تيارات المجتمع وتحقق التوازن المطلوب بين التغيرات الاستراتيجيه واحتياجات المجتمع الحاضره والمستقبله. 

ولا اعتقد في ظل ظروف عالمنا الحالي وتشابك اطرافه ومشاكله ان يكون الجهل او تصنعه نعمه فالعالم من حولك  يقفز بخطوات هائله ولا ينتظر ولا ينظر وراؤه . 

لكل منا دوره ياساده  .. الصحفي والكاتب والمعلم والطبيب الكل مدعو للمشاركه . فلا تنتقد عن جهل وقله خبره او رغبه في شهره او تحقيق منفعه. عندها سيسقطك التاريخ والناس وتستهان ذكراك عند كل سامع او غادي  .

اما اذا كنت علي درايه ودراسه بما انت به مهموم  وتملك من ادوات النقد والاتهام ما هو صحيح ومثبت فأتجه صوب المواجهه وستجد الناس في معيتك ولك منهم الظهر والسند . 

لا تفرطو في حق وطنكم ومجتمعكم  بالجهل او ادعاؤه رغبه في السلامه ودرأ لخطر  قد يكون في مخيلتك انت فقط  تحديدا . 

اتجه صادقا لهدفك  فالصدق كاشف وناصر واذا لم ينصرك العباد فأنتظر  السماء.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟