للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مروه عطيه تكتب : سقوط دولة الفاطميين

مروه عطيه تكتب : سقوط دولة الفاطميين

05:09 pm 02/03/2023

| رأي

| 920


أقرأ أيضا: Test

مروه عطيه تكتب : سقوط دولة الفاطميين

 


أما دولة الفاطميين، التي تأسست وقويت شوكتها، حتى صارت قوة عظمي في العالم القديم، وتمكنت من بسط نفوذها على رقعة واسعة جدا من العالم الإسلامي، من غربه إلي شرقه، فإن سقوطها كان حتمية لطريقة قيامها، التي عنت عدائية مستمرة، مذهبية ومكانية، مع الخلافة الإسلامية القائمة، والمعترف بها حينذاك، وهي الخلافة العباسية .


حين تأسست الدولة الفاطمية في بلاد المغرب، وضع حكامها عينهم على مصر، التي تقف حارسة لشقي العالم الإسلامي الآسيوي والإفريقي، وتطل نحو أوربا، وعملوا على ضمها لهم، حتى تحقق حلمهم عام 969م ( 358 هجرية)، أي بعد قيام دولتهم في إفريقيا ( تونس حاليا) بأكثر من نصف قرن، فتمكنوا من دحر الإخشيديين، ودخل " جوهر الصقلي"، القائد الفاطمي القوي مصر بجيوشه، لتصبح هي مركز وقاعدة خلافة مناوئة ومعادية للخلافة العباسية .


وكسنة الدول ظلت الدولة الفاطمية قوية راسخة، وإن لحقت بها فترات ضعف وتدهور وأزمات، كان من أعظمها المجاعة الكبرى التي ضربت مصر في عهد الخليفة " المستنصر بالله الفاطمي"، والتي سميت بالشدة المستنصرية، ثم وفاة المستنصر نفسه لاحقا، والخلاف حول إمامة وخلافة ابنه الأصغر " المستعلي" بدلا من الابن البكر " نزار"، مما أدي لانقسام بين الفاطميين، وبين معتنقي مذهبهم الإسماعيلي، وهو خلاف لا تزال أصداؤه قائمة حتى يومنا هذا !


لكن كافة العوامل تجمعت في النهاية لتضع الدولة الفاطمية لقمة سائغة لأعدائها، من الصليبين الذين فتكوا بجيش الفاطميين المرابط في الشام، وتمكنوا من دخول القدس عنوة، في الحملة الصليبية الأولي، ثم حل الاضطراب بقاعدة الدولة الفاطمية نفسها في مصر، فتهددت البلاد بخطر داهم، نتيجة الصراع بين " شاور بين مجير السعدي" وبين الخليفة " الظافر بدين الله"، ومجموعة من أكابر الدولة حينئذ، منهم أمير الصعيد " ضرغام بن ثعلبة"، ولذلك عمد " شاور"، بعد أن عسر عليه انهاء النزاع لصالحه اعتمادا على قوته الذاتية فقط، إلي طلب العون والنجدة من صاحب دمشق، " نور الدين محمود الزنكي"، الذي سارع بإرساله جيشه، وعلى رأسه " أسد الدين شيركوه"، الذي تمكن بعد أحداث كثيرة من بسط سيطرة قواته على مصر، وثبت " شاور " وزيرا، لكن ما حدث أن الأخير استعمل اللؤم والخبث، وعاد يغير ولاءه، فكاتب ملك الصليبيين في القدس " أمارليك" الأول، عموري، الذي حاول الاستيلاء على مصر .


في النهاية قتل " شاور" على يدي " أسد الدين شيركوه"، ومن ثم صار الأخير وزيرا للخليفة الفاطمي، وبقي يسوس أمور الدولة حتى وفاته، ليلحق به ابن أخيه " صلاح الدين يوسف بن أيوب" وزيرا خلفا لعمه، ومن ثم بدأ خطواته للقضاء على فلول الدولة الفاطمية، واسقاطها نهائيا، وتم ذلك عن طريق قطع الدعاء للخليفة الفاطمي " العاضد لدين الله"، بينما هو على فراش الموت، والدعاء باسم الخليفة العباسي" المستضيء بأمر الله، سبتمبر 1171م، وكان ذلك إيذانا بنهاية وفناء الدولة الفاطمية، بعد أن بقيت أكثر من قرنين ونصف من الزمان، ثم جرت عليها سنة القدر فزالت واختفت كسابقاتها من الدول والممالك .
 

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟