03:32 pm 14/02/2023
| رأي
| 1432
وائل مقلد يكتب : خذ الكتاب بقوة
نداء ربانى لنبى الله يحيى فقد كان عليه السلام صغير السن فنوه بذكره وبما أنعم به الله عليه وعلى والديه ، فقال سبحانه ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) أي تعلم الكتاب بجد وحرص واجتهاد وهذه دعوة للحرص على العلم أولا والاجتهاد فى التعليم خاصة فى الصغر ومن هنا يجب علينا أن نحرص بشده على تعليم أبنائنا وبناتنا العلوم الشرعية والعلوم الدنيوية فالتربية هى أول مراحل التعليم والإعداد للحياة وأول لبنة فى البناء التعليمى هو حفظ القرآن الكريم فى الصغر فهو يثقل الطفل لغويا ويعلمه العديد من المهارات الأساسية كأحترام الدين متمثلا فى أحترام القرآن الكريم حين ينصت للشيخ للحفظ فيجلس بهدؤ ووقار يتلو ويردد خلف شيخه دون أن يكل أو يمل ملتزما بموعد الدرس وفى الإنصات للشيخ والترديد خلفه إدراك لقيمة المعلم واحترامه وتوقيره والإلتزام بالوقت وتقدير قيمته وتحمل المسئولية فى حفظ ما قرره له شيخه كل هذا بالإضافة الى الطهارة والتعود على أن يتوضأ قبل الدرس فيشعر بقيمة نظافة البدن و الروح ويحافظ على الصلاة فهو الحافظ لكتاب الله وعليه الإلتزام بالصلوات المفروضة واحيانا السنن . يرتل فى صلاته ما حفظ من آيات الذكر الحكيم .
ليس هذا فحسب بل فى القرآن قصص وتعليمات وأوامر ونواهى تكون دليله فى الحياة لتشكل الأساس المتين لشخصيته وسلوكه القويم ليصبح مؤمنا مدركا عله خلقه عابدا لله متحملا الأمانة وعمارة الكون .
خذ الكتاب بقوة أى بجد وإخلاص لا ميوعة ولا تخاذل نبنى أجيال قادره على بناء المستقبل وتحقيق أمال الأمة يعمرون فى الأرض لديهم القدرة على الأبتكار والأبداع فالقرآن الكريم يدعونا للتأمل والتفكر فى خلق الله وحكمته سبحانه وتعالي فكل ما فى الكون خلق بقدر وحكمه ولم يخلق عبسا .
فالإجتهاد أمر مشروع محمود فى الدين جاء فى القرآن الكريم ودعى للفهم والعلم فقال سبحانه بعد قوله فى سورة مريم (خد الكتاب بقوة ) ( وآتيناه الحكم صبيا ) أي الفهم والعلم والجد والعزم ، والإقبال على الخير ، والاجتهاد فيه وهو صغير
ما أجمل حفظ القرآن وتعلمه وتفسيره والعمل به لبناء مجتمع مسلم فاهم لصحيح الدين وسطى كما نحن أمة وسطية ديننا سمح .
أما باقى العلوم سواء الشرعية والعلوم الدنيوية فهى أساسية لبناء الفرد والمجتمع فالعلوم الشرعية كالحديث والتفسير والفقة وغيرها تعرف المسلم بدينه من عبادات ومعاملات وقضايا فقهية والعلوم الدنيوية أساسية لبناء حياة كريمة وعمارة الكون والعلوم الطبيعية والإنسانية وغيرها التى تنمى مهارات وقدرات البشر وتزيد من علومهم ومعارفهم و ترتقى بمهنهم التى تخدم الإنسانية كالطب والتدريس والهندسة وكافة المهن الحرفية والمهنية الحره فالناس للناس من بدو وحاضرة بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدم فكل منا يحتاج للأخر للتكامل الحياة .
واخيرا وليس بأخر نردد قوله سبحانه و تعالي ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة )
صدق الله العظيم