08:05 am 02/02/2023
| رأي
| 1464
د . مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرؤف يَكْتُب : " أَسْبَاب الْغَلَاء . . حَدِيث السَّاعَة .
لاشك أن الغلاء الحالى حديث الغنى قبل الفقير .. فالغلاء هم و ألم يتضاغف يوماً تلو يوم ... بل ربما يكون ساعة تلو الأخرى .. مما جعل صوت الطبقة الفقيرة والمتوسطة يتحول من الأنين إلى الصراخ ...
وتعالت أصوات العامة قبل المثقفين يحللون أسباب الغلاء الذى سحق الفقراء سحقاً ... و دنا من متوسطى الدخل فأصبحوا إلى السحق أقرب ...
فسارعت فئة من المثقفين الإقتصاديين يلقون باللوم على الركود العالمى للتجارة ... و أثار الثورات .. وتوقف و ضعف الإستثمارات .. وتاريخ الدين الخارجى و الداخلى.
بينما سارعت فئة أخرى من المثقفين المتدينين بالديانات المختلفة يلقون باللوم على أسباب أخلاقية واجتماعية من فساد الذمم وجشع التجار والإحتكار والإمساك وشح الأغنياء.. موقنين بأن ما نحن فيه بسبب إبتعادنا عن التحلى بالأخلاق الحميدة و التمسك بتعاليم الديانات السماوية.
بينما هرولت فئة أخرى من المثقفين السياسين لإيضاح أن ما نحن فيه يرجع إلى ضغوط عالمية و محلية وإقليمية لإسقاط الدولة .. ووجود فئات منخرطة داخل المجتمع المصرى من جماعات محظورة تشارك بقوة وعن قصد فى تعطيل عجلة التنمية وخلق حالة من الإحباط واليأس لدى المصريين مستغلين الشائعات فى الإضرار بمصر وأهلها
والحقيقة المريرة .. أن جميع أراء فئات الشعب تصلح جميعها أن تكون أسباباً مجتمعة لهذه الأزمة ... فلن ينصلح الإقتصاد ... ولن يزول الغلاء و يعم الرخاء .. ولن ترفع الضغوط عن كاهل المواطن المصرى .. ولن .. ولن .. إلا إذا تكاتفنا خلف قيادتنا السياسية يداً واحدة لبناء هذا الوطن معالجين كل أسباب الغلاء المتشابكة والمتضافرة ..
مؤمنين بأنه ليس هناك مسئول محدد عن الغلاء
فكلنا مسئولون عن هذه المشكلة .. لايتحمل شخص معين أو فى فئة معينة سببها .. مهما كان موقع الشخص الوظيفى أو القيادى ..
فلابد وأن تتضافر كل جهود الشعب المصرى لتنمية إقتصاد بلاده محاربين الفساد المالى و الإدارى .. مقومين للإمكانيات البشرية ... مكافحين للغش والجشع مؤمنين بأن الخير والفيض والعطاء هو بيد الله أولاً .. ثم بأيدينا شعباً قبل قيادة .
فالخير قادم بإذن الله ...فمهما طال الظلام .. فلابد لليل أن ينجلى وللفجر أن ينبلج و للشمس أن تشرق .. والمصريين قادرين حكومة وشعباً بإذن الله على إجتياز كل المحن والصعاب .. حفظ الله مصر و المصريين .
كاتب المقال : أ.د / محمد عبد الرؤف .. نائب رئيس مجلس إدارة مركز تطوير الكيماويات لقطاع البترول ورئيس التحالف القومى للبتروكيماويات