لا يختلف رجل العمليات فى مجال صناعة البترول والغاز والبتروكيماويات فى حياته عن المقاتل فى الحرب ولكنها حرب يومية ، ما بين رجل العمليات الفنى المتخصص فى مجال البحث والاستكشاف والإنتاج والتكرير ،وما يوازيها من شركات صناعة الغاز .
فالفنى فى مجال صناعة البترول أمانته الوظيفية حتى خروجه إلى المعاش ،أنه يحمل بين يديه قنبلة قابلة للأنفجار فى أى لحظة !!
لذلك تجد أن الاتفاقيات التى تبرمها الشركات الأمريكية الكبرى فى مجال صناعة البترول والغاز والبتروكيماويات ،يكون بند الأمان أعلى بنود النفقة ،لأن الشركة الأمريكية لا مجال فى ضرورة تطبيق المعايير العالمية فى مواجهة الكوارث ،ولأن عمليات البترول على وجه العموم تتسم بالخطورة ،لذلك العمل الفنى المتخصص فى مجال صناعة البترول محفوف بالمخاطر بطبيعته !!!
وهناك موقف تمثيلى فى فيلم الناصر صلاح الدين ،وهو مشهد الدمشقى أثناء إحضار عربة السائل الكيميائى الفتاك بالأبراج ، ودخول رجل فى يده شعلة نار ،ألقاها وقال له :أتريد حرقنا ؟؟
لأن ليبتسم له العوام ويقول له أنت متأكد من النتيجة ،لأنه الفنى المتخصص العالم بنتيجة اقتراب النار من السائل ،واقتراب الجاهل الذى يريد المساعدة ،وهى الآفة التى أصابت صناعة البترول والغاز والبتروكيماويات هو عدم إدراك الكثير من الفنيين للمعايير العالمية الخاصة بكل مهنة فنية ، والتى من أولويات ومبادئ الثقة فى الأداء ،الالتزام بالمعايير الخاصة بنظام السلامة والصحة المهنية ،زى الكتاب مابيقول.
الفنى إذا أراد اكتساب الخبرة والثقة فى الأداء عليه تأمين المخاطر أولا بدقة واحترافية فنية ( وليس بنظام كيف تهبط الطائرة ) ،فنى يعرف مدى الخطورة المحيطة بالأداء اليومى ، باعتبار أن الفنى حياته الوظيفية دفتر أحوال حامل الأمانة الخطيرة ، فكل رئيس مجلس إدارة شركة أنتاج أو تكرير يوم خروجه إلى المعاش ، يسلم الشركة التى هى فى حقيقتها قنبلة !!!
ووفقا للمبادئ الأولية لنظام إدارة الشركات الأمريكية البترولية ،التطبيق الحرفى للسلامة أولا ،فلا يوجد مخترع فى الصناعة بمفردة ، بل لكل وظيفة فنية كتالوج فى كل شئ ،زى الكتاب ما بيقول !!
ومن الوقائع التى تكشف مدى خطورة صناعة البتروكيماويات ،الشركات عبارة عن قنابل كيماوية !!
حادث الانفجار فى خط البروبان ،والذى يبرز الخطأ الفنى ،فالعمليات إذا طبقت المعايير الصحيحة لن يتأثر حامل القنبلة.
وبعيدا عن الحديث فى المسئولية الجنائية ،الفرضية الأساسية وهى الخطأ الفنى كصورة من صور الخطأ ، ولكن فى مجال صناعة البترول لا يقاس بالشخص المعتاد ،وأنما القياس إلى الشخص المعتاد فى الفن الذى يمارسه فنى ،فهل يقع رجل العمليات المعتاد فى ذات الغلط الذى وقع عند عملية التشغيل التالية لعملية العمرة؟
فهل يقع ما حدث مع أى رجل عمليات بترولية معتاد ،فهل يقع فى ذات الغلط الذى وقع بسببه الانفجار ، ولو وجد فى نفس الظروف ؟مع مراعاة واجب الحيطة والأنتباه الذى تفرضه القواعد الفنية أو المهنية !!
فالأجابة بنعم تعنى أنتفاء المسئولية ، والإجابة بلا تعنى إثباته ..فالخطأ الفنى يمكن أن يقع بأهمال أو تقصير أو مخالفة القوانين واللوائح والأنظمة ،ولا يجوز كما تذهب اللجان التى يتم تشكيلها أن السبب ماس كهربائى ،وفى صناعة البترول حتى الماس الكهربائى يعد خطأ فنى بالتقصير !!
والواقع يكشف أن الكثير من رجال العمليات والتخصصات أصبحوا بعيدين عن المواقع والوحدات ،فهناك رؤساء مجالس إدارة ، قد يتولى رئاسة شركة ولا يعرف المواقع والوحدات الإنتاجية ،بل أن هناك رؤساء شركات الإنتاج إذا زار موقع الإنتاج مرة ، يخرج للمعاش ولا يكررها مرة أخرى !!!
والشركات كما يذهب البعض كل واحد وحظه ،فقد تكون الشركة قنبلة ثقيلة وتحتاج أهل الفن والهندسة ،وهناك قنبلة متوسطة ،وهناك القنبلة الخفيفة وهناك ابن المحظوظة ،القنبلة لا تزال فى جيبى !!!
ورحم الله شهيد قطاع البترول أحمد أبو الحمد ، البطل الذى ضحى بحياته وروحه فداء لشركة سيدبك ،تستحق لقب شهيد البترول ،شهيد سيدبك ، لأنك كنت مثل المقاتل يواجه النار بصدره ، لأنها صناعة البتروكيماويات !!
علينا أن لا ننسى موقف الدمشقي من نتيجة اقتراب النار من السائل ، لذلك يمكننا أن نطلق على مسمى بدل المخاطر ، بدل القنابل !!
النكسة والكارثة فى صناعة البترول ، أنت تسأل من يعمل فى صناعة البترول ،هل تعرف مدى خطورة العمل ،فتكون إجابته ( بوروروم ) !!!
فعليك أن تتخيل فنى متخصص بأحدى المواقع الأمريكية ،خلال فترة الشيفت هل يمكن أن يتواصل على الفيس ومواقع التواصل والألعاب خلال فترة الشيفت ؟؟
لكن هناك من يحول عمله إلى سيلفى مباشر ،لتكون هناك صفحات ،محبى الفنى المعجزة ،وأنصار الفتى المدلل ،وكما ذهب الأستاذ عثمان علام ، عند حديثه عن رئاسة الشركات ،وكأن هناك شركات محددة فى الأجندة وشركات ساقطة من الأجندة ، وقد أطلق مقولة المطرب الشعبي احمد شيبه ،آه لو لعبت يا زهر ،عند الأعلان عن ارتباط ابنة بيل جيتس بشاب مصرى ،والشركات نفس الحكاية آه لو لعبت يا زهر ،وحظى فى قنبلة بتجيب ملايين ،لأننا فى عصر شهداء الجهل والتقصير والإهمال...ولا حول ولا قوة إلا بالله !!