منذ فترة قصيرة إتصلت بصديق عزيز للغا لمقابلته لإتمام معاملات سريعة، وقد أعرب عن إعتذاره بشده عن عدم قدرته حضور اللقاء أو إتمام العمل المطلوب وذلك على غير عادته، وبعد إلحاح شديد أفصح إلى أن والدته تمر بظرف صحى طارئ يستدعى جراحة عاجلة، وعندما ههمت بأن أعرض عليه مساعدة مالية أيا" كانت أو خطاب علاج على نفقة الدولة رفض مع جزيل الشكر لسبيين الاول: انه غير محتاج مساعدة الدولة، والثانى: وهو الأهم أنه وبحكم عادته يحتفظ بوديعة بنكية ويطلق عليها وديعة الطوارئ وغير مسموح للمساس بها إلا فى حالة المرض والكوارث فقط لاغير ,وقد فاجئتنى الإجابة فى الحالتين لأننى عانيت كثيرا" فى العمل الخدمى فى إلحاح المحتاج وغير المحتاج، ولكنى ظللت أفكر فى وديعة الطوارئ فإن المصطلح فى حد ذاته غريب بعض الشئ ،وتفحصت فى هذا المصطلح ودققت فيه وجدت أن ما مر بمصر بالعصر الحديث بدءاً من حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر وما حدث قى 28 يناير و3 يوليو وجدت أن الوديعة الوحيدة لشعب مصر فقط لمواجهة الطوارئ هى الجيش الوطنى المصرى والذى بالطبع جيشاً نظامياً وليس مرتزقة مثل بعض الدول، حيث يلجأ إليه شعبنا الصبور فى حالات الطوارئ والكوارث الكبرى.
ولعلى التضحيات العسكرية المصرية لم ولن تتوقف عند بطولات محددة، ونتذكر من البطولات مثل البطل أحمد عبد العزيز ومحمد نجيب فى حرب 48 أو عبد المنعم رياض فى حرب الإستنزاف أو العقيد البطل فؤاد بسيونى أحد أبطال معركة رأس العش وصولاً إلى أبطالنا فى سيناء.. ونحن نتوجه برسالة إلى دماء شهداء الوطن أجمعين بأن الجيش المصرى ليس لأحد أياً من كان بل هو وديعة للعجائز والفقراء الذين أفنوا أعمارهم فى طوابير الخبز والغاز، الجيش المصرى وديعة للمهمشين الذين ضاعت حقوقهم منذ أكثر من 34 عاماً خلف قيود الفقر وإهدار الكرامة، الجيش المصرى وديعة للحالمين الذين يرفعون أيديهم فى لحظة تاريخية يدعون فيها بقسم أمام الله على المصحف والإنجيل بمباركة آذان المسجد وأجراس الكنائس بالحفاظ على مصر من شارون وأمثاله وأعوانه، والحامى هو الله.
ووديعة المصريين بأن المؤسسة العسكرية ستظل أبد الدهر محافظة على العهد وعلى الشعب المصرى كوديعة لهم للطوارئ دائماً عند الإحتياج إليها سنجدها.
