04:11 am 10/01/2023
| رأي
| 966
-ظهرت الحاجة إلى الإقتصاد الأخضر(Green Economy )وبخاصة بعد المشاكل التى سببها الإقتصاد السائد على حساب البيئة والتنمية المجتمعية.فالإقتصاد القديم كان يهدف إلى الثراء والأرباح فقط دون النظر للمخاطر البيئية المصاحبة أو التأثيرات المختلفة على المجتمعات المحيطه .
-يعمل الإقتصاد الأخضرعلى أهداف التنمية المستدامة وعلى إعادة تشكيل الصناعات والمشاريع والأعمال بحيث تحقق أعلى عائد للإستثمار على الموارد كلها(الطبيعية والبشرية والإقتصادية)مع ترسيخ الحلول الخضراء ونقل المعرفة والتكنولوجيا الصديقة للبيئة.
-صناعة البترول مازالت المصدر الأول للطاقة فى العالم (تقريبا 80%) وسيستمر ذلك لفترة قادمة وذلك لسهولة النقل والتخزين وإنخفاض التكلفة الحالية إذا ما تمت المقارنة مع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.كما أن الإستثمارات فيها بمليارات وتريليونات الدولارات فى مختلف مراحلها من حيث الحفر والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات .
لكن هذه الصناعة العملاقة ينتج عنها مشاكل بيئية سببت التغيرات المناخية والضرر الذى يعانى منه العالم الآن.فعمليات إحتراق الوقود الأحفورى تطلق الغازات الدفيئة(Greenhouse gas) وأهمها ثانى أكسيد الكربون والميثان CO2 &CH4)) وتحدث ظاهرة الإحتباس الحرارى(Global warming).
-من هنا كان التكامل أمر حتمى بين الإقتصاد الأخضر وصناعة البترول لتحقيق التنمية المستدامة مع تلبية الإحتياجات الضرورية اليومية من الطاقة .
-ذلك عن طريق تحويل صناعة البترول لتكون أكثر صداقة للبيئة بزيادة مشروعات إستعادة غاز الشعلة لتقليل حرق الغازوزيادة مشاريع إعادة التدوير والتخلص الآمن من المخلفات الصناعية .وأيضا تحسين كفاءة الطاقة المستخدمة فى الصناعة مع حسن إدارة منظومة الطاقة لتقليل الإنبعاثات الحرارية .كذلك زيادة الإعتماد على الغاز الطبيعى كعنصر هام فى منظومة التحول الطاقى مع تشجيع المشروعات منخفضة الكربون .
-والتوسع فى مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر كمصدر نظيف للطاقة. تشجيع الإبتكار والتطوير وإستخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الذكاء الصناعى الحديثة(Artificial intelligence) مع الإهتمام بالتطوير والتدريب الفعال للعنصر البشرى (العنصر الأهم فى المنظومة والذى سيديرها كلها) وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص وتوطين الصناعات الحديثة وزيادة الإعتماد على المكون المحلى فى المشاريع البترولية وتبنى إتجاهات الإنتاج المستدام وتغيير أنماط الإستهلاك الضارة بالبيئة.
ومما سبق يتضح أن التكامل هو منهجية للتناسق بين صناعة البترول والإقتصاد الأخضر مما يحقق تلبية الإحتياجات الملحة للطاقة وأمنها ولكن مع الإرتباط بالنظم ألإيكولوجية والمحافظة عليها. كل هذا سيعمل على جذب مزيد من الإستثمارات الأجنبية ومصادر تمويل إضافية تهتم بالمجال البيئى (السندات الخضراء وغيرها) وبالتالى خلق فرص عمل وزيادة معدلات النمو الإقتصادى وحفظ حقوق الأجيال القادمة.