خالدالنجار:
أكد محمد شعيب خبير الطاقة إن معدلات استهلاك الطاقة في مصر مرتفع جدا ويصل معدل النمو (الزيادة) في استهلاك الطاقة الي حوالي 8.5%، مما يزيد من حجم الطاقة المطلوب إنتاجها لتلبية هذا النمو المرتفع في احتياجتنا الاستهلاكية والصناعية. . وأشار إلي أن زيادة حجم الطاقة المولدة تتطلب زيادة في الوقود المستهلك لتوليد هذا الحجم من الطاقة بما يتطلب زيادة في انفاق الدولة علي المواد البترولية ولذلك أثار جانبية عديدة علي الموازنة العامة.
وأضاف شعيب خلال جلسة "الطاقة .. أفاق المستقبل" بمؤتمر اخباراليوم أنه في عام ٢٠٣٤ ستحتاج مصر إلي حوالي ١٨٠ مليون طن وقود أي ما يعادل خمسة أضعاف احتياجتنا الحالية من الوقود لتوليد ما يكفي من الطاقة الكهربائية طبقا لمعدل نمو استهلاك الكهرباء بما يضع أعباء إضافية علي لدولة لتوفير التمويل اللازم لاستيراد المواد البترولية اللازمة، مشيرا الي أن عدد السكان سيصل الي حوالي ١٣٥ مليون نسمة بحلول هام ٢٠٣٤.
وشدد خبير الطاقة علي ضرورة وجود رؤية واضحة وشاملة لقطاع البترول في مصر، تأخذ في الاعتبار احتياجات مصر من الكهرباء خلال العشرين عاما القادمة طبقا لخطة مصر الاقتصادية وعدد المصانع الاستثمارات التي تنوي الدولة أقامتها سواء من خلال المشاركة مع القطاع الخاص أو مشروعات قومية تقوم الحكومة بتمويل تكلفتها، مشيرا الي أن رؤية مصر للطاقة يجب أن توضح التوزيع الجغرافي لاحتياجات الطاقة طبقا للخط الاستثمارية لكل منطقة، فضلا عن زيادة الاستهلاك المحلي للكهرباء بناء علي معدل النمو السكاني.
وأكد شعيب أن الخطة العامة للدولة في قطاع البترول والكهرباء يجب أن تقوم علي مواردنا المالية والبترولية وما تمتلكه مصر من موارد طاقة أحفورية سواء زيت خام أو غاز وكذلك الطاقات الحيوية غير المستغلة بالإضافة إلي وضع مصر الاقتصادي بين دول العالم، وذلك حتي نتمكن من وضع خطة واستراتيجية محكمة تضمن الاستقرار والرفاهية لشعبنا وتلبي احتياجات قطاع الصناعة.
وشدد شعيب علي ضرورة وضع خطة زمنية واضحة لتعظيم الاستفادة من الثروة المعدنية المتوفر لدينا، وتحديد أماكن توزيع الطاقة، وتحديد أنواع الوقود المستخدم في الصناعات المختلفة. وأكد ضرورة ألا تنفصل استراتيجية الدولة للطاقة عن البعد البيئي ومراعاة أنواع الوقود والصناعات المختلفة وحجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مشيرا إلى أن مصر عليها التزامات دولية بشأن تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتي تؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الأرض بما يشكل تهديدا لاستقرار الحياة علي الأرض.
وقال إن حجم انبعاثات العالم من هذا الغاز حتي الان تصل الي ٦٠٦ مليار طن ويتوقع أن يرتفع إلي تريليون طن بحلول عام ٢٠٣٤ بما بجيلين من خطر عدم استقرار كوكب الأرض. وفي هذا الصدد، أشار خبير الطاقة إلي أن مصر لديها فرص كبيرة للاستفادة من موقعها الجغرافي المتميز ووقعها في الحزام الشمسي فضلا عن تمتعها بالعديد من المناطق التي تتميز بسرعة الرياح، مضيفا أن كل ذلك يؤهل مصر لتصبح بقوة كمركز إقليمي لتوليد الطاقة المتجددة.
وقال إن احتياطات مصر من الغاز المواد البترولية غير كافي لسد احتياجاتنا وتلبية متطلبات التنمية الاقتصادية المنشودة، مشيرا الي احتياطيات مصر من الغاز لا تتعدي 1% من احتياطي العالم. وأضاف أنه يجب زيادة الاهتمام بتحلية مياه البحر لزيادة مواردنا من المياه خاصة أننا نعاني من فقر المياه حاليا ويصل حصة الفر من استهلاك المياه سنويا الي حوالي ٦٠٪ من المعدل العالمي، مما يتطلب زيادة الاستثمارات في مشروعات تحلية مياه البحر وتوليد الكهرباء.
وأكد شعيب أن الطاقة الجديدة والمتجددة ستكون الحاكم الأساسي في قطاع الطاقة في العالم خلال السنوات القادمة.