05:15 am 26/11/2022
| رأي
| 2891
ربك ما بينساش حد…محمد موافي
تلك قصة مضت وأحب حكايتها في كل مرة كأنها أول مرة، وفعلا "ربنا ما بينساش حد"
وأنا مهموم وغائب في فضاء الاكتئاب وقلبي فيه سيخ نار بأعراض مشاكل في القلب، وأقود السيارة على سرعة أربعين، قل: خمسين كيلومترا، فتحتُ الراديو فانفتحت أمامي طاقةٌ للأمل تكفي لأن أُطل منها وأنتظر الفرج.
كانت المذيعة تقرأ من مذكرات الفنان الراحل توفيق الدقن، حيث كتب بتصرف أنه كان مفلسًا، والعيدُ على الأبواب، ويحلم بأن يشتري الكعك وملابس العيد للأولاد ويدفع إيجار الشقة، ومن الآخر يشتري طعامًا "يعني مش لاقي ياكل".
ثم دق جرس التلفون وفوجيء بمنتج كبير يطلب لقاءه.. "قلت: يا فرج الله.. ربنا ما بينساش حد"
وذهب ووقّع عقد فيلم (الرجل الثاني) الذي كان بمثابة نقلة نوعية وبطولة أولى مع صلاح ذو الفقار وصباح وسامية جمال.
بعد يومين فوجئ توفيق الدقن بخبر في الجرائد، أن الدور تم إسناده لرشدي أباظة، وهو كان من أقرب الأصدقاء:
"طب أعمل إيه، ودى أيام عيد، وأنا رتبت نفسى مع الأولاد، علاوة على حالتى النفسية نتيجة لهذا الموقف، وزادت مضاعفات السكر وبقيت فى حالة نفسية وصحية صعبة.. وأنا فى وسط هذة الدوامة دى، اعتزلت شوية قعداتى مع رشدى أباظة، وانطويت مع نفسى علشان ما أجرحوش لما يشوفنى مش طبيعى معاه. والأكثر من كل ده، إني ما كنتش عارف إن رشدى لايعرف شيئًا عن الموضوع، حتى فوجئت به جاى يقول لى: ولايهمك دول ناس بتحكمهم نوازعهم، وطلع عربون الفيلم وأعطاه لى فرفضت وقلت: مش ممكن أبدا.. فقال:"امسك وإلا اعتبر الصداقة اللى بينا حبر على ورق".. وحلف، ولم يغادر المكان إلا بعد أن طيب خاطرى، وأسعدنى، مش علشان الفلوس ولكن لأننى تأكدت فى حب رشدى لى.. وربنا ما بينساش حد"..انتهى.
ممكن أقول لحضراتكم: إني بكيت وضحكت واندفعت في شراييني طاقة للعمل غريبة، وهطلت السماء بالفرج دون سبب.. وبعد أيام كان حفل توقيع روايتي الأولى (سِفر الشتات) ودعوت الناس على الفيس، ولم أدع بعض الأشخاص لاعتقادي أنهم لن يحضروا..
وفي يوم الحفل وجدت حبًا وأصدقاء كدت أبكي وأنا أحتضنهم، ويومها انفتحت طاقة أخرى للأمل.. والفرج قريب..لأن "ربنا ما بينساش حد"..
وفعلا وأقسم بالله: "أحلى من الشرف مفيش"
https://twitter.com/mmowafi