للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

محمد موافي يكتب: النهايات تعلمك أن تلعب لآخر لحظة

محمد موافي يكتب: النهايات تعلمك أن تلعب لآخر لحظة

08:36 am 14/11/2022

| رأي

| 2533


أقرأ أيضا: Test

محمد موافي يكتب: النهايات تعلمك أن تلعب لآخر لحظة 


  علمتُ -بلا شك- أنها أيامه الأخيرة، لن تتعدى أسابيع معدودة على أقصى تقدير. ساعتها أدركت أن كل دقيقة بقربه تساوي حياة مضت وذكرياتٍ سوف تكون.


غسلت وجهي ونقّطتُ من (البروزولين) في عيني حتى تختفي آثار البكاء الموجعة. مضيتُ إليه وأنا أردد داخلي سطرًا من روايتي (حكاية فخراني) سطرًا يؤلمني: "ما أوجع ذكرياتٍ سوف تكون".


قبلتُ يده وجلستُ في أقرب مقعدٍ. ابتسم كأن كل ما في رأسي يظهر أمامه بوضوح. الحقيقة التي عشت حياتي أهرب منها، أنه يقرءوني جيدًا، فقد ربّاني جيدًا وأدبني فأحسن قدر ما استطاع.


قال لي:
 "ما ليس منه بُدٌّ، علينا أن نتقبله برضا، وأنا عشتُ حياةً جميلة، لا أعتقد أن شيئًا أردته لم أحصل عليه.. وأنت جائزتي الجميلة، وهذه نصيحة لعلها تبقى نافعة، اكتبْ التالي واحفظه جيدا؛ فهو باختصار (فن الدنيا):
علمتني الأيام أن أراهن على الأيام، فكل شيءٍ مخلوقٌ بقَدَر، ولكل شيءٍ وقتٌ معلوم، كما لكل حادث حديثٌ في حينه.

علمتني الحروب أن علاماتها على الجسد والعقل أغلى من الماس والذهب.. التجارب كريمة في عطائها والبلايا غير لئيمة، وكل تجربة تُعطي درسا غاليا.


وعلمتني الدروس أن أجلس هادئا على ضِفة النهر، أتأمل الماء الجاري حتى تأتيني جثةُ عدوي طافيةً منفوخةً. فأنسى كل ضغينة وإساءة، وأجدني أحزنُ لحال عدوي المرمي على ضفة النهر.


وعلمتني ضفة النهر ألا أغامر بخوض الماء العميق ما لم أكن مستعدًا للسباحة، فلكل معركة لياقتُها اللازمة وسلاحُها المؤثر.


وعلمتني الدنيا، أن الأيام دول، وأن علىّ أن أنام بين سيقان الذرة، حتى يكون الزمان دولتي ومملكتي وملعبي، وقبل ذلك؛ فالجري عبث والمناطحة من صفات الثيران العمياء.


وعلمتني نهايات المبارايات أن ألعبها حتى آخر ثانية، فأجمل الأهداف ما يأتي في الوقت بدل الضائع.
وعلمني أبي يرحمه الله، أنْ "إذا ضَرَبْتَ فأوجِعْ فإنَّ الملامَةَ واحِدة".."

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟