01:57 pm 07/11/2022
| رأي
| 1529
من يلملم الجروح ويداويها…ياسمين الجاكي
الحياة أصبحت شاقة بقدر كبير.. بها معوقات وصعوبات في كافة مراحلها ..مليئة بالضغوطات والمشاكل ..أصبح كل منا يفكر بشكلٍ مستمر لا يتوقف ،حتى بأوقات الخلود الي النوم والراحه يظل العقل يعمل ويفكر ويسترجع شريط الاحداث اليومى محاوله منه لإيجاد حلول واجابات وافية لكافة ما يشغل ذهنه..
لابد أن نعترف بأن العلاقات الاجتماعية تمر بأزمة حقيقية قد يكون بعضها مبررا ومفهوما وبعضها الاخر غير مبرر بالمره..
هناك حالة من الشحن والعداء وتفتيت الأسرة.. حاله من عدم الرضا وعدم الاكتفاء ..من عدم فهم ما بداخلك من صراعات..لعدم ايجاد من يسمعك ويستوعب غضبك..
الوقت يسابق الزمن يجرى بدون ان نشعر ونحن ملزمون بالاستمرارية والمقاومه وان نقوم بكافه الادوار بكل رضا في وقت قصير للغايه..تجاهد وتحارب لاثبات ذاتك وللحفاظ علي مستوى لائق من المعيشة ولتلبية احتياجاتك واحتياجات من حولك.
تدور الايام ويتلاشى معها كل جميل وأصيل..تفارق احباب كانو لك الحياه ..وتكتشف وجوه مزيفه وخداعه ..تتصادم مع واقع اليم ..فمابين صعود وهبوط تقاوم ..فى عتمة هذه الضغوط والآلام نحتاج لبارقة امل..لمن يأخذ بيدك .. لمن يمنحنا حبا صادقا نابعا من القلب ..نحتاج بشده لجبر خواطرنا..لكلمة بسيطه تزيل الحزن..لمن يسمع ما بداخلنا دون البوح بكلمه..بمن يدق علي ابواب القلب برحمه ولين..
نحتاج للرأفة في الحديث، في القرب في الفعل، وحتي في البعد نحتاج دوما لها ..
نحتاج لمن يشعرنا بمعانى الحياة الجميلة ..نحتاج للصدق ..لمن يمنحنا البسمة والراحة..لمن نثق بوجوده اينما احتجنا له فيكون لنا السند والامان والملجأ.
أشياء بسيطه قد تغير فينا الكثير ،تعطي الحياه لونا مشرقا وتخفف من ضغوطها ..وتغير من نظرتنا لها..تهون علينا الهموم ..
نحتاج الحلم والتأني قبل النطق بما يؤذي النفوس الرقيقه ..نحتاج لمن يلملم الجروح ويداويها..نحتاج قلوبا متسامحة متحابه متصالحة مع ذاتها..تتشر الحب أينما حلت .
فلا تدع أحدا يأتي إليك ويرحل من غير أن يكون هو أكثر سعادة وانت اكثر رضا وراحه..لاتترك من يعز عليك في حيره وحزن وقلق ..كن دوما بجانبه..امنحه اهتمامك وعطفك.. كن له العالم بأسره..حتى وان كان هو المخطيء احتويه بحبك واستماعك اليه..
كن له السكن والسكينه ..الملجأ والملاذ..
ارفقوا بالآخرين، وراعوا شعورهم، وطبطبوا على أرواحهم، وطببوا آلامهم، وامسحوا دمعتهم، وابتسموا في وجوههم، واحفظوا أسرارهم، انتشلوهم من الهموم والاحزان..
فما أكثر احتياجنا في هذا الوقت العصيب لمعانى الانسانية الراقية التي تعيننا علي مواصلة المسيرة..