01:04 am 24/10/2022
| رأي
| 1825
د أحمد عبدالفتاح يكتب: هل يكون مجمع الرمال السوداء نقطة تحول فى استغلال الطاقة النووية .
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء 19 اكتوبر، مجمع الرمال السوداء بمدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ - شمال العاصمة القاهرة، بهدف استخلاص المعادن الثقيلة من هذه الرمال، وتسويقها محليًا وخارجيًا بعد فترة طويلة من التجاهل والاهمال, ويعتبر هذا المجمع الأحدث والاميز تكنولوجيا على مستوى العالم بل أحد أهم المشروعات القومية خلال السنوات الأخيرة التى قد تفتح آفاق فى مجالات كثيرة وخاصة ما يخص الطاقة النووية . وايضا يعكس اتجاهات الدولة بشتى الطرق فى الاستفادة والاستغلال الامثل لموارد مصر الطبيعية الموجودة على امتداد صحراء مصر وشواطئها . تلك الموارد التى لو احسن استغلالها سوف تنقل مصر نقلة اقتصادية كبيرة.
وقد ذكر بعض الخبراء إن مصر تمتلك احتياطيات ضخمة من الرمال السوداء غير المستغلة، وأن المجمع خطوة لاستغلال هذا الكنز المهدر حيث يهدف من خلال المشروع الى فصل المعادن المختلفة وخاصة الثقيلة و المشعة، واعادة تشغيلها من اجل الاستفادة العظمى للمعادن المشعة.
ولكن دعونا نتعرف على هذه الرمال وكيف تكونت وما هى اماكن تواجدها واهميتها الاقتصادية؟
فالرمال بصفة عامة هى نوع من انواع الصخور الرسوبية الفتاتية منها المتماسك ومنها المفكك و البيضاء منها تستخدم فى صناعات انصاف الموصلات للترانزيستور وصناعات الزجاج والواح الطاقة الشمسية وهناك الرمال الصفراء والسوداء.
ففى الاساس تكونت الكرة الأرضية من صخور نارية منصهرة وهذه الصخور تحتوى على كثير من المعادن الثقيلة والمعادن المشعة ومعادن السيليكا .ومنذ ذلك الحين بدأت العمليات الجيولوجية حيث بدأ تآكل تلك الصخور التى تحمل الأنواع المختلفة من المعادن الثقيلة والمشعة والعادية وانتقالها من مكان الى آخر بفعل عوامل التجوية والنحت والنقل لتترسب فى مكان أخر حاملة بعض ملامح من الصخور النارية الاصلية ومحملة بخليط من المعادن الى ان تضع حمولتها المكونة بما يسمى بالصخور الرسوبية باشكالها المختلفة ومنها رسوبيات الرمال و الرمال السوداء.
والرمال السوداء هى مجموعة من رواسب المعادن الثقيلة والمشعة ومعادن السيليكا وهي رواسب شاطئية تأتي من منابع الأنهار. حيث تتساقط الامطار على جبال أواسط افريقيا ومنابع النيل وتسبب التآكل ونحت الصخوراثناء انهمارها وخاصة على الصخور النارية التى تحتوى على الكوارتز والكثير من المعادن المختلفة الثقيلة والخفيفة والذهب التى نشأت من باطن الارض وتبلورت مع تلك الصخور. تتحرك هذه الفتات محمولة فى مجرى النهر فى رحلة طويلة من المنبع الى المصب لمسافة عدة آلالف من الكيلومترات لتترسب عند مصب النيل وعلى جوانب شاطىء البحر بعد رحلة معاناة طويلة وتكون قد تخلصت من المعادن الخفيفة والضعيفة نتيجة التآكل والتفاعل فى رحلة الاختيارالطبيعى لتترسب هادئة فى مناطق راس البر ورشيد وكفر الشيخ وعلى امتداد الشواطىء الشمالية حتى شمال سيناء.
ويعزي تجمعها الي ان لها تركيب كيميائي ثابت ومستقر تجاه عمليات التجوية الكيميائية وانها شديدة الصلابة تجعلها شديدة المقاومة لعمليات التعرية الفيزيائية وتترسب بعد تنقلها في بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز هناك بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التي تصبها الأنهار في البحر.
وسميت بهذا الاسم بسبب لونها الداكن لاحتوائها على كثير من المعادن الثقيلة الداكنة ، وترجع الأهمية الاقتصادية لتلك الرمال إلى احتوائها على نسب من المعادن التي لها مردود تعديني مثل الألمنيت – FeTiO2 الروتيل - TiO2 اكاسيد حديدية - ماجنتيت الزركون – و يكون أحيانا خليط من( Zr + U ) الثوريم والجارنت والمونازيت وحى مجموعة معادن مشعة – Ga.La.Y.Th – أملاح السيريوم و ثوريوم السليكا الثقيلة. كما تحتوي الرمال السوداء علي كثير من المعادن النادرة الذهب ويقدر بحوالي نصف جرام في الطن وعدد من الاحجار الكريمة (الماس، الجارنت,الكورندم، البريل).
ويعتبر عنصر الألمنيت الذى يستخدم في إنتاج معدن التيتانيوم لصناعة هياكل الطائرات والصواريخ ذات الأرتفاعات العالية لمقاومة الظروف الكونيه احد اهم المعادن التى تستخال مصاحبة للرمال السوداء.
والروتيل هو المادة الاساسية في صناعة البويات (الأصباغ). الزركون يستخدم تزجيج السيراميك العالية على امتصاص النيترونات ولذا يستخدم في المفاعلات النووية لكبح جماح التدفق النيتروني ويكون مصاحبا للزوكونيوم في مركباته أكاسيد الحديد لإنتاج الحديد الصالح للاختزال المباشر.
والمونازيت من العناصر الأرضية النادرة وهو غني بمعدن الثوريم المشع الذى يستخدم في المفاعلات النووية لأنتاج الطاقة.
وقد بلغت التكلفة الاستثمارية لمشروع مجمع الرمال حوالى 4 مليارات جنيه ويهدف إلى استخلاص المعادن الثقيلة من الرمال السوداء الممتدة على ساحل مصر الشمالي، بداية من مدينة أبو قير في محافظة الإسكندرية حتى مدينة العريش في محافظة شمال سيناء.
وقد ذكر المهندس " حسن علام" المسؤل عن انشاء المشروع إن هناك بعدًا بيئيًا لمجمع مصانع الرمال السوداء، حيث تسهم في تطهير الشواطئ من المواد المشعة الضارة، ونسبة تركيز المعادن في الشواطئ، كما حرصت الحكومة على إجراء دراسات بيئية عديدة للتأكد من عدم تأثيره على البيئة، والحفاظ على سلامة العاملين بالمشروع، والمجتمعات حوله، لافتًا أنه من المقرر أن يتم إنشاء مصانع بجوار المجمع لتنفيذ صناعات أضافية مرتبطة بجوانب المشروع ومضافة للمعادن الثقيلة المستخرجة .
والمشروع يعتبر نقلة حضارية حيث يساعد فى ايجاد فرص عمل ويفتح مجال استثمارات وقاعدة صناعية راقية التي تشمل كثير من الصناعات الاستراتيجية مثل تصنيع السيارات والطائرات والتكنولوجيا والسيراميك والحراريات والبطاريات، مما يخلق فرصًا للتصنيع وتصدير المعادن وتلك المنتجات خارجيًا بعد تصنيعها ومن ثم زيادة حصيلة مصر من النقد الأجنبي".
كما يعمل على نقل التكنولوجيا لا ستغلال المعادن الاستغلال الامثل وتطوير تلك الصناعات ولأول مرة يكون لمحافظة كفر الشيخ مردود مالى واقتصادى يمكن ان تستغله المحافظة فى التطويروالاستثمار الخاص بها.