07:51 am 22/08/2022
| رأي
| 1836
محمد عبدالعليم يكتب : - مقال فيما يقال – لا عال من اقتصد
حسناً ورشدا فعلت الدولة بخطوتها الواثقة نحو الترشيد وهو أمر لو تعلمون عظيم فلو أن الشخصية المجتمعية ترسخ فى صفاتها سلوك الترشيد لتغيرت الأحوال على مستوى الفرد والأسرة والدولة فما كلمة إقتصاد إلا عن مصدر القصد أى الإعتدال فما هلك الناس إلا بالإسراف وعاقبته الإتلاف كأنه عمدا بسبق إصرار وترصد فالإسراف منهى عنه من فوق سبع سماوات وهو ممقوت لأنه يهلك الحرث والنسل ولا يُبقى ولا يذر
وما إتخذته الحكومة من قرارات ترشيد الطاقة هو مظهر من مظهر الوعى الرشيد والفهم السديد فالعالم أجمع يواجه التحديات كرجل واحد اينما تواجد سكانه وأعظم هذه المحن هى الطاقة فمن حر صيف إلى قارسة شتاء لا سبيل لإتقاءها إلا بوفرة الطاقة التى تحصنه من الهلاك وطريقها الممهد هو ترشيد الإستهلاك ، وما نأكل أو نشرب أو نرتدى أو نتعايش فيه وبه إلا بصناعات ثقيلة وكثيفة روحها الطاقة لا غير
فلنتخيل لو أن مصر الشابة بأعمار غالبية شعبها إتخذت قرارا جريئاً فعالا بأن مواعيد العمل صيفا هى السادسة صباحاً وفى الشتاء السابعة صباحاً وتنتهى فى الثانية والثالثة بعد الظهيرة اليس ذلك توفيرا لمعظم الطاقة فلا حاجة إلى إضاءة كثيفة ولا إلى تكييفات مركزية وعادية ولا حتى الشخصية وينطبق ذلك على المؤسسات والتجارة والمنازل ،
هذا القرار ليس فقط توفيرا للطاقة وترشيدا للإستهلاك بل هو أشد فهو تغيير لعادات سلبية كثيرة فما البكور والتبكير فى الجد إلى حصاد مباشر لنعم السماء على أهل الأرض فتصبح الأمة شابة فتية قوية تستهدف صحة أجيالها القادمة فإغتنام أول النهار مع أنفاس الصباح الأولى فى العمل هو نجاح وفلاح و وعى وارتياح وإدخار محمود وهى الفريضة الغائبة وأن يكون الليل من شبابه للسكن وإستعادة النشاط فما بالنا بدلنا الليل نهار والنهار ليل فكيف السبيل إلى تقدم وحضارة ،
وأغلب الظن أن قوة المجتمع ورجاحته فى ضبط موازين الإستهلاك تبدأ فى حسن التدبير فالطاقة إما وفيرة ترفع قدر إقتصاد الأمم والفرد تمكنه من العروج إلى أفاق الرفاهية بأمان طوال عقود وقرون أو هزيلة تورده موارد الفقر والإحتياج والعوز ،
فياليت يوماً قادما نرى مصر شبابها وشبيبها باكرة مبكرة مع أول ضوء كما تعلمنا فى فترة الخدمة العسكرية تخرج للعمل وتكد وتجتهد بقوة ووعى لتحقق المستحيل كما تعودنها ويتنهى اليوم قبل العصر فلا تتزاحم الناس لحاجاتهم الشخصية فى فترات قصيرة تصطدم بمواعيد الغلق ثم عام تلو الأخر تتشكل شخصية مجتمعية رائعة تعرف للعمل قدره وللوقت مقداره
الترشيد قوة فإغتنموه ،،