للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

محمد العليمي يكتب: رفقاً بالدراما يا وزير الترفيه

محمد العليمي يكتب: رفقاً بالدراما يا وزير الترفيه

07:09 pm 20/08/2022

| رأي

| 1603


أقرأ أيضا: Test

محمد العليمي يكتب: رفقاً بالدراما يا وزير الترفيه 

 

مسلسل الثمانية حالة من حالات التناقض، كوكبة من الممثلين من كل انحاء العالم العربي، واداء تمثيلي عادي جدا ويصل لمستوي الضعيف،بداية جيدة ومثيرة من تقديم الشخصيات وعرض الخطوط الدرامية، مع بعض الغموض المثير والجيد للتحفيز علي استمرار المشاهدة، مع استعراض كبير للإمكانات المادية والتقنية لتوصيل حالة من حالات الانبهار ، لكن للأسف كل ذلك يقل تدريجياً ومع الحلقات، ولا نجد اي جديد علي مستوي الإثارة او التصاعد الدرامي لينتهي عندها انبهارنا بتقنيات التصوير واستعراض العضلات المادية، ونصل للفراغ الدرامي وحالة من اللامنطق والاداء السطحي الساذج في بعض المواقف والمشاهد والشخصيات سواء كان علي صعيد الكتابة او الإخراج، ولعل ابرز مثال هو شخصية ريم مصطفي التي تقوم بقتل أخت أسر ياسين بالمستشفي والتي من المفترض انها تحت الحراسة المشددة وتقيم والدتها معها وكان يجب ان تكون عملية قتلها مُحكمة وعلي أعلى مستوي، لكننا نصطدم بمشهد هزلي تم تنفيذه بمنتهى السذاجة لقتل الفتاة، ثم شخصية الظابط مازن تلك الشخصية التي من المفترض انها تعمل بجهة أمنية رفيعة المستوي، الذي يتعرف علي الفنانة ريم مصطفي لنجده يحكي بمنتهي السذاجة كل تفاصيل عمله والقضية التي يعمل عليها بل ويتزوجها خلال أيام في تصاعد درامي أقرب للكوميديا والسذاجة ولم تكتفي زوجته ريم مصطفي بذلك بل وتضع جهاز تعقب في حذائه لتقوم بتتبعه والتصنت عليه والكوميدي ان جهاز التعقب لم يتم اكتشافه اثناء الدخول للجهة الأمنية رفيعة المستوي ولا يتم تغير حذائه طوال حلقتين الا وهو في المغرب في مشهد لايمت للتسلسل الدرامي بأي صله فيذهب ويشتري حذاء جديد ويتبرع بالقديم لأحد المتسولين.


اما علي مستوي أبطال العمل فشخصية الظابط أدهم التي يقوم بتجسيدها أسر ياسين فأعتقد ان المؤلف تأثر كثيرا بشخصية أدهم صبري للكاتب الكبير الدكتور نبيل فاروق رحمة الله عليه، تلك الشخصية التي تقوم بكل شيء ورغم المجهود المبذول من الفنان أسر ياسين الا ان الشخصية علي الورق جوفاء ومغالى في كل تفاصيلها بداية من المعارك التي يدخلها بمفرده سواء في مصر او فرنسا او المغرب وتعامله مع كل العصابات بمفردة تماماً وختاماً فشخصية أدهم لم تضف اي شيء لأسر ياسين الذي حاول جاهداً ان يضيف لها لكن في اعتقادي ان مجهوده ضاع هباءاً بين مؤلف ومخرج متواضعين.


الوحيد الذي قدم أداءاً يحترم في المسلسل هو الفنان خالد الصاوي ولا أعرف لماذا أرى في شخصيتة أنعكاساً كبيراً لدور مارلون براندو في الأب الروحي، وعلي مستوي كل شخصيات العمل هو الوحيد الذي يمكن تقيمه بأنه فاق التوقعات وأرتقي للعالمية بكل معاني الكلمة في أدائه الفني للشخصية الا ان المخرج أوقعه في العديد من الأخطاء الدرامية الحركية التي لاتتناسب مع سنة وطبيعة جسمه ولكن تلك الأخطاء تُنسب للمخرج وليس للصاوي.

 

مسلسل الثمانية حالة من حالات المغالاة والأوفر والمنظرة في كل شيء، مغالاة في الأداء التمثيلي، كادرات التصوير، استخدام كاميرات الدرون الطائرة بمبالغة مفرطة، المعارك المصطنعة، الانفجارات، والسيارات الفارهة ، حتي الموسيقي التصويرية التي كانت جيدة في أغلب الاحيان الا انها مرتفعة أكثر من اللازم ويتم استخدامها بدون مبرر درامي او ارتباط واضح لتصاعد الأحداث، لتصبح مزعجة في كثير من الأحيان.

 

بعد الحلقات الأولي وانتهاء الانبهار الزائف يتحول ارتباطك بمشاهدة المسلسل لمجرد انهائه فقط ومحاولة ايجاد نهاية ترضي بها نفسك وتعوضها عن الوقت المهدر في مشاهدة عمل استعراضي لا أكثر ولكن في النهاية تصل للصدمة وللنهايتة الكارثية للمسلسل، لنجد أنفسنا أمام مسلسل أقل من العادي، عمل لا يهتم بأي تفاصيل ولايحترم عقلية المشاهد ولا يستحق المشاهدة او ترشيح مشاهدته لأحد، ونتأكد أنه ليس بالمال تستطيع ان تشتري كل شيء وان هناك فرق بين الترفيهية والفن يا وزير الترفيه.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟